فريدريك ويهري: البحرين: نقطة ضعف الخليج

2014-04-07 - 5:26 م

فريدريك ويهري، صحيفة ذي ناشيونال انترست

ترجمة مرآة البحرين

مما لا شك فيه بأن الرئيس أوباما سيقدم خلال لقائه مع الملك السعودي (يوم الجمعة) في الرياض تطمينات تؤكد بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانب هذه المملكة المذعورة. (سوف) يحاول الزعيمان تسوية القضايا الإقليمية الخلافية في مصر وسوريا وخاصة إيران. (وسوف) يكون هناك حديث عام عن إيجاد أرضية مشتركة والتزامات لتعزيز العلاقة بين البلدين. ولكن ما يجب على السيد أوباما إثارته هو الخطر الذي لا يبعد إلا خطوات عن الساحل السعودي.

إن المأزق السياسي في البحرين هو جرح الخليج النازف، ونقطة ضعف (عقب أخيل وهو بطل إلياذة هوميرس) منطقة حاولت أن تعزل نفسها عن النفوذ الإيراني وعن رياح التغيير التي تعصف ببقية دول الشرق الأوسط. وإذا بقي هذا جرحًا دون علاج، فإنه في النهاية سيهدد الشعب الأمريكي ومصالحه ــ لا سيما مقر الأسطول الأمريكي الخامس. كما إن الاصلاحات الفورية في البحرين لا تتعلق فقط بحقوق الإنسان ومواءمة السياسة الأميركية مع القيم الأميركية بل تتعلق أيضًا بتجنب معارضة تزداد عنفًا، وربما أيضًا بتجنب تدخل إيراني مزعج.

على أوباما أن يقدم رسالة حازمة إلى الملك عبد الله مفادها أن أجبر سلالة آل خليفة الحاكمة في البحرين على تحقيق تقدم حقيقي وأساسي في الإصلاح. فإذا نظرنا إلى التمويل الهائل الذي تغدقه الرياض على آل خليفة، فإن السعوديين يتمتعون بنفوذ فريد ومنقطع النظير وإذا ما أرادوا للحوار بين ولي عهد البحرين وجمعية الوفاق الشيعية المعارضة أن يستأنف فإن ذلك سيتحقق. فقد ورد بأن الوزير البراغماتي للداخلية السعودية محمد بن نايف وكذلك أمير دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد قد عقدا اجتماعات متكررة مع ولي العهد ولكن درجة فعالية الدعم السعودي لإصلاحات حقيقة في البحرين، عدا هذه الاجتماعات والتساهل الضمني، غير واضح. إن المعارضة الآن تخشى بأن يكون الهدف، كما كان الحال في محاولات الحوار السابقة، هو ببساطة تحييدها من خلال إعادتها مرة أخرى إلى البرلمان دون إيجاد أي تغييرات مؤسسية كبيرة. إن أرادت المملكة تحقيق سلام عادل ودائم، فإن الضغط السعودي المتواصل سيكون شرطا أساسيًا للوصول إلى إصلاح هادف.

إن باب المبادرات لا يزال موصدًا. ولا تزال مجموعات مسلحي المعارضة الشيعية التي يقودها ائتلاف شباب 14 فبراير وسرايا الأشتر تزداد جرأة وتطاولاً على قوات أمن النظام. وليس غريبًا أن تصبح الأجهزة الناسفة الجديدة الأكثر تطورًا هي العملة المتداولة لهذه المجموعة المتطرفة، وربما الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للولايات المتحدة، بإن تصبح هذه المجموعات معادية بشكل متزايد لوجود الأسطول الخامس، الذي يعتقدون بأنه متواطئ مع القمع المستمر. فقد كانت هناك في منطقة الجفير حيث مقر الأسطول الخامس مسيرة للشباب الغاضب الذي حرق خلالها الأعلام الأمريكية. هناك مساحات كبيرة من العاصمة هي الآن مناطق محظورة على موظفي الولايات المتحدة.

إن إيران متهمة بالوقوف وراء الكثير من هذه الأعمال التي تزداد عنفًا. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة حقيقية إلا أن هناك تقارير موثوقة بشكل متزايد بأن إيران يمكن أن تورد وتدرب مجموعات المعارضة الشيعية العنيفة في البحرينية عبر وكلائها في جنوب العراق. ولكن أكثر العناصر المحافظة في آل خليفة وبعض الأصوات السعودية يقولون بأن المعارضة الشيعية بأكملها يتم تمويلها وتوجيهها من قبل إيران. وفقًا لهذا الخطاب، فإن السياسة المعارضة في هذه الجزيرة هي ببساطة امتداد للحملة الإيرانية بالوكالة في سوريا والعراق ولبنان. إن هذا الربط ليس فقط مبالغ فيه إلى حد كبير ولكنه خطير أيضًاـــ لأنه يسد إمكانية وجود مصالحة ويغذي الطائفية البغيضة ويشجع على تطرف الجانبين. ولكن إذا تم تجاهل الوضع الحالي فإنه سيتفاقم وعندها يمكن للغول الإيراني أن يصبح نبوءة محققة لذاتها. قال لي بعض الشباب الشيعي المعارض العاطل عن العمل و الذي يعيش في أحياء تشبه أحياء الغيتو والتي تتباين بشكل حاد مع المباني البراقة الموجودة في مناطق السنة، أنه "عندما يتم حرمان المرء من قنوات المشاركة فإنه سيقبل المساعدة من أي كان ".

ولدرء هذا السيناريو، يجب على السعوديين إشراك آل خليفة في سن إصلاحات دائمة. ويجب على النظام البحريني رسم خريطة لإدماج الشيعة في قوات الأمن كما يجب عليه الإفراج عن السجناء السياسيين الذين سجنوا لا لشيء إلا لمطالبتهم بالتغيير السلمي. وربما الأهم من ذلك هو أنه يجب عليهم تمكين البرلمان البحريني العاجز ليصبح بمثابة هيئة تشريعية حقيقية يمكنها محاسبة السلطة التنفيذية. كما ينبغي أن يتم انتخاب مجلس الشورى المعين، الذي يستخدم الفيتو منذ فترة طويلة على السلطة التشريعية، إما كليًا أو جزئيًا. ويجب إلغاء التقسيم الانحيازي السيئ السمعة في الجزيرة. وفي مقابل حصولها على غالبية حتمية في البرلمان، فإنه يجب على الكتلة الشيعية الرئيسية، الوفاق، تأجيل المطالب الشيوعية التي تعطي أدلة دعم للمتشددين في النظام كما يتوجب عليها الوقوف بوجه التوجه العنيف والمتطرف داخل صفوف المعارضة.

إن أنصاف الحلول والأفكار التجميلية لم تعد تكفي لهذه الجزيرة المضطربة. وكان وزير الدفاع السابق غيتس قد أدرك الشيء نفسه عندما كشف في مذكراته التي تم نشرها مؤخرًا بأنه نصح الملك وولي العهد باستبدال رئيس الوزراء المتشدد الذي ما زال في منصبه منذ فترة طويلة بشخصية أكثر تقدمية وحذر في عام 2011 بأن "الخطوات الصغيرة ليست كافية". واليوم، بما إن البحرين تغرق أكثر وأكثر في العنف، وبما أن هذه الكلمات تبدو تنبؤيةـــــ إلا أنها(هذه الكلمات) يجب أن تكون رسالة مهمة على السيد أوباما أن يقولها للسعوديين في لقائه.

 

27 آذار/مارس2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus