زينب الخواجة لـ"الملك"... سجونك لا تُظهر قوّتك بل ضعفك
2014-12-10 - 5:27 م
مرآة البحرين: وجّهت الناشطة الحقوقية زينب الخواجة التي تواجه حكماً بالسجن 4 أعوام و 4 أشهر، رسالةً مفتوحة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، خاطبت فيها الناس والنظام والحكومات الأجنبية، وأصدقاء شعب البحرين المدافعين عن حقوق الإنسان.
فيما يلي نص التغريدات:
عادت اليوم ابنتي ذو الخمسة أعوام من المدرسة مع صُورة كُتب عليها "كلنا حمد"، كانت تحمل العشرات من الأسئلة معها، وأهمها كان "لماذا يجب علينا تحيّة حمد في المدرسة وهو ليس بالإنسان الخيّر؟".
في الجهة الأخرى من الصُورة كان النشيد الوطني الذي يبدأ بـ "بحريننا ... مليكنا"، التفت زوجي إليها وابتسم، وعندما غادرت ابنتي الغرفة، قال زوجي "كنا نجبر على حفظ النشيد الملكي أثناء جلسات التعذيب في الحوض الجاف".
لقد فكرت بالقضايا الثلاث التي أنتظر الحكم فيها اليوم، قمت بتبديل ملابس رضيعي ذي 12 يوماً، وقررنا الذهاب للساحل، ولطالما فكرت أن البحر الذي لا نهاية له والسماء الزرقاء هي الصورة المضادّة لزنزانة السجن التي هي عبارة عن جدران وقضبان حديدية.
أردت لطفلي أن يرى المحيط، أن يشم الهواء النقي وأن يُدرك أنها ربما تكون فرصته الأخيرة لرؤية البحر، وعندما عدنا للمنزل قمنا أنا وابنتي بإدخال طفلي هادي لحمام السباحة، وقلت لها بهدوء أنني والرضيع هادي سنذهب للسجن قريباً، فنظرت إليّ ثم التفتت لأخيها الرضيع وقالت "أريد أن آتي معكما للسجن".
وبينما كنت أكتب تغريداتي في "تويتر" التفت لزوجي الذي كان يحضن طفلنا الصغير ويُحدّق به، علمت أنه يفكر في الفترة القليلة جداً التي سيرى فيه ابنه.
أنا الآن محكومٌ عليّ بالسجن 4 أعوام و4 أشهر، ولا علم لي عن موعد قدومهم لاعتقالي، ربما الليلة أو في الأيام القليلة القادمة.
أنا وعائلتي كنا متوقعين ما حصل وعلى استعداد أيضاً لمواجهته، إنه ليس بالأمر السهل أن تكون بعيداً عمّن تحبهم، لكننا اخترنا هذا الطريق الذي لا يحولنا إلى ضحايا، بل هو الطريق الذي يتطلب التضحيات الكبرى، ونحن مستعدين للتضحية بكل شيء من أجل مبادئنا، فنحن نطالب بالحرية والكرامة لشعبنا، ولا شيء مما تقوم بها الحكومة سيقودنا للتراجع عن تلك المطالب.
نحن لن نتراجع، لا عندما اعتقلتم والدي، ولا عندما عذبتهم زوجي، ولا عندما حكمتم على شقيقتي بالسجن، ولا عند اعتقالي أنا وطفلي الرضيع وإيداعنا السجن لأربعة أعوام قادمة.
لقد مزقت صورة حمد لأنه يمثّل الاضطهاد في بلدي، هو ديكتاتور وقاتل ومُعذّب ومجرم، وتمزيق صورته لا يكفي، حمد آل خليفة يجب أن يُحاكم للجرائم التي ارتكبها ضد شعبه، تمزيق صورته هي الخطوة الأولى ليكون على علم أننا لا نخافه، وأننا مصممون على نيل حقوقنا وأن نحيا حياتنا أحرارا في البحرين.
هؤلاء الناس الذين يشعرون بالأسف لما حلّ بنا، أقول لهم إننا نقوم بهذه التضحيات والبسمة تعلو وجوهنا لأن ما نصبو إليه يستحق التضحيات من أجل البحرين، وأما أولئك الذين يشعرون بالشفقة لطفلي الرضيع، أقول لهم إن الشفقة هي على الأطفال الذين سيكبرون خائفين، من سيبلغون سن الرشد ليعيشوا الخوف ويمارسوا الصمت في البحرين.
هؤلاء الآلاف من المعتقلين السياسيين في البحرين في الحقيقة هم الأكثر اعتزازاً وشعوراً بالحريّة بيننا جميعاً، لأنهم يرفضون العيش صامتين، وأنا سأكون فخورة إن التحقت بهم في السجن مجدداً.
أقول للديكتاتور حمد، إن سجونك لا تُظهر قوّتك بل ضعفك وخوفك من هؤلاء الناس، وجعل المعتقلين يقبلون صورك أو ترديد النشيد الملكي تحت التعذيب لم ولن يجعلك قوياً. إن تعليق صورك في كل الشوارع والمدراس لن يجعلك شخصاً محبوباً بين الناس الذين يعانون من الديكتاتورية، وكل يوم تزيد قناعتي أنك ضعيف كضعف الورق الذي يطبعون صورك عليه، ولهذا رؤيتك لها تتمزق تخيفك.
في اليوم الذي حُكم فيه على والدي بالسجن المؤبد، رفع قبضته وقال "سنستمر في مقاومتنا السلمية"، واليوم أنا أكرر ما قاله والدي، سنستمر مهما طال الزمان، ومهما تطلب منا هذا الطريق من تقديم التضحيات الجسام.
أما الحكومات الأجنبية، فأقول لهم إن استمراركم في دعم ديكتاتورية آل خليفة يجعلكم شركاء في كل هذه الجرائم التي تحصل في البحرين، وشعب البحرين لن ينسى أن دعاة حقوق الإنسان والديمقراطية هم أقوى الداعمين للظلم في البحرين.
حبي واحترامي لكل شعب البحرين المستمر بالتضحية يومياً، كي يكونوا أطفالنا أحراراً ذات يوم، وشكراً لكل من وقف بجانبنا، وتحدث عن نيابةً عن شعب البحرين، إنكم تعيدون ثقتنا بالإنسانية.
- 2024-11-15استمرار استهداف النقابيين والفصل التعسفي في شركة جارمكو
- 2024-11-15"الوفاق" في تقريرها لشهر أكتوبر: 348 انتهاكاً حقوقياً بينها أكثر من 100 اعتقال وما يفوق الـ100 مداهمة
- 2024-11-14هل أماط النائب قراطة الستار عن مسرحية الموازنة العامة قبل موعد العرض؟
- 2024-11-14كاتبة حكومية تفضح أعداد المجنسين وتدعو لخطة ترحيل محكمة
- 2024-11-13إبراهيم شريف: نصف الدين العام تتحمله مصروفات الديوان الملكي