موقع الديمقراطية الآن: الناشط البحريني نبيل رجب يحث الولايات المتحدة على التوقف عن دعم أعمال النظام القمعية
2014-06-16 - 8:33 م
موقع الديمقراطية الآن
ترجمة: مرآة البحرين
يوم الاثنين، تحدث موقع الديمقراطية الآن إلى الناشط الحقوقي نبيل رجب عقب إطلاق سراحه من السجن من قبل الحكومة البحرينية بعد إمضائه ما يقرب من عامين وراء القضبان لدوره في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية. تشن حكومة البحرين-- وبدعم من دول الخليج المجاورة والولايات المتحدة- حملة قمع ضد المتظاهرين المعارضين منذ إندلاع الانتفاضة في شباط/فبراير2011. وكما يقول رجب: "لقد تخلت حكومة الولايات المتحدة عنا، وتجاهلتنا تمامًا .. فهي تقدم دعمها للديكتاتورية هنا ... لا أحد يستطيع تغيير سياساتهم باستثناء الشعب الأمريكي."
كما وتحدث إلى الديمقراطية الآن جوش كولانجيلو من هيومن رايتس ووتش، مؤلف التقرير الأخير الذي تناول قضية محاكم البحرين ودورها الرئيسي في دعم النظام السياسي القمعي في البلاد، والتي تصدر بشكل روتيني أحكامًا بالسجن لمدد طويلة ضد المتظاهرين السلميين.
إيمي جودمان: للحصول على المزيد، نذهب إلى البحرين حيث تم إطلاق سراح الناشط الحقوقي البارز بعد ما يقرب من عامين من السجن لدوره في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية. لقد تحدث رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان بعد الإفراج عنه وتعهد بمواصلة النضال حتى تحقيق الديمقراطية في ظل النظام الملكي المدعوم من الولايات المتحدة.
نبيل رجب: للأسف الشديد تم سجني بتهمة إلقاء الخطب. وفي الحقيقة، لقد عزز دفاعي عن حقوق الإنسان في البحرين خلال هذين العامين من قوتي وعزمي. فقد كان السجن بالنسبة لي بمثابة مدرسة. سأواصل كفاحي- إلى جانب الجمعيات السياسية- من أجل الشعب حتى تحقيق أهدافنا المنشودة التي بدأ التحرك من أجلها منذ 14 شباط/فبراير.
إيمي جودمان: لقد شنّت حكومة البحرين حملة قمع ضد المتظاهرين المعارضين منذ اندلاع الانتفاضة في شباط/فبراير 2011. الشهر الماضي، خرج الآلاف في جنازة فتىً عمره 14 عامًا، يقول الناشطون بأنه قضى نتيجة رصاص الشوزن الذي أطلقته الشرطة. وفي الوقت نفسه، توصل التقرير الأخير الصادر عن هيومن رايتس ووتش إلى أن المحاكم في البحرين تصدر أحكامًا بالسجن لمدد طويلة ضد المتظاهرين السلميين. سُمي التقرير "تجريم المعارضة، وترسيخ الإفلات من العقاب." ونبدأ أولاً من العاصمة المنامة، حيث ينضم إلينا نبيل رجب عبر موقع الديمقراطية الآن! عبر الفيديو. نرحب بك في الديمقراطية الآن! ونهنئك على حريتك. كيف تشعر الآن وأنت خارج السجن، نبيل؟
نبيل رجب: أولاً، أشكركم جزيل الشكر على استضافتكم لي للتحدث عبر قناتكم بعد انقطاع دام لأكثر من عامين، وقبل أن أبدأ، أود أن أحثكم على الإستمرار في تغطية أحداث البحرين التي تم تجاهلها وإهمالها من قبل العديد من محطات التلفزة ووسائل الإعلام لأنها مملوكة للأسرة الحاكمة في المنطقة هنا. ولذا، أحثكم على مواصلة تغطية الأحداث في البحرين. فيما يتعلق بالعامين اللذين قضيتهما في السجن، هناك قول مأثور يقول إن السجن لا يقتل، بل يجعلك أقوى. وهذا ما حدث لي بالفعل. أنا الآن أقوى من ذي قبل وأكثر تصميمًا وعزيمةً على الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية في بلدي. وأنا أعلم أن الكفاح، كما قلت لك قبل أكثر من عامين، من أجل الديمقراطية في هذا الجزء من العالم ليس بالأمر السهل بل هو عمل شاق. نحن نتعامل مع أسرة حاكمة جاءت من الخارج وحكمت هذا البلد قبل 200 عام، وتعامل الناس كالعبيد. نحن نريد الآن تغيير الوضع إلى بيئة أكثر ديمقراطية. وهو ليس بالأمر الهين وله ثمن. وسوف ندفع المزيد من الأثمان. لقد دفعنا الكثير من الأرواح: الآلاف من الناس وراء القضبان، والمئات من الناشطين السياسيين والحقوقيين وراء القضبان. لقد دخل وخرج من السجن خلال الثلاث والأربع سنوات الماضية خمسة في المئة من سكان البحرين على الأقل، فهي مكلفة جدًا. نحن ندفع أثمانًا باهظة. لم نحقق هدفنا حتى الآن ولكننا سنواصل كفاحنا. أعتقد أننا ومنذ شباط/فبراير2011، بدأنا ثورة، ثورة سلمية تدعو إلى الديمقراطية قطعنا تذكرة ذهاب دون إياب، ولن نتراجع حتى تحقيق الديمقراطية التي ننشدها. ونحن نعلم أن ذلك ليس بالأمر اليسير.
إيمي جودمان: ما هي التهم التي أدنت بها وأودت بك إلى السجن لمدة عامين، نبيل؟
نبيل رجب: كان هناك تهمتان موجهتان ضدي، واحدة بسبب انتقاد رئيس الوزراء والأخرى (مجهولة). ومصدر كلا التهمتين الأسرة الحاكمة نفسها. ومرة أخرى، تم اتهامي بالمشاركة في مظاهرة غير قانونية وغير مرخصة، وصدر بحقي عقوبة بالسجن لعامين، وكل ذلك بتهمة مشاركتي في احتجاج - احتجاج سلمي يطالب بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
إيمي جودمان: كيف كانت المعاملة داخل السجن؟
نبيل رجب: كنت الشخص الوحيد من بين الآلاف من السجناء السياسيين، المعزول عن السجناء الآخرين. كنت في زنزانة منفصلة في مبنىً منفصل. لا أتواصل ولا أختلط مع مئات وآلاف السجناء السياسيين الآخرين. كنت أحيانًا مع شخصين أو ثلاثة أو أربعة، معظمهم متهمين بتهم جنائية وهي بعيدة تمامًا عن التهم الموجهة ضدي. لقد قطعوني تمامًا عن العالم الخارجي. لا أعرف ما يحدث في الخارج. لا يُسمح لي أن أتحدث عبر الهاتف مع عائلتي حول ما يحدث في الخارج. ولذلك، لم أكن على علم بما يجري في البلاد.
إيمي جودمان: نبيل، أنت تتحدث عبر الديمقراطية الآن ويسمعك الناس في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم. ماذا تقول لنا حول دور الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين وأهميته، أو أي نوع من السلطة تملك الولايات المتحدة فيما يتعلق بالنظام الملكي البحريني؟
نبيل رجب: البحرين مختلفة عن البلدان الأخرى. البحرية الأمريكية تلعب دورًا كبيرًا أكثر من وزارة الخارجية الأمريكية نفسها. وبالنسبة لهم فإن الأولوية هي لوجودهم في المنطقة، ولمصالحهم مع البحرين وبيع الأسلحة... ولذلك، يتم تجاهلنا تمامًا من قبل حكومة الولايات المتحدة والقوى الغربية. وهذا مخيب للآمال. أنا أقول دائمًا إن تجاهل نضال الشعوب ودعم الحكام المستبدين يدفع الناس دائمًا نحو التطرف. لقد تخلت عنا حكومة الولايات المتحدة وتجاهلتنا تمامًا. الناس في القرى يموتون، يتعرضون للهجوم على أساس يومي. خلال السنوات القليلة الماضية أصبحت البحرين إحدى أسوأ دول العالم فيما يتعلق بحقوق الإنسان. ورغم ذلك لم نر أي إجراءات متخذة من قبل حكومة الولايات المتحدة. وبدلاً من ذلك، نرى المسؤولين يذهبون ويأتون وكأن شيئًا لم يحدث. إنهم يدعمون الديكتاتورية هنا. لا أدري، ربما لأنهم يعتقدون بأن تحقيق الديمقراطية هنا لا تخدم مصالحهم، ولذا لا أحد يمكنه تغيير الوضع تمامًا، وأنا أحث الشعب الأمريكي لأنه لا أحد يستطيع أن يغير السياسة الأمريكية إلا الشعب الأمريكي- للضغط على حكومة الولايات المتحدة، سواء من خلال البرلمان أو من خلال مجلس الشيوخ وذلك لتغيير الوضع ومطالبة حكومة الولايات المتحدة بعدم دعم الطغاة. إنهم يدعمون الحكام المستبدين ويقفون في وجه نضال هذا الشعب الذي يقاتل من أجل الديمقراطية في هذا الجزء من العالم.
إيمي جودمان: ينضم إلينا هنا أيضًا من نيويورك جوش كولانجيلو، مستشار هيومن رايتس ووتش والمحامي الذي كتب تقرير "تجريم المعارضة، وترسيخ الإفلات من العقاب": استمرار فشل نظام العدالة في البحرين. هل يمكنك أن تتحدث عن الوضع الذي عاشه نبيل رجب وغيره الكثيرين؟
جوش كولانجيلو: رأينا، منذ عام 2011، عندما بدأت الاحتجاجات الضخمة المؤيدة للديمقراطية، أن المحاكم في البحرين تدين باستمرار الناس وتحكم عليهم بالسجن لمدد طويلة، وذلك أساسًا بتهمة التعبير عن معارضتهم للنظام السياسي في البحرين. فإذا طالبت بإقامة جمهورية في البحرين فإنه سوف يُحكم عليك بالسجن المؤبد. وإذا طالبت بإقامة ملكية دستورية فإنك سوف تُرسل إلى السجن. وهذا النمط رأيناه في المحاكم العسكرية خلال اضطرابات 2011 ولا يزال حتى الآن موجود في المحاكم المدنية أيضًا.
إيمي جودمان: ما هي النتائج والتوصيات الأساسية لهذا التقرير؟
جوش كولانجيلو: وجدنا أن المحاكم في البحرين، ومن خلال كلماتها هي، أقصد إذا كنت فقط تقرأ أحكامها، تصدر أحكامًا قاسية ضد الناس لأنهم يطالبون بحكومة أكثر ديمقراطية هنا. وفي المقلب الآخر، نرى الحالات التي اتهم فيها أفراد الأمن بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل. وما وجدناه هناك هو أن المحاكم تخلص في النهاية إلى أن أفراد الأمن قد ارتكبوا جرائم بشعة إلى حد ما - ضرب المعتقلين حتى الموت، إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة جدًا - وفي نهاية المطاف تصدر حكمًا بالسجن لستة أشهر، على سبيل المثال، وهو ما يمكنك مقارنته بعقوبة عامين صدرت بحق رجب لكونه شارك في احتجاج سلمي، وهذا ما يخبرك حقًا بكل ما تريد أن تعرفه حول نظام العدالة.
إيمي جودمان: وماذا عن دور المبيعات العسكرية للولايات المتحدة ؟
جوش كولانجيلو: ما رأيناه هو الدبلوماسية الهادئة، وإذا كان هذا ما يحدث في الواقع، فإنه لا يبدو ذات تأثير كبير. ما هو مهم هو ملاحظة أنه في عام 2011 وبعد شهور من حملة القمع الشديدة، عين ملك البحرين لجنة مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت. والتي كانت، وبكل صدق، خطوة جديرة بالثناء. لقد حدث ذلك بعد فترة وجيزة من تحدث الرئيس أوباما علنًا بعبارات حاسمة حول الوضع في البحرين، وهذا يشير بالتأكيد إلى أن الكلام العلني لحكومة الولايات المتحدة يمكن أن يكون له تأثير هناك. ولكننا لم نسمع هذا الكلام العلني منذ فترة طويلة جدًا.
إيمي جودمان: وماذا عن آل الخواجة الآن. في الواقع، كنت أريد أن أسألك، نبيل رجب، عن شخص آخر تعرض للسجن وهو عبد الهادي الخواجة الذي كان أيضًا مديرًا لمركز البحرين لحقوق الإنسان، مثلك أنت قبل أن تُسجن. ماذا الذي يحصل له؟
نبيل رجب: من المضحك المبكي أنه كان بيني وبين عبد الهادي الخواجة أمتار قليلة ولم يكن بوسعي رؤيته على مدى السنوات الثلاث الماضية. فقد كنت في مبنىً منفصل. وكان عمي أيضًا هناك، وهو شيخ في67 من العمر، وكان أيضًا على بعد أمتار قليلة مني ولم أتمكن من رؤيته أيضًا. للأسف، هؤلاء الناس يعيشون نفس الظرف الذي عشته، باستثناء أنهم مسجونون سويًا،أي أنهم لم يكونوا معزولين مثلي. يثير عبد الهادي قضية التعامل مع المدافعين عن حقوق الإنسان في هذا البلد. وبغض النظرعنه لدينا مثلًا ناجي فتيل، والكثيرين من أمثاله. وهم إما في السجن وإما أنهم خارج البلاد فرارًا من الوضع، وباستثنائي، لا أعتقد أن هناك الكثير من الناشطين في مجال حقوق الإنسان خارج السجن الآن.
إيمي جودمان: هل أنت عازم على الاستمرار في الجهر بما يحصل؟
نبيل رجب: نعم، أنا عازم على الاستمرار بذلك. في الواقع، في الأيام القليلة الماضية، كانت الصحف تقول بأنني سوف أعود قريبًا إلى السجن لأنني لم أسكت كما كانوا يتوقعون أو يعتقدون. ولكن، مرة أخرى، على شخص ما دفع الثمن من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية.
إيمي جودمان: جوش كولانجيلو، ماذا يمكن أن تفعل الولايات المتحدة لتغيير الوضع، وما أهمية الأسطول الامريكي الخامس هناك؟
جوش كولانجيلو: يقول البعض إننا نريد الحصول على هذه القاعدة البحرية هناك لأن الولايات المتحدة من دون نفوذ. وبعبارة أخرى، يجب أن تكون ملتزمة بالنظام الحالي كما هو الآن. وما نعرفه هو أن البحرينيين، في رأيهم، معتمدون كثيرًا على الولايات المتحدة في مسألة الأمن. وبالتالي، هذا بالتأكيد طريق ذو اتجاهين. ومهما كانت الجهود الهادئة، لا يبدو أنها ستأتي بنتيجة ولذا فقد حان الوقت لتغيير المسار.
إيمي جودمان: جوش كولانجيلو ونبيل رجب، أشكركما على وجودكم معنا. جوش كولانجيلو هو محام ومستشار في هيومن رايتس ووتش. وسوف نحصل على وصلة تقرير "تجريم المعارضة، وتوطيد الحصانة ". شكرًا لك مرة جديدة نبيل رجب، للانضمام إلينا من المنامة، وعودتك كمدير لمركز البحرين لحقوق الإنسان، وقد أفرج عنك بعد ما يقرب من عامين لدورك في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في البحرين.
9 حزيران/يونيو 2014
النص الأصلي
- 2024-11-13وسط انتقادات للزيارة .. ملك بريطانيا يستضيف ملك البحرين في وندسور
- 2024-08-19"تعذيب نفسي" للمعتقلين في سجن جو
- 2024-07-07علي الحاجي في إطلالة داخلية على قوانين إصلاح السجون في البحرين: 10 أعوام من الفشل في التنفيذ
- 2024-07-02الوداعي يحصل على الجنسية البريطانية بعد أن هدّد باتخاذ إجراءات قانونية
- 2024-06-21وزارة الخارجية تمنع الجنسية البريطانية عن ناشط بحريني بارز