التعليق السياسي: الملك المجنون من شعبه
2018-03-12 - 7:46 ص
مرآة البحرين (خاص): مع كل ما ظهر، فإن ما خفي من أمر عقدة حمد بن عيسى من شعب البحرين أعظم، لقد تحدثت شهادات من التقوا به في الجزء الثاني من فيلم الجزيرة (ما خفي أعظم) عن شخصيته المعادية لشعبه، ونقلوا كلامه المسيء وتحريضاته التخريبية.
يتحدث علي الميع أحد قادة الانقلاب بقطر في 1996 عن مشاركته في اجتماع سري يقوده حمد بن عيسى بعد فشل الانقلاب بثلاثة أشهر تقريبا، يقول "طلب منا حمد بن عيسى أن نساهم في أي عمل تفجيري، وقال لنا لدي جماعة -يقصد إخوانا الشيعة- (مجننيني) لماذا لا تفعلون مثلهم، اعملوا شيئا يزعج السلطة".
فهد المالكي أحد الشخصيات الرئيسة في محاولة الانقلاب، تحدث عن تحريض ولي عهد البحرين له للقيام بأعمال تخريبية تمهيدا لمحاولة انقلاب ثانية، وتحدث عن مخطط سري بينه وبين حمد بن عيسى، خلال لقاء جمعهما في قصر الحكم، قال له "لماذا لا تشكلون معارضة، اعملوا معارضة صورية في الإعلام تربك حكومتكم، ولكي يظهر اسم المعارضة لا بد أن تقوموا بعمل تخريبي، يمكنكم تفجير سلندرات (اسطوانة الغاز) كما تفعل المعارضة الشيعية في البحرين" وقد حدد له سبعة أهداف للتفجيرات، منها مبنى الجوازات والمخابرات، وقد أعطاه نقداً مائة ألف دينار بحريني، ما يعادل مليون ريال قطري، وقال له انتظر إشارة التنفيذ مني عبر ضابط الاتصال محمد جابر المسلم. لم يكتف بذلك بل منح قائد خلية الانقلاب حمد بن جاسم بن حمد جوازا بحرينيا دبلوماسياً.
كان حمد بن عيسى مندفعاً لأقصى حد لإنجاح هذا الانقلاب، وكأنه ينفّذ عملية ثأر شخصية، ليست هناك أهداف سياسية تبرر هذا الاندفاع المجنون، سوى هذه الشخصية المركبة من مجموع عقد نفسية تتعلق بعقد نقص وأمراض حسد وغيرة وخيبات فشل، مركبة من الشعور بخلل تاريخي في العلاقة بين عائلته وشعبه، ودونية في العلاقة مع المشيخات الخليجية، وافتقار للمناقبية التي دفعته للتحول للملكية تعويضا لهذا النقص في الشخصية.
ولفهم سياق قيادة حمد بن عيسى لهذا الانقلاب، دعونا نذكر بما كان يجري على مستوى المعارضة في البحرين في السنة التي بدأ فيها التخطيط للانقلاب، هل كان الشارع المعارض مجرد جماعة غوغائية تفجر السلندرات؟ هل كانت المعارضة البحرينية التي كان على رأس أجندتها العودة للعمل بدستور وبرلمان 1973م مجرد شكل صوري؟
في (24 من أبريل/ نيسان 1995) أعلنت قيادة المعارضة من داخل السجن مبادرة شملت رؤية متكاملة لإنهاء الأزمة السياسية بشكل يجنّب البلاد مزيدا من الاحتقان، بعد مفاوضات مع وزير الداخلية آنذاك محمد بن خليفة آل خليفة، كان الشيخ حسن سلطان (متهم حاليا بالتخابر مع قطر) أحد أؤلئك المبادرين إلى جانب الراحل الشيخ عبدالأمير الجمري والأستاذ عبدالوهاب حسين (معتقل) والأستاذ حسن مشيمع (معتقل) والشيخ خليل سلطان.
التزم المبادرون بالعمل على تهدئة الشارع بعد الإفراج عنهم غير أن الحكومة تنصّلت من الوفاء بالتزاماتها في الإفراج عن جميع المعتقلين والعمل على تنفيذ إصلاحات سياسية. بعد 6 أشهر من المبادرة أعلن الرجال الخمسة (20 أكتوبر/ تشرين الأول 1995) فشل المبادرة قبل أن يتم اعتقالهم مجددا.
أراد ولي العهد في ذلك الوقت أن يصدّر تجربته في التخريب إلى جيرانه، ليُغرق الجميع في المستنقع الذي وضع فيه البلاد والعباد، كان السفير الأمريكي السابق في الدوحة باتريك ثيروس حاذقا وهو يقول خلاصة تجربة التحول في قطر "لو لم يحدث التغيير في قطر لبقيت حالة قطر أسوأ من البحرين".
نستطيع الآن أن نشرح للعالم الفرق في البحرين بين معارضة تجيد الالتزام بأصول العمل السياسي السلمي، وسلطة لديها خبرة في اصطناع المعارضات الصورية ورسم أجنداتها التخريبية الانقلابية، ونستطيع أن نوضح لهم لماذا يستعصي الحل في البحرين مع سلطة خبرتها في تخريب الدول أعمق من خبرتها في بناء الدول؟