نجم كروي واعد مطلوب في 20 قضية أمنية وحكم بالسجن 18 عاما: أحمد العصفور في سجن «أصحاب السمو»
2014-01-10 - 9:19 م
مرآة البحرين (خاص): أحمد محمد حبيب العصفور، لاعب سابق في المنتخب الأولمبي لكرة القدم، وتعتبره أجهزة الأمن في البحرين صيدها السمين أواخر العام 2013.
اللاعب الموهوب الذي سعى نادي المحرق يوما إلى ضمه إلى صفوفه وهو في مراحل التكوين الأولى، تدرج في فئات نادي الاتفاق وصولا لجذب انتباه مدرب المنتخب الأولمبي سلمان شريدة ليختاره في العام 2011 لصفوف المنتخب.
قصة نجاح توشك أن تبدأ مع نجم واعد، لم تكتب لها أجهزة الأمن أن تبزغ، فتحول من مطلوب للمنتخب إلى مطلوب لوزارة الداخلية!
أحمد العصفور المولود في العام 1989، حكاية لا تليق تفاصيلها إلا بنظام أعلن حربه على الموهبة والإبداع بدوافعه الطائفية المقيتة.
وفي عهد عسكرة الرياضة وتسيس القضاء، اختار أحمد لنفسه القدر الأسوأ، أن يكون مطاردا على أن يكون معتقلا، بعد عشرات المداهمات الأمنية التي استهدفت منزله.
قصص التعذيب وضحاياه الكثيرة، لا تترك مجالا للمفاضلة، لنجم واعد تعيش كرة القدم في دمه.
كان اختياره للمنتخب الأولمبي في العام 2011، حدثا في حد ذاته، انخرط في تدريباته، لكن المطاردات لم تتوقف عنه، ليترك المنتخب الأولمبي قبل مباراة ودية أمام اليابان.
في ذلك اليوم تمت مداهمة منزله، لكن حنينه لكرة القدم ظل يجذبه لسحر المستديرة، فظل يلعب مع ناديه خلسة (مباراة يشارك وأخرى لا يشارك)، إلى أن ترك الكرة في نهاية القسم الأول للموسم الكروي 2011/2012 خشية الاعتقال!
هنا تتحرك دواليب الإعلام التحريضي ليتم التشهير به على أنه مطلوب وهارب من العدالة وتم تلفيق عدد من التهم الكيدية له وصف خلالها بالإرهابي!
لا ملعب، لا كرة قدم، لا نادي، لا منتخب، لا سكن، لا سكون، لا مأوى، هكذا تغيرت الأقدار بضغطة زر، أو بجرة قلم، حيث يتحول النجم الرياضي الواعد إلى مجرد إرهابي فار من العدالة..وأي عدالة!
في عهدة أجهزة الأمن، لا أمن ولا أمان، وحدها قصص التعذيب التي تتراكم في أوكار الداخلية.
اختار أحمد العصفور القدر الأصعب دائما، أن يلعب مع ناديه خلسة، أن يتنقل من مخبأ لآخر، من دون أن يتفطن للكمائن التي كانت تعد له حين أصبح واحدا من أهم المطلوبين لوحوش الداخلية.
ذاكرة الحذر تخطئ أحيانا، ووقع أحمد في قبضة المرتزقة بعد كمين محكم على شارع النخيل، تم اعتقاله، لكنه تمكن من الهرب من مستشفى القلعة، ليجن جنون الداخلية!
قبل حوالي عام، قررت الداخلية اعتقال أخيه جعفر وهو بالمناسبة لاعب في نادي الاتفاق ومنتخب الشباب لكرة القدم، تم اعتقاله في بركة سباحة مع آخرين.
جاء الخطاب وحشيا لجعفر: "إذا لم يسلم أخوك نفسه، سنعتقلك ونلفق لك تهما كبيرة"، لم يظهر أحمد وأخذ جعفر بجريرة أخيه المطارد!
مضت الأشهر على جعفر بدوره في الاعتقال، ليتم فعلا تلفيق تهم خطيرة إليه!
وقبل مدة قصيرة فقط، وقع أحمد في قبضة المرتزقة، صيدا كبيرا طال انتظاره، فأصبح الشقيقان ضحايا الاستهداف الطائفي المتواصل.
بقى أن نقول أن أحمد العصفور النجم الكروي الواعد الذي كانت الأندية تتسابق على ضمه، بات محكوما لـ 18 عاما، فيما تنتظره قضايا أخرى لم تصدر بخصوصها أحكام بعد.
وأبرز الاتهامات التي تم تلفيقها لأحمد العصفور هي (تفجير السيتي سنتر، 4 تفجيرات في الدراز، تفجير القرية، 3 تفجيرات في بني جمرة، 7 قضايا شوزن، 4 هجمات على الشرطة)، المجموع 20 قضية قابلة للزيادة في وطن تفصّل فيه التهم بمزاج أصحاب السعادة والسمو!
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة