قصة السجين رقم 8: شهادة "بسيوني" على آلام "الخواجه"!
2012-04-07 - 7:37 ص
مرآة البحرين (خاص): سيجد القاريء فيما سيلي من أسطر شهادة رئيس اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق محمود شريف بسيوني على حجم الألم الذي لقيه الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجه. لم نضف حرفاً واحداً عليه. تركنا النص عارياً، يوضح نفسه بنفسه. فهو بليغ في وحدته. وبليغ في الإفصاح عن "جحيم دانتي" الذي كان الخواجه بطله.
ارتأت "مرآة البحرين" تفريغه من النسخة المنقحة للتقرير، وتوظيبه للنشر. وهي شهادة من محقق دولي أتت به السلطة، كفيلة بإيضاح، لمن يود أن يفتح قلبه وبصره، أي نوع من الديكتاتورية هي، تلك التي تحكم الآن الخناق على روح الخواجه. وأي نوع من الاستبداد، ذلك الذي نود تحطيمه.
الحالة رقم 8
(تم فحصة من قبل خبراء الطب الشرعي)
تاريخ الإفادة: 3 اغسطس/ آب 2011
الإفادة: تم القبض على الموقوف في 8 أبريل/ نيسان 2011، أثناء إقامتة مع بناته، حيث جاءت شرطة ورجال ملثمون يرتدون ملابس مدنية إلى منزله ليلاً. دُفع الموقوف على الأرض، فتدحرج على السلم وركل وضرب بالعصي.
وقيدت يداه خلف ظهره وكان معصوب العينين. واعتقل صهره أيضا. وبعد الإعتقال مباشرة، تلقى الموقوف ضربة قوية على خده أسفرت عن كسر فكه والطرح به أرضا. فنقل إلى عيادة وزارة الداخلية ثم إلى مستشفى قوه دفاع البحرين حيث أجريت له جراحة في الفك لعلاج أربعة كسور وعظام في وجهه.
أمضى الموقوف سبعة أيام تقريبا في مستشفى قوة دفاع البحرين. وكان معصوب العينين طوال الوقت ومكبل اليدين إلى السرير باستخدام قيود ضيقة. وعندما طلب من العاملين في المستشفى التخفيف من إحكام القيود رفضوا ذلك. وهدده أفراد الأمن في المستشفى بالاعتداء الجنسي والإعدام. ووجهوا له تهديدات جنسية تخص زوجته وابنته. وقال الطبيب للموقوف إنه في حاجة إلى ثلاث أسابيع من الرعاية، ولكن اقتيد إلى سجن القرين بعد ستة أو سبعة أيام فقط.
وفي سجن القرين، قضى الموقوف شهرين في الحبس الانفرادي في زنزانة صغيرة مساحتها 2.5 2x متر تقريبا، ولم يكن يعرف مكان وجوده أو يومه، ولم يكن هناك أي هواء نقي. كان يعصب العينين كلما ذهب إلى دورة المياه. وبعد ثمانية أيام من الجراحة التي أجريت له، كان يُضرب بانتظام أثناء الليل. وكان الحراس الملثمون يسبونه ويضربونه على رأسه ويديه، مماتسبب في تورم جسده. كما أدخلوا عصا بالقوة في شرجه. كما تعرض للضرب على باطن قدميه (بالفلقة، وعلى أصابع قدميه. ولهذا أضرب عن الطعام لأنه لم يستطع تحمل تلك الظروف.
وبعد ثلاثة أيام أصبح ضعيفا لدرجة أنه لايستطيع الوقوف. وطلب منه التوقيع على ورقة تفيد أنه كان يرفض تناول الدواء والغذاء المقدم له. ثم نقل إلى العيادة ووضع على "تروللي"، وقيد كاحلاه وأحد ذراعيه إلى "التروللي" وحقن بمحلول في الوريد على الرغم من رفضه هذا الإجراء. وهدد باستخدام أنبوب أنفي معدي أو PEG (أنبوب توضع جراحيا من خلال الجلد لتصل إلى المعدة)، فوافق على إنهاء الإضراب. في اليوم التالي فحصة طبيب، وشعر بأن أحد جانبي وجهه قد أصيب بالشلل. استؤنف الضرب بعد ثلاثة أيام واستأنف هو إضرابه عن الطعام. وطلب زيارة جراح لعلاج جرحه والشلل الذي أصيب به في وجهه، وأحضر الجراح لفحصه. وقد نفذ الموقوف ثلاثة إضرابات عن الطعام إجمال، وكانت لمدة ثلاثة أيام.
كان الموقوف يتعرض للضرب بانتظام قبل وبعد الاستجواب على يد رجال ملثمين يرتدون ملابس مدنية. وأصيب بالكدمات في جميع أنحاء جسده، وكانت الممرضات يزرنه. وجاء "طبيب شرعي" مع أحد الحراس الملثمين لفحصه بعد بقائه رهن التوقيف لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا. وفي الأيام الثلاثة السابقة لزيارة الطبيب، لم يكن يتعرض للضرب أثناء الاستجواب. وثق الطبيب إصابات قدميه ورسغه الأيمن. وفي 4 أو 5 مايو/ أيار، أجبر على الاعتذار للملك. وفي وقت ما اقتيد إلى مكان آخر، حيث وضع على السرير وهدد. ووضع أحد الرجال قضيبه في وجهه وعلى مؤخرته. وضرب رأسه على الأرض وأغشي عليه، ثم فاق في السيارة، وعاد بعد ذلك إلى زنزانته. وجاء جراح لفحصه وكان غاضبا لأن الجروح كانت قد أصبحت أكثر تقرحا.
في ثمانية مايو/ أيار ذهب للمحكمة وتعرض للسب والتحرش الجنسي في السيارة على الطريق، واقتيد إلى جانب المحكمة المخصص "للإعدام" وقال الحارس لم نعدم أحدا منذ وقت طويل، وأخبر الموقوف القاضي عما تعرض له من تحرش جنسي وضرب في السجن، فتعرض كنوع من العقاب، للكم والركل وترك في الشمس لمدة خمس وأربعين دقيقة معصوب العينين ويداه مرفوعتان. وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وعند هذه اللحظة رفع يده وقال:"سنواصل هذا النضال من أجل حقوق الإنسان". وردا على ذلك تعرض للضرب من الحراس وقيدت يداه وراء ظهره وضرب أنفه على الجدار وضرب على وجهه ومعصمه الأيسر وساقه اليمنى. وفي 22 يونيو/ حزيران اقتيد إلى غرفة الطوارئ في قوة دفاع البحرين.
فقد الموقوف اثني عشر كيلوجراما من وزنه خلا الفترة التي قضاها في الاحتجاز. ويعاني الآن من العديد من الأمراض الجسدية بما في ذلك: ألم أسفل العمود الفقري عند الجلوس وألم في الكوع الأيمن وألم رباط الكاحل الوحشي الأيمن وألم في الجانب الأيسر من وجهه وتنميل وألم في اللثة ولايستطيع فتح فمه بشكل طبيعي. ويشعر بالفزع عندما يسمع صوت الباب. ولا ينام إلا لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات فقط في الليلة الواحدة، وكانت أسوأ تجربة مر بها هي الاستماع لأشخاص آخرين يتعرضون للتعذيب في حين لم يكن في وسعه مساعدتهم، وهذا قد سبب له الشعور بالخزي.
تقرير اللجنة الملكية لتقصي الحقائق
صفحات 551 - 552