صراع الديكة في برلمان البحرين: بصوتك تقدر... تشتم
2016-11-03 - 4:18 ص
مرآة البحرين (خاص): لا يكشف صراع الديكة الذي يشهده مجلس النواب البحريني بين الحين والآخر عن حقيقة أعضائه فقط، بل يوضح كيف أن هذه المؤسسة، التي يفاخر ملك البحرين بأنها إحدى "مؤسسات الشرعية"، ليست إلا مكانا لتبادل السخافات.
برلمان جاء على مقاس يريده الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتمرير المراسيم ومشروعات القوانين لمواجهة معارضيه فقط، أما عن سائر الأيام فليكن "نِهبة" يبحث فيها الأعضاء عن السفرات والامتيازات، وإذا كان لا بد من مناقشة مشروع جدي "فمنع تدريس الموسيقى".
لقد افتتح المجلس دور الانعقاد الحالي (بعد إجازة تشريعية طويلة دامت 6 أشهر) ببحث مقترح بوقف تدريس الموسيقى، وقالوا إنها "تغضب الله عز وجل وأن ذهاب بعض النعم عن البلاد بسبب هذه المعاصي".
على مقاس الملك، لا تذهب النعم بالفساد وسرقة عائلته المال العام وآلاف الكيلومترات من السواحل والأراضي إنما تذهب بتعلم الأطفال أساسيات الموسيقى في المدارس. وعلى مقاسه لا يصارع مجلسه من أجل الفقر والبطالة وقضايا حقوق الإنسان بل يتصارع على الامتيازات!
بعد أسبوع من "منع الموسيقى" سينشغل المجلس بمشاجرة عنيفة داخل هيئة المكتب (تضم رئيس البرلمان ونائبيه ورؤساء اللجان الدائمة) ليس لأجل فصول الموسيقى هذه المرة بل من أجل الحصول على "سفرات" على نفقة الدولة.
كان رئيس لجنة الشؤون الخارجية عبدالله بن حويل يشتاط غضبا على رئيس المجلس أحمد الملا لأنه "يتجاهله في توزيع السفرات"، وذلك تأييدا لموقف النائب الثاني للرئيس السلفي عبدالحليم مراد الذي فتح باب النقاش مطالبا بالسفر.
تقول معلومات إن بن حويل اتهم رئيسه باحتكار السفرات له ولـ "حاشيته"، فرد الرئيس "أنت لا تستحق وغيابك عن الجلسات بلغ 70%" فنفى بن حويل ذلك، فقال له الرئيس "أنت كذاب والاحصاءات موجودة".
يقول بن حويل رددت عليه "أنت الكذاب واللي يحرضك" فرد الملا "أنت ما تستحي على وجهك"، فأجبت "اللي ما يستحي أنت ومن على شاكلتك"، فرد "أنت حقير" فأجبت "الحقير انت واللي مثلك"، فما كان من الملا إلا أن رد قائلا "اطلع من مكتبي"، فأجبته "تخسي وتعقب إنت مو كفو وهذا مو مكتبك هذا مكتب شعب البحرين وأنت رئيس مجلس فاشل ومو قد الأمانة".
بالطبع لا "يسرد بن حويل لشعب البحرين" الحادثة ليوضح حقيقة ما جرى من انتفاضة على أحقيته بالسفرات، فآخر ما يدور ببال البحرينيين الالتفات لمناقشات هذا المجلس، إنما يريد أن يؤكد أنه يستطيع أن يتسابق مع رئيسه في "البذاءة" إذا لم يكن قد تفوق عليه، بعدما قام الرئيس بتسريب المشاجرة ليظهر "كيف أنه قام بتهزيء بن حويل"!
قبل ذلك التسريب كان بن حويل يدعي المثالية نافيا "ما أثير حول رده الخطأ بمثله"، وأضاف "إن التعدى على شخص رئيس المجلس ينافي الأخلاق، بل واستغربت صدور مثل هذه الألفاظ من جانبه".
هو يستغرب تلك الألفاظ لكنه رد عليها بمثلها وأقبح منها، فأشد ما يهم بن حويل ورئيس المجلس ومن على أمثالهم أن لا تهتز صورة الجانب "القبيح" فيهم أمام مؤيدي مجلسهم الذين رفعوا ذات يوم شعار "بصوتك تقدر"!