مذكرات 2018: علي مشيمع يضرب عن الطعام 46 يوما مفترشا الأرض أمام سفارة البحرين في لندن

2019-01-01 - 1:59 ص

مرآة البحرين (خاص): خاض علي مشيمع، نجل المعارض البارز حسن مشيمع، إضرابا عن الطعام على مدى 46 يوما، افترش خلالها الأرض، أمام سفارة البحرين في العاصمة البريطانية لندن.

وبدا مشيمع مصرّا وجادا بأنّه لن يعود إلى بيته ولن يفك إضرابه من دون أن تستجيب السلطات البحرينية لمطالبه وعلى رأسها توفير العلاج الطبي لوالده، الذي كان مصابا بالسرطان.

وقال علي، المقيم في لندن، إن والده يموت ببطء نتيجة حرمانه من الدواء والعلاج وهو في عمر السبعين، واعتبر في مقال على صحيفة الغارديان أن السلطات البحرينية تقتل والده وأنه أضرب عن الطعام لكي ينقذه، وقال إنه ليس لديه خيار آخر.

ومنذ بدء اعتصامه توالت المطالبات والاستفسارات على سفارة البحرين في لندن حول الوضع الصحي لـ"مشيمع"، وحظي الحدث بردود أفعال واسعة جدا، على الصعيدين السياسي والإعلامي، حتى استدعى تدخّلا جادّا من الحكومة البريطانية.

وتصدّت وكالات الأنباء لتغطية الحدث الذي بدأ في الأول من أغسطس/آب 2018، واضطرت السفارة البحرينية في لندن لإصدار عدة بيانات وتصريحات أقرّت فيها بأن حسن مشيمع كان قد رفض حضور مواعيده الطبية مع الاختصاصيين في مستشفيات خارج السجن، ، بسبب رفضه ارتداء زي السجن.

وفي بدايات الاعتصام أبلغ حسن مشيمع نجله في اتّصال بأن معاملة السجن له ازدادت سوءا، وذكر في اتصال آخر بأن منعه من العلاج قتل بطيء من دون بصمات للقاتل، كما بثّ علي مكالمة هاتفية مسجّلة بينه وبين والده اتّهم الأخير فيها كبار المسئولين في النظام بالوقوف خلف قرار التضييق عليه وعلى رفاقه.

وزاد غضب السفارة البحرينية في لندن من اعتصام علي مشيمع، فحاولت تحريك جمعيات الغونغو ضده، كما قامت في حادثة بسكب كميات من المياه، والقيام بأعمال طلاء على سور مبنى السفارة، لإجبار علي مشيمع على مغادرة المكان، وعرقلة احتجاجه الذي بدأ يشهد تضامنا من المارّة.

كما قامت أمانة التظلّمات بزيارة حسن مشيمع في السجن للتحقيق في مظالمه، وفي حين اعترفت بحرمانه من العلاج الكامل لكنّها قدّمت تبريرات لكل ما يتعرّض له، وختمت تقريرها بوعود مطاطة، ودفاع شديد عن صحة وسلامة إجراءات السجن.

وحظي اعتصام مشيمع الابن بدعم كبير جدا، إذا زاره ناشطون معروفون من مختلف أنحاء العالم للتضامن معه، في حين بات بعضهم ليلة معه في العراء. كما أعلن معتقلون في سجون البحرين استعدادهم تنفيذ إضراب عن الطعام تضامنا مع «حسن مشيمع»، في حين انضمّت الناشطة زينب الخواجة إلى علي مشيمع أمام السفارة في "إضراب صامت عن الطعام".

وأرسل كُتّاب عالميون رسالة مفتوحة إلى ملك البحرين طالبوه فيها بإعادة الكتب إلى حسن مشيمع، والتي صودرت منه جميعا دون تبرير.

علي مشيمع وجّه رسالة إلى الملكة البريطانية للتدخّل من أجل إنقاذ والده، لكنّه تسلّم لاحقا ردّا من قصر باكنغهام يقول إن الملكة لا تتدخل في شؤون دولة أخرى ذات سيادة.

وأبدى نواب بريطانيون مواقف قويّة من القضيّة، واعتبروا حرمان مشيمع من العلاج عملا غير إنساني، كما تم تداول الأمر في إحدى جلسات مجلس اللوردات، بحضور وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، الذي أكد أن حكومته قد وصلتها "ضمانات قاطعة أنّ في حالته [حسن مشيمع] وحالة غيره، كان وسيظل هناك تأمين للرعاية الطبيّة الملائمة في السجن".

وبعد 30 يوما من الإضراب عن الطعام، نقل علي مشيمع للمستشفى إثر تدهور صحته بشكل خطير، لكنّه عاد مجدّدا إلى جانب السفارة ليكمل اعتصامه.

وتحت الضغوط، خضعت السلطات البحرينية لمطالب مشيمع تدريجيا، وقامت بتسليمه أدويته، ثم نقله، دون أن يرتدي ملابس السجن، للمستشفى لإجراء فحوصاته المتعلّقة بمرض السرطان، ولاحقا أصدرت سفارة البحرين في لندن بيانا أكّدت فيه وعود الحكومة بالاستمرار في تأمين الرعاية الطبية لمشيمع.

وفي حين تمكّنت عائلة حسن مشيمع  في 11 أكتوبر/تشرين الأول من زيارته لأول مرة منذ 20 شهرا،  بمن فيهم زوجة ابنته (علي) وحفيدته، قال نجله في تصريح خلال ديسمبر/كانون الأول إنه لا يزال ينتظر نتائج فحص السرطان الذي أجري له في أغسطس/آب.

وفي 15 سبتمبر/أيلول أعلن علي مشيمع إنهاء إضرابه عن الطعام بعد نصيحة طبية ووعود بحصول والده على حق العلاج.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus