سعيد الحمد: "ما إلك إلا صفا"
2015-05-31 - 7:16 ص
مرآة البحرين (خاص): حطمت حكومة البحرين آمال سعيد الحمد. الصحافي الكسول في صحيفة "الأيام"، وصاحب عمود "أبعاد" المُضجر الذي ظل يؤثر التشغيب على الاعتراف بحقيقة إيقاف برنامجه الترفيهي "مع سعيد الحمد"، اعترف بإيقافه أخيراً؛ ولكن إلى الأبد. لم يُوقَف البرنامج وحده ولكن ذهبت معه القناة. وقد كتب مذعنا "بما أننا لم نقدم جديدا في قناتنا الاتحاد لفترة طويلة فقد قررنا إيقاف بثنا وإيقاف اشتراكنا في القمر الصناعي".
لم يعد لدى الحكومة الكثير من المال لإغداقه على ليبراليّ الشاشة "منزوع الكافيين". لقد باشرت بتطبيق أكبر خطة لرفع الدعم في تاريخها وصلت إلى كيلو اللحم. أمامها أقلّ من سنتين - كما حذر بنك دويتشة مؤخراً - بالكاد يكفيها احتياطها النقدي لتمويل عجز الموازنة. وليس ثمة فائض يذهب إلى برامج الهذرة والهبل السعيد. أُغلقت استديوهات هيئة الإعلام وجف الدعم.
إزاء ذلك فأمام الحمد خياران: مواصلة تدوير المترادفات في أعمدته اليومية "الطُّم" التي تقطع النفس خالية من أية علامة ترقيم: "أبعاد" الليبرالية والتنوير أم "أبعاد" التنوير والليبرالية. أو، وهذا هو الخيار الثاني، العودة إلى قناة "صفا" المتطرفة.
هل يتذكر سعيد الحمد أيام "صفا"؟ يومذاك كان الليبرالي الخمسيني يدير متفيهقاً على "قرعان" وصلات الشتم وتخوين المعارضين. وكانت إطلالته تُدغم في "اللوك" الخلفي بعبارتيّ "حيّ على الجهاد" و"الدم السني واحد". في مشهد كان يريك "موديلا" آخر لليبرالي الجديد المبلل بالطائفية.
وعلى ذلك كان مذيع "صفا" يقيم مماحكته "التنويرية جداً" مع خصومه؛ مبتدئاً بإهدار حياتهم الشخصية ومنتهيا بتقشير البذاءات. وبين هذا وذاك، أتت سابقة نيابته عن أجهزة الأمن بعرض المواد الفيلمية لاعترافات المعتقلين السياسيين والمعتقلات كآيات القرمزي، لتكشف عن "مستخبّ" صحافي صغير آخذ في التقزّم.
لكن حتى العودة إلى "صفا" غير مضمونة. ففيما يغزو الإرهاب السلفيّ العربيّة السعوديّة تتضاءل فرصة سبّتيّ الشاشة المرح في الظفر بحصّة من الدورة البرامجية على قناة أصبح إغلاقها بندا على برنامج تجفيف الإرهاب وسدّ منابعه.
انتهى سعيد الحمد إذاً. فصل مظلم من الإعلام المكارثي انصرف. "لم نقدم جديدا في قناتنا الاتحاد لفترة طويلة"، وهكذا كان على الدوام: صفراً في معمار صاحبة الجلالة. لا يُعرف له سبق صحفي، أو خبطة تكشف مستتراً استخفى، ولا كتابة غير مسبوقة. مذيع "صفا" الفضائيّ دمت سعيداً.