رجل أعمال مجنّس للبحرينيين: ليس على رأسكم ريشة والحكومة غير ملزمة بكم!

الفلسطيني يوسف مشعل (يسار) وابنه حامد (وسط) يقدم كتابا لولي العهد
الفلسطيني يوسف مشعل (يسار) وابنه حامد (وسط) يقدم كتابا لولي العهد

2019-02-24 - 12:54 م

مرآة البحرين (خاص): في قبالة الإجماع الوطني الكبير على ملف بحرنة الوظائف ووقف تفضيل الأجنبي على البحريني في التوظيف في القطاعين العام والخاص يظهر صوتا نشازا، لكنه لم يكن مستغربا.

لقد وجد كثير من المجنسين والوافدين في الهجوم على البحرينيين وضرب مشروعاتهم الوطنية طريقا للوصول لقلب السلطة والاستفادة من امتيازاتها، فمثل هذه الشخصيات تظهر لتعظّم مكاسبها كلما ارتفع صوت البحرينيين للمطالبة بأبسط حقوقهم.

كان آخر الأصوات للفلسطيني المجنّس يوسف مشعل. رجل يُعرّف نفسه على منصات التواصل الاجتماعي بأنه محلل سياسي واقتصادي معتمد. هذا «المحلل» رد بكل وقاحة وجرأة على المطالبين بالبحرنة بأن «الحكومة ليست مجبرة على توظيفكم» وبأوصاف أخرى يعرف أنها تأخذ طريقها لقلوب المؤزّمين.

كان يمكن لهذا الرأي أن يكون اقتصاديا قابلا للنقاش لو تم طرحه في سياق النظريات الاقتصادية وتجارب الاقتصادات الحرة، أو على أقل تقدير تم طرحه بأسلوب أكثر تهذيبا، لكن الغريب يرفض أن يكون أديبا.

المغرد البحريني عادل الغرير كتب يقول، ردا على تغريدات انتقد فيها مشعل حملة البحرنة «الحقيقة أن الأخ الدكتور يوسف مشعل لم يوفّق في كل ما طرحه من نقاش بخصوص التعطل والرواتب، ومقارنة عمل الأجنبي بالبحريني وكل ما ذكره بعيد عن الحقيقة... تحياتي».

لكن مشعل اختار أن يرد تحيات البحرينيين المهذبة بالقول «هل الحقيقة أن تكون الحكومة مجبرة في توظيف كل عاطل يسوى أو ما يسوى (له قيمة أو لا) أو الحقيقه أن القطاع الخاص مجبر أن يوظف كل شخص لأنه على رأسه ريشه تقول بحريني بدون أي إنتاج او التزام» وأضاف «هذا ما تريدون سماعه من الجميع حكومة وقطاع خاص ومثقفين، للأسف هذا لن يحصل الآن فالبلد لا تستطيع».

هكذا بكل سفالة أصبح البحرينيون في وطنهم ليسوا (ذوي قيمة) وليس من حقهم أن ينعموا بخيرات أرضهم أو يتقدموا على الأجنبي في وطنهم. لقد قرر المجنّس مشعل أن ذلك «لن يحصل». إنه يضع نفسه في قبالة إرادة البحرينيين بكل خسّة.

فليس من حق البحرينيين مصدر القرار أن يقرروا أن الوظائف في التعليم والطبابة والهندسة والتصنيع يجب أن تكون لهم، بل من حقه كوافد أن يقرر ما هو ممكنا وما ليس ممكنا، وأن طوابير العاطلين (ما تسوى) ولا تعطيهم هويتهم أي امتياز.

لم يكن مبعث هذا الكلام اقتصاديا وإنما سياسيٌ ظهر على فلتات لسان الرجل عندما تم تذكيره بأنه مجنّس وأن عليه أن يظهر احتراما أكثر للبحرينيين ولإرادتهم ولمطالبهم في العيش الكريم، وعندما تذكّر أن البحرينيين لفظوه في انتخابات غرفة التجّار. لقد عاد إلى الخطاب الذي يُطرب به مسامع المؤزمّين.

ولأنه يعرف من أين يرتزق، ويعرف البلد بأي عقلية تدار، راح يصف البحرينيين بـ «الإرهاب والولاء للخارج». ويقول مشعل «مرتزق وطنيته بحرينية وولاؤه لجلالة الملك أفضل مليون مرة من خائن مرتزق لدولة أخرى إرهابيه معادية وعلى استعداد أن يبيع وطنه بأبخس الأسعار».

إنه أمر في غاية النذالة، بالنسبة للبحرينيين، أن الخائف الذي آمنوه، يعيش اليوم على التحريض على أمن واستقرار ومعيشة البحرينيين. وأمر في غاية الأسف أن الدولة أطلقت العنان لهذا المشرّد للمزايدة على ولاء البحرينيين لترابهم.

بهكذا خطاب دخل المجنّسون والمرتزقة بعون من السلطة بين البحرينيين وفرّقوهم، وأحدثوا شرخاً اجتماعياً، لذلك ساء مشعل بالدرجة الأولى أن يسمع صوتا موحدا للبحرينيين يطالب بحصر خيرات الأرض عليهم لا على غيرهم.