#خفافيش_الظلام: ردّ الحجر من حيث أتى!

2012-07-29 - 12:05 م


فاطمة الإبراهيم*

قرابة العام والنصف على قيام الثورة البحرينية، تخللها الكثير من وعود الإصلاح. لكن مانراه من استمرار للقبضة الأمنية يعبر عن استمرار النظام في التخبط السياسي والأمني نحو شعبه.

لن يصدق الشعب وعود الإصلاح والحوار بلا وجود أرضية مناسبة لذلك تبعث على الثقة والاطمئنان. أعتقد أن الثقة انتهت منذ خطاب ولي العهد واعترافه بأحقية المواطنين في الاعتصام في دوار اللؤلؤة، وما قابله الشعب من الغدر ليلاً والقتل بشتى الأسلحة.  ومع إعلان حالة السلامة الوطنية للتشفي فإن جميع وعود الإصلاح تلاشت.

منذ مارس/ آذار 2011 وحتى الآن، لم يكف مرتزقة النظام من الهجوم على المنازل واقتحامها. أشار بسيوني في تقريره إلى الهجوم على ما يقارب 270 منزلاً، ضمن العينة التي شملها التقرير.

فإن كان الملك وولي العهد يعلمان بهذا فهي نقطة فاصلة أخرى تُباعد المسافة بين نظام الحكم والشعب. و إن كانا لا يعلمان فهي نقطة سوداء تُضاف إلى تاريخ النظام الذي فلت من بين يديه الأمر حتى بات الوطن غابة.

توصيات بسيوني و التضامن الدولي لم يجد نفعاً مع القبضة الأمنية المستمرة. الشعب البحريني داعية سلم وتحضر، والعنف مرفوض، لكن مجاراة الواقع هي الأصح في هذه المرحلة.

السلمية بحر متلاطم الأمواج لايُستثنى منه الدفاع عن النفس والعرض الذي حثنا عليه ديننا الحنيف: "وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [قرآن كريم: البقرة: 194]".

يرفض النظام كل الحلول لكف الأذى عن الشعب وترك ثقافة الانتقام والتشفي. لذا فالدفاع عن العرض كافٍ لبث الرعب في قلوب المرتزقة. إن التساهل في رد الحجر من حيث أتى، أعطى هؤلاء الاطمئنان إلى اقتحام المنازل وهتك الأعراض وممارسة أساليب عصابات الشوارع. فمن أمن العقوبة أساء الأدب. إن مسألة إيقاف هذه المهزلة هي بيد الشعب أولاً وأخيراً والدفاع عن الأنفس لايتنافى مع مبدأ السلمية العظيم!

* كاتبة من البحرين
Fa6imaAlibrahim@

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليقات والردود التي تنشر تعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبر عن رأي "مرآة البحرين" بالضرورة. نستقبلها على البريد التالي: editor@bahrainmirror.com

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus