نبيل... أجمل أفكار الربيع
2014-05-24 - 11:27 م
مرآة البحرين (خاص): السجن لم يأخذ شيئا من نيلسون مانديلا، كما أنه لن يأخذ شيئا من نبيل رجب، سيعطيه تجربة السجين، ولن يأخذ منه ما يريد السجان، ماذا يريد السجان؟ يريد أن يحرمك من هويتك التي هي تفردك، يريد أن يسلب نبلك الإنساني في مقارعة الظالم.
حضور نبيل المتفرد في روح الناس، في عزيمة آباء الشهداء، في حركة الشارع، في قلب المنامة، في إلهام النشطاء، في رسالة الشبكات الإعلامية، في المسيرات السلمية، حضور لا يمكن أن يسلب بالسجن ولا بالتهديد.
سيظل نبيل يمشي بهذه الروح المتفردة، مستقلا يأخذ الناس إلى حيث حريتهم، لقد ثبّت نبيل في وجدان الناس مفهوم هذه الكلمة السحرية (صموووود).كانت جملة ابنته الرائعة "ملك" له وهو يُؤخذ من حضن جدتها وسط بيتهم: "بابا صمووووووود".
لا يمكن أن يأخذ الدكتاتور من نبيل سحر هذه الكلمة وهي تخرج كمعزوفة ملائكية من فم ملاك، يشعر الدكتاتور بالخيبة، لأنه لن يستطيع أن يسجن هذه الكلمة ولا أن يفقدها مفعولها الساحر، لذلك بعث أبواقه عبر الصحف تهدد وتتوعد بالتأديب.
الفكرة الحرة لا تُسجن ولا تُؤدب ولا تُهدد ولا تفقد هويتها، وكان نبيل وسيظل أجمل أفكار 14 فبراير، كما يقول شيخ علي سلمان "الثورات مشاراب مختلفة، أفكار مختلفة، كان من أجمل أفكارها نبيل رجب".
رسالة نبيل رجب إلى ملك البحرين في ساحة الحرية في فبراير/ شباط 2012، كانت واضحة "لا تتصرف بمستقبل هذا الشعب ومقدراته بمفردك"، وكان جواب الملك واضحاً "سنسجنك لتطاولك"، قابل بعدها في مايو/أيار جوليان آسانج مؤسس ويكليكس، وقال له أنا حاليا حر لكن ليس لمدة طويلة، وحتماً سأدفع ثمن تمسكي بأفكاري، وفي الشهر نفسه تم سجنه.
لقد جعل نبيل شخصيته المتفردة في مواجهة تفرد الملك بمقدرات الشعب ومستقبله، وفي هذه المواجهة يكمن عنوان أزمة البحرين، شعب يسعى للخروج من تسلط الدكتاتور ودكتاتور يسعى لاستبدال شعبه بشعب لا إرادة له.