رسالة من شعب البحرين إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين:" فاجأتنا بأنك لم تفاجئنا"
2014-09-09 - 4:35 ص
مرآة البحرين (خاص):
أيها الأمير المفوض،
ليس لدينا متسع للمجاملة، أنت لم تحترم منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان، كما أنك لم تحترم المتحدثة باسم المفوضية السامية رافينا شامداساني التى صرحت قبل يومين أن المفوضية قد قررت وعلى عكس المرات السابقة التحدث بشكل علني عن البحرين.
ولم تحترم شرط الجمعية العامة، عند إنشاء هذا المنصب، فقد اشترطت في قرارها رقم 141-48 أن يكون المفوض السامي شخصا يتحلى بما يلزم لأداء واجباته بحياد وموضوعية وفعالية.
ولم تحترم تراث المفوضين السامين لحقوق الإنسان الذين تعاقبوا على هذا المنصب منذ استحدث في الأمم المتحدة عام 1994، فقد شغله باحترام 6 مفوضين سامين وهم: الاكوادوري خوسيه ايالا لاسو (1994 - 1997)، الايرلندية ماري روبنسون (1997 - 2002)، البرازيلي سيرجيو فييرا دوميلو (2002 - 2003) ولاية قصيره لأنه اغتيل في تفجير احد فنادق بغداد عام 2003، الغواياني برتران رامشاران (2003 - 2004 بالوكالة)، الكندية لويز اربور (2004 - 2008)، الجنوب افريقية نافي بيلاي (2008 - 2014).
إنك لم تحترم شعب البحرين، ونضالاته السلمية من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، لقد تجاهلت لأسباب سياسية معروفة قضية البحرين الحقوقية التي لم تغب لحظة عن حضورها المدوي في الجلسات الدورية لمجلس حقوق الإنسان.
أيها الأمير،
افتتاح الدورة الـ 27 لمجلس حقوق الإنسان، وسيظل خطابك في هذه الدورة في ذاكرة المجلس على النحو التالي: أول شخصية عربية، وأول شخصية مسلمة تولت منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان، افتتح أول خطاب له، بتجاهل متعمد لانتهاكات حقوق الإنسان في بلد عربي ومسلم اسمه البحرين.
أيها الأمير العربي المفوض،
لست مندوبا عن دولة عربية، ولا تمثل سياسات إقليم ما في العالم الثالث، لذلك لن يمكنك تجاهل حالة حقوق الإنسان في البحرين طوال 4 سنوات، ولن يعينك خطابك السياسي (وليس الحقوقي، لأن تجاهل وضع حقوق الإنسان يجعل من خطابك سياسيا) على ابتكار صيغة تفلت بها من حرج التصريح المباشر بوضع حقوق الإنسان المقلق في البحرين.
أيها الأمير المفوض،
يتمتع البحرينيون بخبرة فائقة في رصد الانتهاكات التي تمارسها الحكومة البحرينية ضدهم بشكل ممنهج، وهم يتقنون كتابة التقارير الحقوقية بامتياز، ومنذ اللحظة التي قرروا فيها أن ثورتهم سلمية ولن تكون غير ذلك، أعدوا جيوشا من الحقوقيين المهنيين، وصوتهم عال جدا ومزعج جدا لمن يتجاهلونهم، لذلك ننصحك أن تقرأ الحالة الحقوقية بالبحرين بحصافة تمكنك من الاختيار بين أن تحافظ على شرف سمو منصبك وأن تستجيب للعالم السياسي الدكتاتوري الذي يضغط على خطابك الذي يفترض أن يظل ساميا ووافيا لحقوق الإنسان أين ما كانت.
أيها الأمير المفوض،
لقد تمكن فريق الحقوقيين البحريني طوال الدورات السابقة من تجذير وضع الحالة الحقوقية في البحرين ضمن أجندة مجلس حقوق الإنسان، ونجح في لفت نظر العالم لها، وتمكن من تحشيد 47 دولة في الدورة السابقة لإدانة الوضع الحقوقي في البحرين، وقبلها تمكن من أن يدفع غالبية دول العالم لإصدار 167 توصية تطلب من حكومة البحرين تحسين وضع حقوق الإنسان فيها. عليك قراءة كل ذلك ووضعه في الاعتبار وأنت تعد خطابك القادم.
أيها الأمير،
يناور السياسيون معنا لأنهم كذابون، ويتجاهلوننا لأنهم برجماتيون، لكن المفوضين السامين ظلوا دوماً يحترموننا، فلا تكن بلا احترام، فتفقد سموك.