صحافي ألماني عن كتاب "الخليج الطائفي": التغيّرات في دول الخليج لم تنته بعد

2014-03-12 - 8:14 م

مرآة البحرين: تساءل الصحافي الألماني "يانيس هاغمان" ما إذا كان الصراع التاريخي بين السنة والشيعة قد قسّم المسلمين إلى معسكرين لا أمل في تصالحهما؟

جاء ذلك في مقال استعرض فيه هاغمان كتاب "الخليج الطائفي" للباحث توبي ماتيسن، والذي ترجم للعربية مؤخرا.

وقال الكاتب إن رياح التغيير وصلت إلى دول الخليج، إلا أن حكامها، وبكل مهارة، قاموا بتحريض السنة والشيعة بعضهم على بعض من أجل خلق انقسامات في حركة الاحتجاج وفق مبدأ "فرِّق تسُدْ"، وحققوا بذلك نجاحاً أوليّاً، بحسب ما يرى توبي ماتيسن في كتابه "الخليج الطائفي".

وقال الكاتب إن ماتيسن بيّن في كتابه أن الكره والتوتر الممتدين منذ مئات السنين بين السنة والشيعة ليس سبباً في الانتفاضات في البحرين والمملكة العربية السعودية، مفترضا أن الحكومات الخليجية ألّبت الطرفين بعضهما على بعض بشكل متعمد وأن حكام الخليج "ردوا على الربيع العربي بالقمع وإثارة النعرات الطائفية، التي قسمت المجتمعات إلى معسكر سني وآخر شيعي، وخلقوا بذلك خليجاً طائفياً بكل معنى الكلمة".

يرى هاغمان أن "منهج (فرّق تسد) الذي كان الرومان قادرين على فعله خدم الحكام السنة في البحرين، إذ نجحوا في تقسيم الحركة الاحتجاجية التي كانت في البداية متجاوزة للمذاهب.

الجزء المركزي من كتاب "الخليج الطائفي"، الذي يقع في 130 صفحة، هو الفصل المتعلق بالبحرين. حول ذلك يكتب ماتيسين، الذي كان في البحرين بالصدفة عندما اندلعت الاحتجاجات: "لقد كانت البحرين سنة 2011 بالنسبة لي ولكثيرين عبارة عن دورة سريعة في سياسة القوة".

وقال هاغمان إنه "من خلال جدل مبني على الطائفية ومقارنات تاريخية مشكوك بها، تمكن النظام البحريني من نزع المصداقية عن الانتفاضة ووصمها بالمؤامرة الشيعية التي تقف وراءها إيران ومنظمة حزب الله اللبنانية".

وتحدّث ماتيسن، الذي يصف الأحداث في البحرين أحياناً بشكل مفصل للغاية، مضيفاً إليها بعضاً من تجاربه الشخصية هناك، عن فتاة سنية التقاها في بداية الاحتجاجات بدوار اللؤلؤة وشاءت الصدف أن التقاها مجدداً بعد ثلاثة شهور، ولكن هذه المرة في صفوف مؤيدي النظام.

السبب كان إحباطها الناجم عن الهوية الشيعية المتنامية للاحتجاجات. لذلك، قامت هذه الفتاة بالإعراض عن معارضي النظام وابتعدت حتى عن صديقاتها الشيعيات التي كانت تذهب معهن قبل ذلك للاحتجاج. لقد أصبح "خليج الطوائف" واقعاً.

يعتبر هاغمان أن "الخليج الطائفي" كتاب مبني على بحث مستفيض للتغيرات في دول الخليج، التي لم تنته بعد، بحسب المؤلف، لأنه "رغم قمع النشاط المدني، إلا أنه لم يختف كلياً بعد".

وبدلاً من ذلك، كان الأولى أن يتعرف القارئ على المزيد من الجانب النظري لفكرة ماتيسن، فمبدأ "المنتفعين من الهوية الطائفية"، المستقى من السياق اللبناني، يترك القارئ حائراً - من هم هؤلاء المنتفعون، الذي "يرتبط موقفهم بالتلاعب الماهر بالحدود الطائفية"؟ وكيف يستفيد هؤلاء من التوتر الطائفي؟

ويضيف ماتيسن أن الطائفية والقمع والعطايا المالية الكبيرة لن تنجح في مواجهة ذلك على المدى الطويل، وهو لا يؤمن بأن هناك "استثناءً" بين الممالك العربية يتمتع بحصانة ضد حركات الاحتجاج الثورية. لكن ماتيسن ليس متأكداً بعد من إن كان التغير في الخليج سيحصل من خلال الثورات أو الإصلاحات.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus