الشيخ محمد خالد: اسمحوا لي أن أتباهى بشعر أختي!
2015-05-10 - 3:03 م
مرآة البحرين (خاص): "القرعة تتباهى بشعر أختها". ويتباهى رجل الدين الإخواني الشيخ محمد خالد بأخيه رجل الدين الإخواني الآخر الشيخ جلال الشرقي. إذ يقول بعد نبأ إيقاف الأخير لسبّه الشيعة في خطبة أثارت العديد من ردود الأفعال "الطابور الخامس زعلان وحساس من خطبة الشيخ جلال الشرقي".
كلاهما "إخواني" واظب على إمامة الناس والخطابة بترخيص من وزارة العدل والشئون الإسلامية في البحرين. فالأول كان خطيب جامع العدلية في المنامة والآخر خطيب جامع كانو في مدينة حمد. وكلاهما تمرّن في فترة ما من حياته داخل الجهاز الإداري للدولة. فخالد برلماني ومسئول سابق في مجلس الوزراء والشرقي قاضٍ سابق في المحكمة الصغرى السنية.
ولذلك - وهذه نتيجة - فكلاهما يمتح من "قعر" الخطاب المتشدد نفسه: خطاب الحرب المذهبية العائد في جذوره إلى القرن الرابع الهجري الذي يقول مؤرخون إنه شهد احتدام الصراع بين كبريي طوائف الإسلام وإليه ترجع معظم مفردات الحرب القوليّة بين السنة والشيعة. فالمواطن الشيعي في البحرين هو "عون المجوس" و"طابور خامس" و"ابن متعة".
أسس شيوخ العائلة الحاكمة البحرينية تنظيم الإخوان المسلمين في البحرين. فأبرز من ترأس "نادي الطلبة" الذي غير لاحقاً إلى "نادي الإصلاح الخليفي" ثم "جمعية الإصلاح"، وهي الذراع الدينية والخيرية للفرع البحريني من تنظيم الإخوان، هما خالد بن محمد آل خليفة ودعيج بن علي آل خليفة. فيما يتبوأ عيسى بن محمد آل خليفة منصب رئيس الجمعية منذ العام 1963 لغاية الساعة بما يناهز الخمسة عقود.
لقد ساهم ذلك في تحصين التنظيم من تبنّي أية "لوثة" معارضة على خلاف التوجه العام لأفرع التنظيم الأخرى في المنطقة، وجعل "مكافحة" الشيعة أولوية. ففيما يفد "إخوانهم" في دولة خليجيّة قريبة وهي الإمارات العربية المتحدة على السجون ويطاولهم التغييب والسجون لمطالبتهم بإصلاحات سياسية يقف إخوان البحرين حجر زاوية ضداً على أية دعوة للإصلاح تؤدي إلى إعادة هيكلة السلطة أو إعطاء دور للشيعة.
لقد وقفوا ضد أبرز المحاولات في تاريخ البحرين الحديث لتوحيد أولويات السنة والشيعة. كافحوا جهود عبدالرحمن الباكر لجمع وجهاء الطائفتين العام 1954 من خلال "الهيئة التنفيذية العليا" وكانوا الطرف الشعبي الوحيد الذي يتصدى لدعوته إلى جانب السلطات. كما أجهضوا تحت حجج واهية من خلال كتلتهم في البرلمان محاولتين في 2004 و2010 لسن قوانين تجرّم التمييز على الشيعة أو على أساس العرق أو المعتقد.
لدى الشيخين محمد خالد وجلال الشرقي إرث تنظيمي هائل من التلقين الكاره وغير الودود إزاء الشيعة. وقد منحت أحداث 2011 فرصة مأمونة لهما لإطلاق المكبوت وضمان النجاة من المحاسبة.
ويقول خالد في معرض دفاعه عن الأخير "من الذي قاد انقلاب 2011 ومازال يعيث خرابا في البحرين؟". إنهم الطابور الخامس. وهذه هي الاستعارة "المتذاكية" لكي لا يقال الشيعة. وهكذا فعل الشرقي أيضاً بعد قرار إيقافه. قال "الخطبة كانت تتحدث عن الطوابير الخامسة في البحرين وبقية دول الخليج العربي، ولا أعلم من الذي قرر بخُبث الربط بين الطابور الخامس وبين الطائفة الشيعية في البحرين".
لقد رفض الشرقي الاعتذار عن خطاب صريح قام فيه بسبّ المواطنين الشيعة في بلاده علناً. وقد تمّ إيقافه لفترة وجيزة. لكن كلها أسابيع وسيعود إلى عرينه. النظام البحريني لا يأكل عياله. على الأقل ليس شيوخ الدين المتطرّفين الذين ما يزال يعتمد عليهم في سحق معارضيه.