» رأي
خيمة الحرية .. خيمة البحرين بالتحرير
أنور الرشيد - 2011-12-22 - 2:44 م
أنور الرشيد*
أثناء زيارتي للقاهرة للمشاركة بمؤتمر حالة حقوق الإنسان العربي في ظل الربيع العربي 11-13 ديسمبر، دعاني أصدقاء من مملكة البحرين الشقيقة لزيارة خيمة الاعتصام في ميدان التحرير أمام جامعة الدول العربية التي أقامها نشطاء بحرينيون للفت نظر الرأي العام المصري والعالمي وجامعة الدول العربية التي ينعتها البعض بالجامعة الميته، نحو حقيقة ما يحدث في تلك المملكة الصغيرة بحجمها والكبيرة بعطاء شعبها.
في الحقيقة لم أفوت هذه الفرصة لكي أرسم صورة وأرصد ما يقوم به الشباب البحريني من جهد لتسليط الضوء على قضيتهم العادلة، ذهبت لتلك الخيمة التي أستطيع أن اسميها خيمة الحرية في وقت المساء، وإذ بي أجد عددا من النشطاء من شباب البحرين المصرين على إيصال صوتهم إلى كل العالم. دار بيننا حديث شيق عن الحرية والديمقراطية وتحدثنا عن أمنياتنا المستقبلية التي لم تخرج عن كونها أمنيات مشروعة متمثلة بتحقيق الحرية التي فقدت بمملكة البحرين على أثر رياح الربيع العربي بدلا من أن ترسخها، فمملكة البحرين تمتعت في العشر سنوات الماضية بحرية وانفتاح نسبي وإن كانت ليست بذلك الطموح، إلا أنها فترة بكل المقايس أفضل كثيرا من الوضع الحالي.
في هذه الزيارة اكتشفت كم هو إصرار الشباب البحريني على امتلاك ناصية قراره، وكم يُشعرون من يخاطبهم بأن الحرية والديمقراطية ليست ترفا وليست مطلبا لا يمكن تحقيقه وإنما هو نضال وإصرار يستلهم طاقته من رياح الربيع العربي التي أعطته دافعا قويا نحو المزيد من الإصرار على الحرية. يقول لي أحدهم بأنهم منذ شهور اتخذوا قرار نصب خيمة الحرية أمام جامعة الدول العربية ومنذ ذلك الوقت لم يبارحوها، يتناوبون على التواجد فيها أربعا وعشرين ساعة.
من المواقف الظريفة التي حصلت أثناء تواجدي بهذه الخيمة، أنه صادف أن مر على الخيمة شابان مصريان و شاهدا إحدى القنوات الفضائية تسجل لقاءات مع عدد من زوار تلك الخيمة فتوقفا وسألا ما هي قضية تلك الخيمة، بعد أن قرأوا لوحة كتب عليها خيمة اعتصام الجالية البحرينية، فقلت لهم إنهم شباب من مملكة البحرين معتصمين بهذه الخيمة لكي يستردوا حقوقهم، وعلى الفور انضم الشابان للمجموعة وأطلقوا أهزوجة مصرية تؤيد مطالب المعتصمين بحركة عفوية ما كان يمكن أن يقدموا عليها لولا تحرر الشعب المصري من إرهاصات الملاحقات الأمنية، ما كان يهمني بهذه الزيارة هو استنباط ومعرفة مدى إصرار هؤلاء الشباب على مواجهة التحدي الذي هم به ووجدت أنهم مصرين على المضي إلى أخر مدى بتحديهم للوضع في مملكة البحرين، فلسان حالهم يقول إن أهلنا بالقرى يختنقون يوميا بغازات القنبال المسيلة للدموع وأقل ما يمكننا أن نعمله لمساعدتهم أن نوصل صوتهم للعالم، قد يستفيق ضميرهم ويساندوننا في مأساتنا التي نحن بها، هذا ما استنبطته من خيمة الحرية في ميدان التحرير في عاصمة العروبة القاهرة، فهل وصلت رسالة معتصمي خيمة الحرية بميدان التحرير؟ آمل ذلك
Zwayd2007@gmail.com
*الأمين العام للمنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني.
**ينشر في مرآة البحرين بالتزامن مع موقع منتدى حوار الخليج.