الشيخ جلال الشرقي: أنا تكفيري ولديّ ترخيص
2015-05-02 - 4:20 ص
مرآة البحرين (خاص): ماذا تنتظر حكومة البحرين لإيقاف رجل الدين المتشدد جلال الشرقي؟ ولا أي شيء. لقد قضى في مارس/ آذار الماضي بكفر الكاتبة اللبنانية جمانة حداد التي كان من المزمع أن تزور البحرين لإحياء أمسية شعرية في إطار مهرجان "ربيع الثقافة"، كما قرّر بأن عقوبتها القتل. بدلاً من محاسبته على ذلك فقد قرّرت السلطات إلغاء الأمسية الشعرية ومنع الكاتبة من دخول البلاد.
وفي خطاب حديث له عقب حرب "عاصفة الحزم" قال إن الشيعة الذين يشكلون نصف تعداد السكان على الأقل في بلاده "قد كفروا بالله". وراح يشتمهم علناً مكرراً بحقهم النعوت البذيئة المستقاة من قاموس الحرب المذهبية القديم بين كبريي طوائف الإسلام، كالقول إنهم "أعوان المجوس" و"طابور خامس" و"منافقون خبثاء" و"أتباع عبدالله بن سبأ اليهودي المجوسي" و"عبدالله بن سلول".
وجاء في فيديو مصور لخطابه "لابد أن نحذر منهم (الشيعة) وأن نعاملهم بقسوة وبحزم لأن المنافق لايحتاج أن تدلـله. هذا كلام الله. هم من أهل النار. إنهم كفروا بالله". بدلاً من إيقافه بتهم الكراهية والإساءة إلى جماعة دينية محلية أو ضرب الوحدة الوطنية، فإن الشيخ جلال الشرقي ما يزال يواظب على الصلاة وإلقاء خطبة إسبوعية بترخيص من السلطات في جامع كانو بمدينة حمد جنوبي المنامة.
وتقول المحامية فاطمة الحواج "إن ما ارتكبه الشارقي من فعل لا يحتاج إلى شكوى فهي ليست من جرائم الشكوى" وأن "على النيابة العامة القبض عليه بتهمة الازدراء بالمذهب الشيعي". لكنّ هذا مستبعد؛ إذ ليس من الوارد أن تحرّك السلطات المعنيّة ساكناً. فالتكفير أو التشدد أو ضرب الوحدة الداخلية ليست الموضوعات ذات الاهتمام التي تستحث السلطات في البحرين على التحرّك.
لقد سبق لرجل الدين السلفي والنائب السابق في البرلمان الشيخ جاسم السعيدي بأن طعن العام 2012 في شرف المواطنين الشيعة كالقول إنهم "نغول ولدوا نتيجة علاقات جنسية محرّمة". وما يزال الشيخ محمد خالد عضو جمعية المنبر الإسلامي، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين في البحرين، يخاطب الشيعة مستخدماً ألفاظا مثل "أبناء المتعة".
لكن أجهزة الدولة المسئولة عن رصد هذا اللون من الخطابات، كوزارة العدل والشئون الإسلامية، تبدو في وادٍ آخر. إذ ينشغل وزيرها خالد بن علي آل خليفة برصد أعمدة الصحافيين المعارضين في الصحف المحلية ونعتهم بـ"السفه".
في الواقع، إن جزءاً من كبيراً من الخطاب التكفيري المتشدد يتم تصديره ورعايته بشكل علني من قبل أجهزة الدولة البحرينية نفسها.
لقد توقفت تقارير عدّة العام 2014 عند عيّنة من الكتب الصادرة حديثاً عن مديرية الإرشاد الديني التابعة إلى قوة دفاع البحرين التي حوت عبارات صريحة في تكفير الشيعة والإسماعيلية والدروز والنصيريّة واليهود والنصارى. وبين تلك الكتب كتاب يحمل عنوان "من عقائد الشيعة" لمؤلف اسمه عبدالله بن محمد السلفي. وكذلك كتابان آخران لمؤلف اسمه نصير القحطاني تحت عناوين "نور التوحيد وظلمات الشرك في ضوء الكتاب والسنة" و"نور السنة وظلمات البدعة في الكتاب والسنة".
فيما أقرت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية في تقرير حديث (30 أبريل/ نيسان 2015) إثر جولة لها في البحرين بأن "وسائل الإعلام الحكومية استمرت في استخدام لغة طائفية"، مشيرة إلى "عدم تمرير مشروع قانون يحظر التحريض المعادي للشيعة كما أوصت لجنة تقصي الحقائق".
لقد سبق للشيخ جلال الشرقي أن عمل قاضيا لدى المحكمة الصغرى السنيّة. في العام الماضي 2014 راج مقطع فيديو له يصف فيه بـ"الكفر" الأنظمة العربية التي ساندت عملية الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في مصر. وقد قامت إدارة الأوقاف السنية التي يتم تعيين أعضائها بقرارات من الملك بتبرئته. ليس من "التكفير" طبعاً، لكن لأنه فقط لم يقصد بذلك نظام الحكم في دولة خليجية مجاورة. التكفير ليس هو القضيّة بل من يتمّ تكفيره. وقد حفظ شيوخ الدين المتطرّفون هذه القاعدة جيداً.