التعليق السياسي: لماذا لا ينتهي 14 فبراير؟
2019-02-14 - 1:39 م
مرآة البحرين (خاص): صباح 14 فبراير، الحدث الذي لا ينتهي. لماذا لاينتهي؟
لأن حركة الشعوب لا تنتهي، قد تخبو فترة، لكنها تعود وتنبعث مستأنفة روحا جديدة، توارب حركة الشعوب السلطات التي تريد أن تخنقها، فتراوغها ولا تلبث حتى تعيد الحياة لحراكها في صورٍلا تنتهي، الشعوب لا تنتهي أيها الطغاة أنتم الذين تنتهون.
حراك 14فبراير لا ينتهي، لقد خرجنا لنوقف انهيار الدولة، خرجنا لنقول إن النظام يأخذنا إلى الجحيم، ما كنا نقوله في حراكنا ولا ترونه، صار اليوم واضحاً كالشمس، دولة مهترئة فقدت سيادتها، وفقدت حيادها حيال مواطنيها الأصليين، بل صارت عدوة لهم، وفقدت حياتها لأنها غير قادرة أن تجدد روحها فضلاً عن أنها غير قادرة أن تجدد الأشخاص الذين يعيثون فساداً وتحكماً وظلماً في مفاصلها.
حراك 14 فبراير لا ينتهي؛ لأن غالبية المواطنين الذين خرجوا لدوار اللؤلؤة مازالوا يحلمون بالعودة إليه، العودة للمنصة التي قالوا فيها نريد مملكة دستورية تحفظ حقوقنا، أنهم يرون اليوم أن حقوقهم تؤخذ نهباً، يرون البرلمان الذي سالت دماؤهم من أجله يدافع عن حق الملك في تخريب التركيبة السكانية والنسيج الاجتماعي من أجل استبداله وإهانته وسحق كرامته، يرون هذا المجلس يهين كرامتهم التي من أجلها خرجوا، سيضلون يتحركون ويتحرك (14 فبراير) فيهم، ويتحينون الفرصة لتكون كرامتهم أولاً، لا عائلة الملك أولاً.
حراك 14 فبراير لا ينتهي، لأن المطالب الاقتصادية التي ظن الملك أنه يمكن أن يشتريها بألف دينار، ما عاد يستطيع أن يدفع فاتورتها. صارت ديونه تُغرق هذه الجزيرة الصغيرة، وصار خبز الاقتصاد الذي يجمع الناس بمختلف تكويناتها، ناضجاً بما يكفي لأن يُحرق أيادي الذين يتلاعبون به.
حراك 14 فبراير لا ينتهي، لأنه تاريخ الشعوب الطويل، وليس تاريخ الملوك والمستبدين القصير، الشعوب أطول عمراً من ملوكها، والشعوب أكثر أرواحاً من مستبديها، والشعوب تأكل ملوكها إذا لم تجد ما تأكله.