مصادر ضليعة تؤكد لمرآة البحرين: معلومات وأدلة قاطعة تنسف "كذبة الخلية" وتحيلها إلى فضيحة
2011-11-14 - 8:52 ص
مرآة البحرين (خاص): قالت مصادر مطلعة لمرآة البحرين اليوم إن لديها معلومات وأدلة ستنسف قضية الخلية الإرهابية التي زعمت وزارة الداخلية البحرينية يوم أمس ضبطها بالتعاون مع السلطات القطرية.
وأكدت المصادر أن المعلومات والأدلة التي بحوزتها قاطعة تماما، وتفند كل الادعاءات الموجهة للمتهمين بما لا يدع مجالا للشك، لكنها قالت إن وقت كشفها لم يحن بعد. وبحسب المصادر فإن هذه الأدلة تنسف "كذبة الخلية" من الأساس، وتجعل من مخططها المزعوم نسج أوهام، عبر نفي أهم المعطيات التي قدمتها الداخلية.
وبناء على هذه المعلومات فقد وصفت المصادر هذه الدعوى بالفبركة الهزيلة جدا، مؤكدة أن كشفها سيكون فضيحة للسلطة أمام الرأي العام، وسيبين بوضوح مدى تلاعبها وإمعانها في تلفيق التهم والادعاءات، كما ستضع من قام بفبركة هذه الكذبة في حرج شديد، لأنه فشل في حياكتها فشلا ذريعا، وكان في منتهى الجهل والغباء، حسبما وصفت.
لاستمرار الإثارة الإعلامية: الداخلية تقسط نشر المعلومات
واعتمدت الداخلية البحرينية أسلوب التقسيط في نشر معلوماتها المضللة على مدى يومين، لتضمن استمرار الإثارة الإعلامية والحصول على أكبر زخم ممكن فيها، وذلك بعد أن نجحت في استثارة مئات الوسائل الإعلامية يوم أمس نحو الكذبة الجديدة، حيث بثت بعضها أخبار "المؤامرة" على شكل خبر عاجل، واهتمت بنقلها معظم الصحف في العالم بينها صحف إسرائيلية.
وبدا واضحا أن المعلومات التي أوردتها الداخلية في مؤتمرها الصحفي الثاني مساء اليوم، كانت تمتلكها مسبقا، بل أشارت إليها في مؤتمرها الصحفي يوم أمس، لكنها أجلت إعلانها إلى مؤتمر اليوم، حيث كشفت فيه عن أسماء المتورطين بالوقوف خلف هذه الخلية وتحريضها، وهما حسبما زعمت الناشطان عبد الرؤوف الشايب، وعلي حسن مشيمع، المقيمان في لندن منذ فترة طويلة.
ولإبراز الحدث بضخامة، كانت وزارة الداخلية البحرينية قد وصفت مؤتمرها الصحفي يوم أمس بالهام مسبقاً، واضطرت إلى سوق التبريرات للدعوة إليه، بزعمها أنه يأتي "في إطار حرص وزارة الداخلية على إطلاع الرأي العام على كافة التطورات وآخر المستجدات على الساحة الأمنية في مملكة البحرين"
وقد تحدث في المؤتمر العميد طارق الحسن المتحدث الرسمي باسم الوزارة، والذي قل ظهوره الإعلامي كثيرا بعد أن بدا مرتبكا ومتلعثما عدة مرات في نقله الأكاذيب والتلفيقات عن ضربة الدوار الأولى (الخميس الدامي 17 فبراير) وحادثة دهس الشرطيين وما جرى في ضربة الدوار الثانية التي دشنت فترة السلامة الوطنية وما تلاها من حملة القمع في منتصف مارس/آذار الماضي.
الاتهام قطري... وقطر لا تعلق
ورغم أن الداخلية البحرينية قد نسبت للسلطات الأمنية في قطر أقوالا خطيرة جدا، إلا أن الجهات القطرية لم تعلق بعد سواء بالنفي أو التأكيد، وقال الحسن إن السلطات القطرية قد حققت مع المتهمين، وأنهم أقروا لها بمغادرتهم البحرين "بطرق غير مشروعة" لم يوضحها.
وادعى الحسن أن المتهمين "اعترفوا" للسلطات القطرية أيضا أن وجهتهم كانت إيران، عبوراً بدولتي قطر وسوريا، وذلك بقصد إنشاء تنظيم للقيام بعمليات إرهابية مسلحة بالبحرين، بتحريض من "آخرين" لم يسمهم يوم أمس، وقال اليوم إنهما عبد الرؤوف الشايب وعلي مشيمع. وادعى كذلك أن قطر كشفت أثناء تفتيش سيارة المتهمين عن جهاز حاسوب وبعض المستندات والأوراق تضمنت معلومات ذات أهمية أمنية قادتها إلى هذا الاتهام.
وبحسب المؤتمر فإن الداخلية البحرينية حققت مع الأشخاص الأربعة في (ما نسب إليه من تهم) في تأكيد على أن الاتهام جاء أساسا من السلطات القطرية، بناء على تحقيقاتها معهم واعترافهم لها وكذلك ما ضبطته في حوزتهم من وثائق مشبوهة!
وقدم الحسن "الشكر الخالص" من السلطات الأمنية البحرينية إلى نظيرتها القطرية على ما سماه "تعاوناً بناء" عبر "جهودها" في ضبط هذه الواقعة، ما اعتبره تجسيدا للتكامل الأمني بين دول مجلس التعاون.
بعد فشل مؤامرة شاكوري-مشيمع: الحرس الثوري متورط مجددا
خلية من 4 أشخاص، سيزيد عليهم واحد اعترفوا عليه، استجوبهم الأمن البحريني بدوره، ليخلص بعد التحقيقات واعتراف المتهمين إلى تأكيد ما زعم أنه اتهام من السلطات القطرية لهم بالتخطيط لاستهداف منشآت حيوية في البحرين.
وتأتي تفاصيل الاتهام "القطري" مثيرة جدا، ويشار فيها إلى السعودية عدة مرات، فالمتهمون دخلوا قطر براً من الحدود السعودية، والمنشآت الحيوية التي خططوا لاستهدافها كان بينها جسر الملك فهد والسفارة السعودية بالإضافة إلى وزارة الداخلية البحرينية وكذلك استهداف أشخاص لم يسمهم.
أما الأدلة فإيرانية أو شبه إيرانية، بينها حجوزات طيران إلى سوريا (الحليف الإيراني) و"مبالغ مالية بالدولار الأمريكي والتومان الإيراني"، واتصالات مع رجال دين في إيران، و"عناصر إيرانية"!!
وكان وجود التومان الإيراني في مؤتمر يوم أمس تمهيدا مهما لما سيأتي به مؤتمر اليوم، حول تورط "الحرس الثوري" مرة أخرى في هذه المؤامرة الجديدة، بعد أن كشفت هزالة المؤامرة الأولى التي ربطت ضابطه غلام شاكوري بالناشط حسن مشيمع، ولم تلق أي صدى أو تجاوب إعلامي وسياسي.
وقالت الداخلية اليوم إن هدف "الجماعة" هو ارتكاب عمليات عدائية ضد مملكة البحرين "بالتخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية"، وقالت إن الشايب وعلي مشيمع قاما بإنشاء هذه الجماعة، بالتنسيق مع جهات عسكرية في الخارج "من بينها" الحرس الثوري وقوات الباسيج بإيران (علما بأن الباسيج يتبع الحرس الثوري أيضا)، بينما غاب "حزب الله" عن هذه المؤامرة لحد الآن.
وخلصت تحقيقات الداخلية إلى أن دور الحرس الثوري والباسيج هذه المرة هو "تدريب العناصر المنخرطة في الجماعة على استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات"، وتحدثت عن دعم مالي حصلت عليه "الجماعة" من "أطراف في الخارج" لم تحددها.
الشيخ أسد قصير مكان غلام شاكوري.. متآمرا
وربطت المؤامرة التنظيم هذه المرة باسم جديد معروف لدى البحرينيين وهو رجل الدين اللبناني الشهير أسد قصير، الذي يظهر بشكل مستمر في برنامج ديني على قناة الكوثر الإيرانية، وقد تحدث فيه عدة مرات عن الأوضاع السياسية في البحرين جوابا على أسئلة بعض المشاهدين، مظهرا مناصرته الشديدة لحراك المعارضة وسلميتها، ومشيدا بالزعيم الديني البحريني الشيخ عيسى قاسم.
وفي حلقة بتاريخ 23 أكتوبر الجاري، كان قصير قد "بشّر" حكام البحرين من ملاقاة مصير الزعيم الليبي المقتول معمر القذافي، وهو ما أثار استياء النظام وحنقه الشديد عليه.
واتهمت الداخلية أسد قصير بأنه مرتبط هو الآخر بالحرس الثوري والباسيج (رغم أنه ليس إيرانيا)، وعن دوره في الخلية قالت إنه التقى أحد قيادييها الذي سافر إلى إيران سابقا، دون أن تسمه.
ووصفت الداخلية هذا اللقاء إنه بداية فعلية لقياديي الجماعة في تنفيذ مخططهم، وذلك بإيفاد أعضائها إلى إيران لتلقي التدريب العسكري على دفعات، وقالت إن هذا القيادي الذي التقى قصير تلقى هناك تدريباً على استخدام الأسلحة والمتفجرات، كما تسلم آنذاك مبالغ مالية لتمويل الجماعة من عناصر إيرانية، وكان المتهمين الآخرين في طريقهم "للتدريب" بحسب تحقيقات الداخلية!
ولفتت الداخلية أنها لا تزال في طور تحديد الأشخاص المتصلين بتلك الجماعة في الداخل والخارج، في إشارة إلى إمكانية توسع التنظيم بظهور أسماء جديدة فيه، لا يبعد أن يكون بينها رجال دين أو قادة سياسيون في الداخل، وذلك ربما حسب الحاجة، أو حسب سير القضية إعلاميا وسياسياً!
ما هو واضح في سير هذه الأحداث لحد الآن، أن النظام يسير بشكل جاد إلى المضي قدما في تبني هذه المؤامرة كورقة سياسية جديدة ضد المعارضة وحراك الشارع السياسي، حتى ولو على حساب سمعة الأمن والاقتصاد، والأهم سمعة الدبلوماسية!!