» تقارير
حلقة الجزيرة النقاشية في واشنطن: لم نوقف فيلم (الصراخ في الظلام)
2011-08-14 - 5:00 م
صورة من الفيلم
مرآة البحرين ( خاص)- من العاصمة الأميركية واشنطن:
امتد النقاش الدائر حول الأفلام الوثائقية التي تعدها قناة الجزيرة الانجليزية عن البحرين إلى ربوع العاصمة الأميركية واشنطن، وذلك بعد أن استضافت مؤسسة أميركا الجديدة New American Foundation في مقرها في العاصمة الأسبوع الماضي فريق العمل الذي قام بإعداد فيلم الجزيرة الوثائقي " خطوط خلافية fault lines" والذي ينتقد بشدة الموقف الأميركي من ثورة البحرين(1).
وقد تحدث في الفعالية التي شهدت حضورا متنوعا من المهتمين والمتخصصين كل من الصحافي سيباستيان والكر الذي أشرف على إعداد هذا الفيلم الوثائقي، إلى جانب جيرمي يونغ وهو مخرج الفيلم. إلى جانب شون بادر بلو وهي مسئولة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز التعاطف الدولي(2).
وأجاب الصحافي سيباستيان والكر على سؤال ل(مرآة البحرين) حول دوافع قناة الجزيرة الإنجليزية في دعم الثورة في البحرين عبر هذه الأفلام الوثائقية وخصوصاً فيلمها الأخير (الصراخ في الظلام) وما إذا كانت مرتبطة بموقف الحكومة القطرية بقوله: " إن إنتاجنا لهذه الأفلام الوثائقية حول البحرين هو دليل أكيد على حياديتنا التامة ومهنيتنا في التعامل مع هذا النوع من القصص الإخبارية. الجزيرة الانجليزية هي قناة منفصلة عن الجزيرة العربية ولها إدارتها الخاصة وقرارها الخاص، وقد تميزت على الدوام بمهنيتها العالية التي عززها وجود عدد من الأشخاص المهنيين جداً في إدارة القناة". وعن ضغوط الحكومة القطرية على قناة الجزيرة الانجليزية لم ينكر جيرمي يونغ وجود هذه الضغوط وخصوصاً فيما يتعلق بالفيلم الأخير (الصراخ في الظلام) والذي خلق جدلاً واسعاً وشبه أزمة دبلوماسية بين البحرين وقطر، غير أنه أكد في الوقت نفسه بأن قناة الجزيرة الانجليزية لم توقف عرض الفيلم الوثائقي وإنما قامت بإعادة جدولته، بل أنها سعت إلى تخصيص حلقة خاصة نقاشية حول ما جاء فيه نتيجة للكم الهائل من المشاهدات في الموقع الالكتروني ومقدار ردود الأفعال الكثيرة التي حصل عليها.
وقد بدأت الفعالية بتعريف رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة أميركا الجديدة جوناثان جاير للفيلم الوثائقي الذي تم عرضه، إذ انتقد أسلوب تعاطي الولايات المتحدة الأميركية مع الثورة في البحرين والتناقض الواضح في موقفها بين الثورات العربية.
وفي البداية تم عرض الفيلم الوثائقي Fault lines ومدته 30 دقيقة، ويستعرض هذا الفيلم الوثائقي زيارة قصيرة مدتها أسبوع قام بها فريق الجزيرة الانجليزية إلى البحرين في مايو الماضي بحجة زيارة رسمية لمقر القاعدة الأميركية في البحرين، فيما كان الهدف الرئيسي لطاقم العمل هو إعداد هذا الفيلم الوثائقي حول ما حصل للمحتجين في البحرين.
ويعتبر الفيلم جزءاً من فيلمين يحملان نفس الهدف وهو انتقاد تعامل الولايات المتحدة الأميركية في سياستها الخارجية مع الثورات العربية، إذ استعرض هذا الفيلم موضوع البحرين كمثال لدول الخليج العربية، فيما استعرض الجزء الثاني موضوع ليبيا وتأثير موقف الولايات المتحدة على الوضع الداخلي فيها.
وحول زيارته للبحرين قال سيباستيان " على الرغم من أنني قمت بزيارة الكثير من الدول التي تقع تحت الخطر، إلا أن زيارة البحرين كانت مختلفة جداً، فقد كان التحدي بزيارة القرى البحرينية ولقاء الأشخاص هناك كبيراً للغاية نتيجة السيطرة الأمنية المشددة".
وعقب المخرج جيرمي يونغ بقوله " كنا كلما نقوم بتصوير بعض المواد، نجمعها في قرص صلب واحد حيث أقوم شخصياً بالسفر بهذه المواد لتهريبها خارج البحرين، ثم أعود لألتحق بالفريق في البحرين، لقد كانت هذه المسألة صعبة للغاية، وخصوصاً أنني لم أكن متأكداً أنه سيسمح لي الدخول كل مرة".
كان من أهم ما عرضه فيلم " خطوط خلافية" حول البحرين، زيارة فريق العمل إلى موقع مسجد شيعي في إحدى القرى البحرينية تم تهديمه حديثاً، حيث سجل هذا الفيلم بالصورة والصورة أطلال الجريمة التي تنكر السلطة ومؤيدوها حدوثها على أرض البحرين.
أما المشهد الذي كان أكثر تأثيراً في الأميركان وخصوصاً الذين حضروا عرض الفيلم فكان لقاء الجزيرة مع مساعد الأدميرال في الأسطول الخامس مارك فوكس الذي كان يجيب بآلية على الأسئلة التي كانت توجهها الجزيرة إليه بقوله المتكرر " نحتفظ بعلاقات صداقة تاريخية مع الحكومة البحرينية، ما يهمنا دورنا في حفظ الأمن ". لتنهي الجزيرة لقائها معه بمشهد ذي مغزى كبير عندما يسأله الصحافي : ألا تكترثون لانتهاكات حقوق الإنسان التي تجري في الأرض التي تستضيفكم، فيجيب بغمزة في عينيه وهو يقول " نحن لا نكترث إلا بما يجري في البحر".
وحول ما إذا كانت الجزيرة الانجليزية قد وقعت في متاعب جراء هذه المقابلة، قال المخرج جيرمي يونغ " استغربنا كثيراً بأن المسئولين في القاعدة الأميركية أعجبوا بالفيلم وأثنوا عليه، لقد وجدوا أنه يصور للمشاهدين وضعهم هم بالضبط، وهذا ما يريدونه".
من جانبها ألقت مسئولة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز التعاطف الدولي شون بادر بلو الضوء على الوضع الإنساني الذي يخص العمال والموظفين البحرينيين الذين تم فصلهم من أعمالهم. إذ قامت (بلو) بزيارة مؤخراً إلى البحرين للتباحث مع الاتحاد العام لعمال البحرين والمسئولين في البحرين في مسألة آلاف العمال الذين تم فصلهم بعد مشاركتهم في الاحتجاجات الأخيرة.
وتحدثت بلو مطولاً للحضور حول الأوضاع التي تسود أجواء المؤسسات الحكومية من حيث دعاوى التخوين ووحدات التحقيق والتأديب التي تم تشكيلها داخل الوزارات وما تقوم به من خلق أجواء غير صحية للعمل.
وأوضحت بلو التي حضرت الاحتجاجات في البحرين وذهبت إلى دوار اللؤلؤة " الجميع كان في دوار اللؤلؤة، لقد ذهب الجميع لأنهم كانوا يحلمون بالتغيير، وقد آمنوا بأنهم قادرين على تحقيقه، وهم جميعاً اليوم يدفعون ثمن هذا الحلم".
اقرأ أيضا
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة