أسوشيتد برس: الدراز وزيارة الأمير تشارلز إلى البحرين

جون غامبريل - أسوشيتد برس - 2016-11-12 - 5:17 م

ترجمة مرآة البحرين

في بلدة الدراز الصغيرة، على بعد بضعة أميال فقط من مكان لقاء الأمير تشارلز بأفراد من الأسرة المالكة في البحرين، هناك غرافيتي يطالب بموت ملك الجزيرة الخليجية، وعربات مدرعة مع أسلاك شائكة على واجهاتها، وصمت متوتر يمكن خرقه في أي وقت.

لقد حاصرت الشرطة البلدة لعدة أشهر، وذلك مؤشر على المواجهة المستمرة بين الغالبية الشّيعية والنظام الملكي السني في البحرين، لأكثر من خمس سنوات بعد سحق احتجاجات الربيع العربي. حملة القمع المستمرة شهدت سجن بعض النشطاء، ونفي آخرين، وتفكيك جمعية معارضة شيعية كبيرة.

لكن لم يكن هناك أي علامة على الاضطرابات عند حضور الأمير تشارلز وزوجته كاميلا إلى البحرين في جزء من جولتهما التي تشمل ثلاثة دول في الخليج. افتتح أمير ويلز قاعدة بحرية جديدة يوم الثلاثاء، وهي الوجود العسكري الأول الدائم لبريطانيا منذ انسحابها من البحرين في العام 1971.

الزيارة الملكية والقاعدة العسكرية تشيران إلى أن بريطانيا، التي لطالما كان لديها نفوذ على الأسرة المالكة في البحرين، قد لا تكون تمارس ضغوطًا فيما يتعلق بحقوق الإنسان. ما تزال التوترات تتصاعد وسط حملة القمع، مع قلق البعض من إمكانية أن تلوح أزمة أكبر في أفق البحرين، التي هي موطن للأسطول الأمريكي الخامس.

وقال ناشط محلي لأسوشيتد برس: "سنصل إلى مستوى يرى فيه الناس إنه لم يبقَ لديهم شيء يخسرونه".

لطالما جذبت البحرين، وهي جزيرة صغيرة مقابل ساحل شبه الجزيرة العربية، اللاهين إلى الحانات من السعودية عبر الجسر. تاريخها كمدينة ميناء للغواصين الباحثين عن اللؤلؤ وشاحني البضائع جذب مزيجًا انتقائيًا من السنة والشيعة واليهود العراقيين والمبشرين المسيحيين والهندوس.

كان خلف احتجاجات الربيع العربي الغالبية الشيعية وآخرون، وكانت تهدف إلى مطالبة أسرة آل خليفة الحاكمة بالمزيد من الحريات السياسية. قمعت الحكومة التظاهرات بمساعدة من القوات السعودية والإماراتية، وتعهدت لاحقًا بالإصلاح.

وفي حين استمرت الاضطرابات على مستوى منخفض لسنوات، بقيت الأمور سلمية على نحو كبير حتى أبريل/نيسان، عندما أعلن الجيش البحريني عن أنه "مستعد للتعامل بتصميم وحزم مع جماعات الفتنة هذه ورؤوسها"، بعد أن أدت قنبلة إلى مقتل ضابط شرطة.

منذ ذلك الحين، علقت السلطات عمل الجمعية المعارضة الشيعية الأكبر في البلاد، الوفاق، وضاعفت عقوبة السجن بحق أمينها العام، الشيخ علي سلمان. وسُجن الناشط الشهير نبيل رجب، وهو الآن ينتظر الحكم بحقه على خلفية تهمة "نشر أخبار زائفة". زينب الخواجة، ابنة الناشط المعروف جيدًا عبد الهادي الخواجة، الذي يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة على خلفية دوره في احتجاجات العام 2011، أُجبِرت على المغادرة إلى المنفى.

الوقفة في الدراز بدأت في يونيو/حزيران عندما أحاط أنصار رجل الدين الشيعي الشيخ عيسى قاسم بمنزله بعد أن سحبت الحكومة جنسيته.

الشرطة الآن تسيطر على عملية الدخول إلى المدينة وتصور السائقين المحليين لدى وصولهم، في حين يتمتع الأجانب الغربيون بالتنقل في الناقلات المدرعة للجنود. الغرافيتي على جوانب الشوارع القريبة تطالب بـ "موت" الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في حين تظهر غيرها رسومات لدوار اللؤلؤة، مركز احتجاجات العام 2011، الذي هُدِم لاحقًا من قبل الحكومة. يُقطَع الاتصال بشبكة الإنترنت ليلًا هنا، وقد ألقى الباحثون اللوم على تدخل الحكومة.

اتهمت البحرين إيران بأنها جزئيًا مسؤولة عن الاضطرابات، على الرّغم من أن تحقيقًا ممولًا من قبل الحكومة قال إنه لم يكن هناك "رابط واضح" بين تظاهرات العام 2011 وطهران بناء على المعلومات التي قدمتها الحكومة البحرينية لهم.

اللافتات على كل أنحاء الطرق السريعة في البحرين تظهر فرق التدخّل السريع، وهي مدجّجة بالسلاح بشدّة، وذلك خلال تمرين واسع للشرطة الخليجية في المنطقة، في جزء من مناورات عسكرية حديثة صُمِّمت لتكون رادعًا لإيران بعد الاتفاق النووي في العام الماضي.  الأسعار المنخفضة للنفط أضرت بالاقتصاد المحلي، وأجبرت السعودية على تقليص المساعدات الدولية.

ناشطان تحدثا إلى أسوشيتد برس يوم الأربعاء رافضين الكشف عن اسميهما خوفًا من مواجهة تهم جنائية قالا إن حكام البحرين كانوا يؤججون التوتر الطائفي من خلال حملة القمع. وأضاف أحدهما أنهم "[الحكام] يراهنون على صمت الغرب لأنهم يمدونه بالمرافق"، في إشارة إلى القاعدتين الأمريكية والبريطانية، لافتًا إلى أنهم "يساومون بها لأشياء أخرى".

وفي تصريح لأسوشيتد برس، قالت الحكومة البحرينية إنه "لا يوجد فرد في البحرين سيكون ملاحقًا، أو يمكن أن يلاحق، على خلفية آرائه السياسية، وذلك بسبب حماية الحق في حرية التعبير الذي ينصّ عليه الدستور"، على الرغم من وجود حالات تثبت عكس ذلك.

وزارة الخارجية البريطانية، التي رفضت الحديث عن المحادثات الخاصة للأمير تشارلز، قالت إن مسؤولي الحكومة البريطانية "أجروا محادثات صريحة مع الحكومة البحرينية بشأن مخاوف حقوق الإنسان على كل من المستويين العلني والخاص"، وأضافت "نعتقد أنه ليس من الجيد بما يكفي مجرد انتقاد الدول الأخرى من موقف المتفرّج. فقط من خلال العمل مع البحرين نتمكن من تحقيق التغييرات التي نطمح لرؤيتها في البلاد".

مع ذلك، حتى في اليوم الذي تلا وصول الأمير تشارلز وكاميلا، قال النشطاء إن النيابة العامة استدعت عددًا من الأفراد للتحقيق معهم قبل توجيه اتهامات جنائية إليهم على الأرجح. وقدم النشطاء أيضًا لائحة تتضمن أسماء أكثر من 20 شخصًا منعوا مؤخرًا من السفر، في حين  تتزايد صعوبة جمع الأخبار بطريقة مستقلة.

يوم الخميس، ذهب الأمير تشارلز إلى المنشأة الجديدة للبحرية البريطانية في ميناء سلمان، والتي قدّرت وزارة الدفاع البريطانية بأنّها ستكلف بريطانيا 6.4 مليون جنيه استرليني على الأقل (أي 7.9 مليون دولار)، في حين ستدفع البحرين بقية النفقات. الأمير تشارلز وولي العهد البحريني سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ارتديا زيًا عسكريًا عند زيارتهما القاعدة، التي ما تزال قيد الإنشاء إلى حد كبير.

في وقت لاحق، ركب الأميران على ظهر بارجة HMS Middleton الراسية في القاعدة، وهما يبتسمان. بعد ذلك، ابتعد ولي العهد عن المكان في سيارة دفع رباعي فاخرة، بينما خاطب الأمير تشارلز البحارة.

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus