أيهما أقوى في البحرين أصوات التعذيب أم الانتخابات؟
2014-11-22 - 5:33 م
صفاء الخواجة*
حين أطلقت الجمعيات المعارضة في البحرين في 8 مايو 2013 حملة " المنامة عاصمة التعذيب " والتي امتدت لعشرة أيام، كان بحوزتها أدلة من حالات التعذيب الجسيمة الأمر الذي يجعلها تخالف المسميات الرسمية الأخرى التي تحصلت عليها حكومة البحرين المنامة "عاصمة الثقافة العربية" أو المنامة "عاصمة السياحة العربية" وغيرها من العناوين.
ولكن دعونا قبل الاسترسال في الحديث نطرح هذا التساؤل أيهما أقوى حضورا في البحرين أصوات التعذيب والمعذبين ام نداءات الانتخابات وإعلاناتها؟
يصعب القول إن أصوات التعذيب لا تُرى أو لا تسمع أو لا تقرأ هي حاضرة في أرجاء المناطق وبالأخص مناطق المعارضين لتأكد أن ممارسة التعذيب في البحرين ليست مزاعم بل هي سياسة متبعة.
يسجل بسيوني في تقريره في الفقرات من 873 إلى 878 حالات وفاة بسبب التعذيب وهي خمس حالات وهم حسن جاسم مكي وعلي عيسى صقر وزكريا راشد العشيري وعبد الكريم فخراوي وجابر ابراهيم العلويات.
إن هذا التقرير الذي قدمه بسيوني في صندوق أحمر فاخر إلى الملك وبحضور أفراد العائلة الحاكمة والمسؤولين مازال حبيس الأدراج، وقتها قال الملك إنه يأمل أن يكون هذا اليوم مشهودا في تاريخ هذه الأمة.
إن مشاهد التعذيب الموزعة في جسد المعتقل حسن الشيخ في العام 2014 أي بعد ثلاث سنوات على صدوره والتي أفضت إلى مقتله تؤكد إن التعذيب ليس ناتجا عن تصرفات شخصية من أفراد كما يقول بيان وزارة الداخلية بقدر ما هو سلوك رسمي ممنهج يتورط فيه مسؤولون في الأجهزة الأمنية كما تقول المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.
دوليا، أيضا مازالت المنظمات والهيئات الحقوقية تفضح جريمة التعذيب ضد الإنسانية في بياناتها وتقاريرها وتطالب بضرورة السماح للمقرر الأممي المعني بالتعذيب أخوان مانديز بزيارة البحرين.
لقد تحول مانديز إلى أحد العناوين اللافتة في مجلس حقوق الإنسان بشأن البحرين وصار مضرب المثل في مسألة هروب الدول من استحقاقاتها الدولية وتنصلها من التعهدات. من جانبها السلطة تعلم جيدا أنها لا تحتاج إلى مانديز ليزورها حتى يقول شهادته، فهي في النهاية ليست لصالحها لذلك ذهبت إلى ملاعبته بمسلسل التأجيلات المتلاحقة لتؤكد قدرتها على الشيطنة في إخفاء التعذيب وإبقائه بعيدا عن المراقبة.
في المقابل هل تستطيع السلطة جعل أصوات الانتخابات مقنعة داخليا وخارجيا خصوصا بعد غياب جمعيات المعارضة عبر التصويت واتخاذها قرار المقاطعة الذي ينسجم مع قناعاتها السياسية والشعبية؟
وهل تتمكن رسائل وزير العدل البحريني التي أرسلها إلى مواطنين متعددين ولم يميز بين متوفين أو مسقطة جنسياتهم أو مجنسين أن تكون قادرة على إكساب صوت الانتخابات قدرة في التأثير وتشكيل صورة مغايرة لأصوات التعذيب المنتشرة في بيوت المعارضين أساسا.
وهل ينفع منهج العصا تارة والجزرة تارة أخرى بإبقاء صوت الانتخابات حاضرا وقد تداول مغردون التصريح الذي أوردته إحدى الصحف الرسمية في البلاد وأرجعته إلى مصدر حكومي بأن مجلس الوزراء ناقش في اجتماعه الأخير ربط أولوية التوظيف والخدمات الحكومية بالمشاركين في الانتخابات!!
وهل سيكون لترغيب جامعة البحرين وهي أحد المراكز العامة في الانتخابات توزيع هواتف ايفون 6، أثر في دفع الطلبة للمشاركة في الانتخابات؟
يبقى بعد هذا أن نقول إن أصوات الانتهاك الجسدي والنفسي الذي وقع على المعتقلة ريحانة الموسوي وما تعرضت له من تعرية ودونته المحكمة بـ(معاملة معنوية غير لائقة) يبقى كافيا لتغييب فعل الانتخابات الخافت أمام أصوات التعذيب المؤلمة وكأن لسان حال الانتخابات المسروقة أن الأمم لا تبنى بحكومات قمعية أو تشريعات شكلية.
*ناشطة في مجال حقوق الانسان.
- 2016-09-25السيد عباس شبّر: ما الذي اثار جمعيتي الأصالة والمنبر في بيانهما الأخير !!
- 2015-03-11أحمد رضي: الانتهاكات بحق الإعلاميين مستمرة ... البحرين تُحاول إخماد الأصوات المُعارضة منذ 2011
- 2015-02-28آسيا خلف: لم يكن كباقي المقاطع المسرّبة.. لقد ذكّرنا بروح الشهيد بوحميد
- 2015-02-11جليلة السيد ومريم سهوان بين اصوات التعذيب
- 2015-01-06شجرة شيخ علي سلمان