أداة جديدة من أدوات القمع دخلت حيّز الاستخدام على نحو واسع من قبل السلطات البحرينية، أكثر من 38 ناشطا و15 رجل دين تم منعهم من السفر العام 2016 ضمن حملة شرسة بحق المعارضة. تفاجأ العديد من النشطاء بقرارات منعهم من مغادرة البلاد عند وصولهم منفذي مطار البحرين وجسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالسعودية، وأثارت تلك القرارات ردود أفعال واسعة.

شهد العام 2016 الإفراج عن العديد من نشطاء المعارضة، لم يكن ذلك ضمن برنامج للمصالحة، إنما لأنهم قضوا أحكاما بالسجن بعد سحق المحتجين في دوار اللؤلؤة 2011 وإعلان حالة الطوارئ. كان من بين المفرج عنهم رئيس جمعية المعلمين البحرينية مهدي أبوديب وأمين عام جمعية العمل الإسلامي الشيخ محمد علي المحفوظ والشيخ جاسم الدمستاني والسيد مهدي الموسوي بعد قضائهم أحكاما بالسجن 5 سنوات.

شكل قيام السلطات البحرينية باعتقال طاقم إعلامي أمريكي في خلال العام 2016 مناسبة لإعادة توجيه الإعلام الدولي على البحرين. فقد اعتقلت الصّحفية الأمريكية المستقلة آنا تيريز داي وثلاثة من أفراد طاقمها أثناء تغطيتهم الذكرى الخامسة لانطلاق احتجاجات 14 فبراير/ شباط في منطقة سترة جنوبي العاصمة المنامة.

كان صباح يوم 20 سبتمبر/ أيلول 2016 مؤلماً بالنسبة لكثير من البحرينيين إثر وصول نبأ رحيل الناشط الحقوقي ناصر الرس في أحد المستشفيات بكندا. تدهورت صحته قبل يوم من وفاته حتى دخل مرحلة حرجة لتنتهي بمفارقته الحياة عن 32 عاماً. شكلّت وفاته صدمة للعديد من البحرينيين.

في 6 يناير/ كانون الثاني 2016 أعلنت وزارة الداخلية البحرينية إحباط ما أسمته "مخطط إرهابي مدعوم من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. جاء ذلك الإعلان بالتزامن مع توتر الأجواء السياسية في منطقة الخليج بعد إعدام السعودية رجل الدين البارز الشيخ نمر النمر. المخطط الإرهابي المزعوم كان يستخدم غرفة دردشة على واتس اب تحت اسم "قروب البسطة".

مثل إعلان وزارة الداخلية البحرينية يوم 16 أبريل/ نيسان 2016 عن مقتل شرطي في منطقة كرباباد مناسبة لعودة الجيش البحريني إلى الواجهة. إذ أصدرت قوة الدفاع بياناً قالت فيه إنها مستعدة للنزول والتعامل مع الاحتجاجات على غرار نزولها في العام 2011. وزارة الداخلية أعلنت بعد ساعات من مقتل الشرطي محمد تنوير أنها اعتقلت منفذي الاعتداء. أما وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة فقد صرح بأن "لدى قواته تخويلاً بإطلاق النار".

في 20 أبريل/ نيسان 2016 أفرجت السلطات الأمنية عن ريحانة الموسوي بعد 3 أعوام قضتها في سجن النساء. وسرعان ما فجرت قنبلة إعلامية من العيار الثقيل. إذ كشفت في حوار معها ظروف تعذيبها وتعريتها كاشفة عن دور لعبه ضباط إماراتيون ضمن قوات درع الجزيرة في التحقيق معها.

أعادت السلطات البحرينية اعتقال الحقوقي البارز نبيل رجب مرة أخرى في 13 يونيو/ حزيران 2016. كانت الذريعة التي ساقتها لتبرير اعتقاله هي تغريدة له تناهض الحرب على اليمن. إذ نسبت إليه تهمة "بث وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها النيل من هيبة الدولة". وما تزال وقائع محاكمته جارية.

قررت محكمة بحرينية (30 مايو/ أيار 2016) تشديد عقوبة زعيم المعارضة أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان من السجن 4 سنوات إلى السجن 9 سنوات، على خلفية اتهامات وجهت له في أعقاب خطاب جماهيري. رد الشيخ سلمان بالقول إن القضاء أداة في يد السلطة تعاقب بها المعارضين السياسيين"، فيما سارعت واشنطن وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون للمطالبة بالإفراج عنه. وكذلك فعلت ألمانيا والاتحاد الأوروبي وإيران.

بعد أكثر من 7 أشهر على اعتقاله بتهمة التحريض على العنف وتغيير نظام الحكم، قضت محكمة بحرينية (24 فبراير/ شباط 2016) بالسجن عاما كاملا بحق المعارض البحريني البارز إبراهيم شريف. واشنطن سارعت إلى القول بأنها محبطة من الحكم قبل أن تدعو على لسان متحدث باسم خارجيتها إلى الإفراج عنه، أما بريطانيا الحليف الآخر للنظام البحريني فلم تعلق على الفور.

في الرابع عشر من يونيو/ حزيران 2016 أقدمت السلطات البحرينية على إغلاق مقار جمعية "الوفاق" أكبر جمعيات المعارضة، دون سابق إنذار، وذلك بعد نحو أسبوعين من تغليظ عقوبة أمينها العام الشيخ علي سلمان من السجن 4 سنوات إلى 9 سنوات.

جاء إسقاط السلطات البحرينية لجنسية الزعيم الروحي الشيعي آية الله الشيخ عيسى قاسم (20 يونيو/ حزيران 2016) ليشكّل أبرز الأحداث السياسيّة وأشدّها إثارة للتداعيات في خلال العام 2016. على المستوى الدبلوماسي عبرت واشنطن بوضوح عن انزعاجها الشديد من هذه الخطوة التي اعتبرتها "تعسفية"، فيما عبرت باريس ولندن عن قلقهما، أما برلين فقد اعتبرت أن إسقاط جنسية قاسم يمثل "تهديداً للنسيج المجتمع في البلاد".

تبدأ "مرآة البحرين" على مدار يومي الجمعة 30 ديسمبر/ كانون الأول والسبت 31 ديسمبر/ كانون الأول نشر أوراق العام 2016. هي أوراق روزنامة. حاولنا فيها رصد أبرز المحطّات التي شكلت بصمة في مسار الحراك السياسيّ المطالب بالديمقراطية لهذا العام المنقضي؛ كما فعلنا على مدار الأعوام الخمسة الماضية.