خلجات سجين: زنزانة رقم 13
2015-01-13 - 10:08 م
نادر عبدالإمام*
أستقليت في مسجد مبنى 4 في سجن جو والساعة تشير للعاشرة مساءاً كي أنام ، فهو المكان البديل للنوم بعد ان اكتظ المبنى بالمساجين وماعادت الزنازين تستوعب المزيد فتوزع السجناء الجدد في الممرات والمسجد.
اخترت ان انام في بيت الله وقبل ان تغمض جفوني حلقت بروحي للخارج ومسلسل الذكريات يمر امامي هو حنين واشتياق لاسرتي ومملكتي التي افتقدتها ومجتمعي الذي اتوق للرجوع إليه بسرعة، بينما انا مستغرق في التحليق واذا بصوت يناديني أرجعني للسجن مرة أخرى وإذا بسجين أسمه فاضل الساري أبو آلاء يقترب مني ويهمس في أذني ويقول أنا ومن معي في الزنزانة 13 في عمبر 3 نطلب منك أن تنام معنا في الزنزانة فاحمل حاجاتك وملابسك وتعال معي فشكرته وقلت له إنني مرتاح هنا ولا أفكر في التغيير رفضت الذهاب لعلمي أن كل الزنازين لا تستوعب أي سجين جديد وأيضا لم أرغب بتجاوز طابور طويل من السجناء الذين ينامون في الممرات وينتظرون فرصة لدخول زنزانة يفرج منها أي سجين، ولكن السجناء في زنزانة 13 قد عقدوا العزم وخططوا ليجلبوني معهم فهم 10 اشخاص بالزنزانة وبها 6 اسرة و 4 ينامون على الأرض.
خطتهم حكمت أن يصمموا لي سريرا على السريع، ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون هذا السرير فقد ذهب فاضل الساري وعلي آل نوح "وحش العمبر" للمسابح وبغمضة عين وبالليلة نفسها تم بناء سرير معلق لي وتم إيكال مهمة صناعة السرير المعلق للخبير علي الشهابي أبو أحمد والفتى المعجزة والصنايعي الماهر ياسر جمعة الستراوي وخلال ليلة واحدة تم تجهيز السرير وتم ربطه بين سريرين.
في الليلة الثانية أتى لي مرة أخرى فاضل الساري يطلب مني أن أحمل حاجاتي من المسجد بصيغة الأمر غير قابل للنقاش فودعت المسجد ومن فيه وبالخصوص الاخ إبراهيم مشيمع فكان المسجد محطة روحانية ومكان للتلاوة والقراءة الهادئة، دخلنا زنزانة 13 وكان الاستقبال يفوق الوصف من الاحترام والتقدير فالكل يبادر في تقديم العون، غمرني شعور جميل لحظتها فشكرتهم واحدا تلو الأخر، علي الشهابي، فاضل الساري، علي آل نوح، قاسم حمادة، ياسر جمعة، يونس حاضر، إبراهيم مهنا، علي العشيري، حسين علي حبيب وجاسم النعيمي.
إلى اللقاء في خلجات قادمة.
-
مدون وناشط وسجين بحريني.