» رأي
البوفلاسة الذي سولت له نفسه #freebuflasa
عادل مرزوق - 2011-07-24 - 10:24 ص
أفرج عن البوفلاسة بعد 7 ساعات من نشر هذا المقال
عادل مرزوق*
من أكثر التعبيرات رواجاً لدى الإعلام الرسمي في البحرين خصوصاً على لسان الوزراء والمسؤولين الأمنين في البحرين هو تعبير: "من تسول له نفسه". ومهما اختلفت طرق التعبير أو زاويا المعالجة في التصريح أو الكلمة أو التعليق، يبقى تعبير "من تسول له نفسه" حاضراً. وأتذكر جيداً أني عاينت في أحد المؤتمرات الصحافية لوزارة الداخلية تلعثم المتحدث أكثر من مرة، ولم يكن لعبارة غير "من تسول له نفسه" أن تكون المخرج من الأفكار التي لم تكن مرتبة في ذهن العقيد.
غالبية رؤساء التحرير أيضاً، حين يطلبون بعض التقارير الداعمة للدولة وموافقها، عادت ما تكون توجيهاتهم للصحافيين بعبارة مختصرة وموجزة: :نريد صفحتين أو ثلاث تقارير لدعم الدولة والتصدي لمن تسول له نفسه وإشارة للصفحة الأولى وهذه مقدمة أولى.
المقدمة الثانية، لم يكن خطاب أول معتقل في ثورة الرابع عشر من فبراير محمد البوفلاسة في ميدان اللؤلؤة خطاباً تاريخياً، فهذا الوطني الحر أشار – كما أشارت آيات القرمزي – أن الحشد الكبير في دوار اللؤلؤة يجبر المتحدث على الحديث من القلب وبشكل عفوي مباشر. ومع ذلك، كانت كلمات البوفلاسة مزعجة للدولة إلى أبعد الحدود. وقبل ذلك، كان تواجده هناك اكثر إزعاجاً. كان أكثر إزعاجاً للدولة من إبراهيم شريف ومنيرة فخرو والصف الطويل من المعارضة الخارجة من رحم الطائفة السنية في البحرين. ولذلك فقط، كانت النقمة على البوفلاسة أكبر من أن تنتهي بإنقضاء الحكم القضائي بسجنه. وعليه، أنهى البوفلاسة شهور حكمه، وما يزال ينهي أيام - وربما شهور - نقمة الدولة عليه.
الرابط بين المقدمتين، هي نتيجة مفادها أن الدولة لم تجد لمحمد البوفلاسة تهمة لائقة، فهو بالتأكيد ليس عميلاً إيرانياً، وليس صفوياً أو تابعاً لولاية الفقيه أو أياً من باقي جوقة التهم المعلبة في إعلام الدولة. لكنه على أي حال كان مواطناً ممن سولت لهم أنفسهم الوقوف في دوار اللؤلؤة ليشارك البحرينيين حلم الحرية والكرامة. كان البوفلاسة مصدر قلق وتخريب كبيريين لمسرحية الإعلام الحكومي والتأويل الحكومي لما يحدث في اللؤلؤة.
لم يكن البوفلاسة فرداً، ولا يمثل استثناء من غالبية سنية راضية مرضية، فالامتيازات الطائفية في البحرين تقهرها في الكثير من الأحايين امتيازات أخرى، عائلية وقبلية وعنصرية. وعليه، كان هذا الشجاع صوت الآلاف من الأسر السنية التي تدرك أن ما كان يطالب به المعتصمون في اللؤلؤة هي مطالب حقة ولدت من وجع من ذاقوا مرارته أكثر من مرة.
هل يبدو البوفلاسة قضية المعارضة في البحرين؟ هل هو ملف من ملفاتها؟ أم هو ملف جديد يريد تجمع الوحدة الوطنية الإمساك به واللعب عليه؟! لم يكن محمد البوفلاسفة في دوار اللؤلؤة وهو يتحدث للناس وفاقياً أو وعدياً، وليس وهو اليوم داخل قضبان السجن ملف من ملفات تجمع الوحدة الوطنية. كان البوفلاسة – وما يزال – صوت الحرية والكرامة للبحرينيين كافة. لقد سولت له نفسه أن يكون كذلك، ليس أكثر.
لا يريد البوفلاسه أن يدافع عنه وعن مظلوميته شيعة البحرين ولا سنتها. يريد فقط ذلك الذي ارتضى بقناعة وإيمان، أن تسول له نفسه أن يكون بحرينياً بحق.
*كاتب بحريني
اقرأ أيضا
- 2024-11-23التعايش الكاذب وصلاة الجمعة المُغيّبة
- 2024-11-20دعوة في يوم الطفل العالمي للإفراج عن الأطفال الموقوفين لتأمين حقهم في التعليم
- 2024-11-18النادي الصهيوني مرحبا بالملك حمد عضوا
- 2024-11-17البحرين في مفترق الطرق سياسة السير خلف “الحمير” إلى المجهول
- 2024-11-13حول ندوة وتقرير سلام تعزيز الديمقراطية.. أمل قابل للتحقيق