الملك البحريني فاقد الصّواب وعاجز عن تصوّر مشاكل بلاده

في الوقت الذي تغرق البلاد في الديون يهنيء الملك رئيس الوزراء وولي العهد بنجاح الخطط الاقتصادية
في الوقت الذي تغرق البلاد في الديون يهنيء الملك رئيس الوزراء وولي العهد بنجاح الخطط الاقتصادية

2018-04-11 - 6:22 ص

مرآة البحرين (خاص): خلال لقائه بهما الثلثاء (10 أبريل/ نيسان 2018) هنأ ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة كلاً من رئيس وزرائه وولي عهده بأمور كثيرة بينها الاكتشاف النفطيّ الصخري ونجاح إقامة سباقات الفورمولا. إنها عائلة سعيدة حقاً، تهنيء بعضها البعض على الدّوام وتتبادل أنخاب النصْر على أنقاض بلد مُفلس يعيش على الإعانات وأجهزة الإنعاش الّتي تمدّه بها الدّول الخليجيّة.

يحتاج الاكتشاف النفطيّ الذي ما يزال "مورداً في مكانه" إلى حلّ عقد كثيرة ينطوي عليها قد تستغرق العقد من الزّمان. ويحتاج سباق الفورمولا الذي استنزف خزينة الدولة أكثر من 200 مليون دينار من أجل استضافته حتى اليوم من دون أن يسجّل ربحاً منذ تأسيسه، إلى أكثر من التّهنئات الشكليّة كي يثبت جدواه. لكن على ما يبدو فهذا بلد يعتمد على بثّ الرّسائل الإيجابيّة أكثر من الخطط الإستراتيجيّة. تهتمّ البحرين بالمظهر أكثر من الجوهر.

بعد أسبوع من الاكتشاف النفطيّ، سارعت البحرين إلى مخاطبة وكالات التصنيف الائتماني وصندوق النقد الدولي وجهات الاستثمار المهمة حول العالم طالبة تحسين تصنيف البحرين في ضوء الإعلان عن "أكبر اكتشاف نفطي في البلاد". وصرح محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج إن "المصرف خاطب جميع وكالات التصنيف الائتماني العالمية بخصوص الاكتشاف النفطي الجديد في البحرين"، آملاً "أن يعزز هذا الاكتشاف النفطي من وضع البحرين في سوق الديون الدولية ويخفض من تكاليف هذه الديون".

لكن الاكتشاف الضّخم الذي لم يحسّن أداء بورصة البحرين وسوقها الماليّة التي واصلت الانخفاض منذ بداية العام بنسبة 3.2 ٪، على الأرجح، فهو لن يحسّن موقع البحرين عند أيّ أحد. إنّ أياً من مراكز الأبحاث والصحف العالمية المرموقة لم يشترِ قصّة الاكتشاف النفطيّ الصّخري بعد. إذ يتولّى اقتصاديّوها وباحثوها المتخصّصون طرح المزيد من الأسئلة كلّ يوم والّتي هي بلا إجابة بعد.

لكنّ هذا أسلوب البحرين أو "هذه هي البحرين" كما يقول مسمّى إحدى الحملات التّرويجية للنظام. اصنع صورة. اصنع صورة فقط لتعبر بالسّفينة. هكذا راح الملك يزفّ بسعادة المخبولين التّهنئات إلى رئيس الوزراء ووليّ العهد. يقول "أصبحت البحرين وجهة عالمية رائدة تستقطب مختلف الرياضات وترحب بمحبّي سباقات الفورمولا واحد من جميع الدول". إنّها وجهة عالميّة حقّاً؛ تستقطب الرّياضيين والموسيقييّن ومحبّي المرح المؤقّت. لكنّ دينها العام بلغ 24 مليار دولار، وهو بلا أفق. على هذا فإن "المملكة مقبلة على المزيد من الخير والرخاء بعون الله". هذا ما يطمئننا به ملك البلاد. كيف؟ قل إنما العلم عند الله.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus