حرب التجسس الإلكترونية: حكومة البحرين تسرق برنامجا بريطانيا ضخما لاختراق معارضين
2012-07-30 - 10:10 ص
مرآة البحرين: كشفت وكالة "بلومبرج" الدولية للأنباء في تقرير شامل تفاصيل عملية التجسس الإلكترونية التي تقوم بها حكومة البحرين لاختراق ناشطين معارضين يقيمون في دول مختلفة.
وقالت "بلومبرج" إن الحكومة استخدمت أحد أفضل الأسلحة الضخمة في هذه الحرب الإلكترونية، وهو برنامج التجسس البريطاني FinFisher الذي يستطيع بشكل سري أن يتحكم بجهاز الكمبيوتر عن بعد، وينسخ ملفاته ويعترض الاتصالات التي تجرى منه على برنامج سكايب كما يقوم بتسجيل كل ضربة زر على الجهاز!
وأكدت الوكالة أن مجموعة من الباحثين في جامعة "تورنتو" الأمريكية أكدوا من خلال دراسة وتتبع 5 رسائل إلكترونية بعثت إلى ناشطين بحرينيين أن "البرامج الخبيثة/الضارة" التي جاءت كمرفقات في هذه الرسائل، هي نسخ من هذا البرنامج البريطاني. وبحسب الوكالة فإن ناشطين في واشنطن، ولندن، والمنامة، تلقوا هذا البرنامج الضار.
وقال كل من المستقبلين لهذه الرسائل البريدية المتعلقة بالبحرين، أنهم لم يصل إلى علمهم أنهم معرضون لأي تحقيق أو أن هناك تهم موجهة ضدهم.
وقال اثنان منهم إنهما شكا في الرسائل البريدية ولم يحاولا فتح الملفات المرفقة، فيما قال الثالث إنه حاول وفشل في تحميل الملف المرفق لهاتف البلاك بيري الخاص به.
وقد أظهر تحليل الرسائل البريدية المرسلة إليهم أن البرنامج الضار الذي تلقوه يعمل كـ "تروجان"- حصان طروادة، حيث يأخذ لقطات للشاشة، ويتنصت على المكالمات الصوتية التي تجرى عبر الإنترنت، ويسجل كل ضربة زر على لوحة المفاتيح وينقل كل المعلومات إلى جهاز كمبيوتر في المنامة.
وظهر أيضًا أن البرنامج سرق كلمة السر لحساب بريد إلكتروني، والذي تم اختراقه والدخول عليه لاحقا. وأظهرت الاختبارات أن الصور المرفقة والمستندات تثبت بشكل سري برنامجًا يسيطر على أجهزة الكمبيوتر في حال تم النقر عليها أو فتحها.
وكانت الرسائل البريدية الإلكترونية التي تلقاها الناشطون مثيرة للشك، حيث زعمت أنها تحمل أخبارا عن موضوعات تتضمن تعذيب السجناء.
وكانت أول مجموعة من تلك الرسائل، وجهت في أبريل/نيسان الماضي، معنونة بـ "حوار جديد بين الوفاق والحكومة". رسالة أخرى جاءت باللغة العربية معنونة بـ "أحداث هذا الأسبوع".
وفي مايو/أيار كانت عناوين رسائل البريد الإلكتروني المرسلة هي "تقارير عن تعذيب نبيل رجب"، "تخطيطات الملك حمد" في إشارة الى رحلة الملك البحريني إلى لندن لحضور اليوبيل الماسي للملكة اليزابيث، و "خبر عاجل من البحرين – اعتقال الخمسة المشتبه بهم".
أحد المعارضين الذين حاولت الحكومة اختراقهم، هو حسين عبد الله (34 عاما)، وهو مواطن أميركي من أصل بحريني ويشغل منصب مدير منظمة "أميركيين من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين"، وقال عبد الله لوكالة "بلومبرج" إنه حاول تحميل المرفق في رسالة "حوار جديد" على هاتفه "البلاك بيري" بينما كان متوجها لحضور اجتماعات في مبنى الكونغرس.
الناشط البحريني المقيم في لندن شهاب هاشم، 29 عاما، تلقى هو الآخر ثلاثة من رسائل البريد الإلكتروني هذه بعد أن سافر إلى السويد وسويسرا للفت الانتباه إلى انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.
اثنتان من هذه الرسائل كانتا مماثلتين لرسائل البريد الإلكتروني الواردة إلى الناشطة آلاء الشهابي، التي كانت أول من التفت إلى الأمر وتابعه، وقد كانت رسائلها أول الرسائل التي حللها مجموعة من الباحثين، بعد أن قدمتها إلى وكالة أنباء بلومبرج.
وأكدت الشهابي إن تلك كانت محاول لانتهاك خصوصيتها من دولة لا تؤمن بحقوق الخصوصية، واستلمت الشهابي هذه الرسائل بينما كانت في البحرين.
من جانبه قال "شهاب هاشم" إنه كان يعتقد بأن تلك الرسائل لا تعدو أن تكون رسائل غير مرغوب بها Spam مضيفا "لم أفكر أبدا أن أحدا سيكون مهتما في اختراق جهاز الكمبيوتر الخاص بي".
- 2024-12-23علي حاجي: انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في سجن جو المركزي بعد فض الاحتجاجات
- 2024-12-21“سلام” تطالب بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات المتفاقمة في سجن جو المركزي بعد الأحداث الأخيرة
- 2024-12-18ندوة "حقوق الإنسان تحت التهديد": البحرين لم تغيّر منهجها في القمع بل ابتكرت أساليب جديدة للتحايل على المنظمات الدولية والإعلام العالمي
- 2024-12-14السيد عبدالله الغريفي: ما حدث في سوريا فتح شهية الكيان الصهيوني للتوسع والتمدد
- 2024-12-13المرشد يوقع "صعصعة محارب عابر للزمن" في لندن: نحن في حرب هويات