ذاكرة 2014: عودة نبيل رجب "من" و"إلى" السجن

2015-01-03 - 10:33 م

مرآة البحرين (خاص): في مايو/أيار 2014 أنهى الحقوقي البحريني البارز نبيل رجب حكما بالسجن سنتين قضاهما بالكامل، بسبب الدعوة إلى تظاهرات، وبسبب تغريدة انتقد فيها رئيس الوزراء.

كان أول ما قام به نبيل بعد خروجه هو زيارة عائلة الشهيد عبد العزيز العبّار. أراد أن يكون أول ما يقوم به هو زيارة قبر والدته التي توفيت فاقدة له وهو في السجن ومنع من حضور مجلس عزائها، لكنه رأى أن زيارة عائلة الشهيد أولاً ستسعد قلب أمّه أكثر، فبدأ بها. نقل للعائلة إعجابه الشديد بخيار مقاومتها السلمي وإصرارها الطويل على التمسك بحقها في استصدار شهادة غير زائفة لسبب وفاة ابنهم "قتلة ابنكم إلى مزابل التاريخ".

وفي وسط الحشود الكبيرة التي جاءت مهنئة خروجه أطلق رجب عبارته الشهيرة "تذكرة 14 فبراير للديمقراطية ذهاب دون إياب"، كانت هذه بمثابة تطمين أولي للشارع الذي ينتظر نبيل، بأن طريقه المشاكس الجريء الذي بدأه في 14 فبراير/شباط 2011 لا عودة عنه ولا تهاون.

حملة مكوكية انطلق إليها رجب في 25 يوليو/تموز 2014 استمرت قرابة شهرين، جال فيها بريطانيا وإيرلندا ولبنان والدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا وسويسرا وبلجيكا، واجتمع بالعديد من مسئولي الدول من بينهم وزير الخارجية الدنماركي وآخرين، وألقى كلمة في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، كما عقد مؤتمرا صحفيا بالفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان.

فكرة إعادة اعتقاله بدأت تطرح نفسها حتى قبل عودته إلى البلاد من رحلة العمل الحقوقية، لكنّه قرّر العودة ومواجهة ما ينتظره "عشت بين الناس وأريد أن أقضي بقية حياتي معهم".

صدق حدس نبيل في نية السلطات اعتقاله. كان قدومه البحرين في 30 سبتمبر/أيلول. وفي اليوم التالي مباشرة، تسلّم استدعاءً من قسم الجرائم الإلكترونية للتحقيق معه. ذهب إلى هناك حاملاً معه حقيبة ملابسه استعداداً للسجن، وكان ذلك ما ينتظره بالفعل. تقرر حبسه 7 أيام على ذمة تغريدة جديدة، كان ذلك بعد 4 أشهر من إطلاق سراحه الأول. وصرح المحامي العام وقتها أن تهمته هي "إهانة وزارة الداخلية بوصفها أنها الحاضنة الفكرية الأولى للتنظيمات الإرهابية".

ردة فعل السلطات على تغريدة رجب، فتحت النار ضدها أكثر. أثار ذلك الرأي العام بإحضار الأدلة التي تثبت تورط عدد من منتسبي الداخلية مع جماعات إرهابية مسلحة وسط تكتم الداخلية، ونشرت في الصحافة المحلية والعالمية العديد من المقالات التي أكدت هذا التورط بأشكال مختلفة.

الضغوط الدولية التي بلغت أن تطالب الإدارة الأمريكية لأول مرة بالإفراج عنه صراحة، فرضت على السلطات إطلاق سراح نبيل رجب في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، أي بعد شهر كامل على اعتقاله، لكنه بقي ممنوعاً من السفر، ومرهوناً بمحاكمة لا يعلم مصير الحكم فيها حتى الآن...

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus