التعليق السياسي: يوسف مشعل أعلى مراحل التجنيس "التنمّر على البحريني"

يوسف حامد مشعل: التنمّر على البحرينيين مرحلة أخرى بعد حمل الجنسية
يوسف حامد مشعل: التنمّر على البحرينيين مرحلة أخرى بعد حمل الجنسية

2019-02-28 - 1:25 ص

مرآة البحرين (خاص): إذا كانت الإمبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية فإن الفلسطيني يوسف حامد مشعل هو أعلى مراحل التجنيس: التنمّر على البحريني! ليس هذا نفَسَاً جديداً يُسمع من أناس آتين من الشطر الجغرافي الآتي منه، ولا الثقافة. لقد ظلّ هذا الشطر، وهذه الثقافة، ينظران باستمرار إلى عرب الخليج على أنهم أناسٌ غُفْلٌ، كسالى خاملون ينقصهم التحضّر. وليس هناك إلا أن يأتي متملّق مثل يوسف مشعل، أو شبهه، لكي يرفعوا عنهم أغطية النوم والكسل.

صورة من الصور العنصريّة القديمة لدى "بعض" عرب المركز إزاء هذه المنطقة والّتي ظلّت تتكرّر باستمرار بألوان وأشكال مختلفة. لا يعبّر "مشعل" عن حالة فرديّة؛ ولا عن أيّ مستوى من مستويات الارتجال، إنما عن نَفَس قديم ضارب متجذّر.

على أنّ النقلة الّتي يُحدثها "مشعل"، بنهفاته وعربدته اللسانيّة المتكرّرة، هو أنّه ينقل الموقف العنصريّ إلى مستوىً أبعد يقوم على التنمّر. نعم، التنمّر المتطاول على البحرينيين، كافّة. ليست إساءاته المتمادية، المُعادة بتكرار كلثوميّ كلّ يوم وعشيّة غير أحد أمثلة هذا التنمّر. إذا كان التجنيس في البحرين مشكلة فإنّ يوسف مشعل هو أعلى مراحلها. التجنيس حين يتكتّل ويعيد تقديم نفسه كقوّة شرسة إلغائيّة.  

لا يستطيع مجنّس جشع من على شاكلة "مشعل" أن يكتفي بالتعبير عن اكتمال تشكّل هويّته وجماعته مستنداً إلى اختلال ميزان القوّة بين السلطة والناس. بل لابدّ من تقديم هذه الهويّة كقوّة كاسحة تلتهم كل ما أمامها. من هم البحرينيون؟ لاشيء؛ هم الكُسالى في الأعمال، من يسوون ولا يسوون والذين ليست على رأسهم ريشة. هذا هو باختصار ملخّص الصورة التبخيسية التي يحملها "مشعل" في مخّه عن البحريني "الذي لا يملك سلطة وليس في موقع السلطة".

إنها النظرة المترفّعه إيّاها إلى عرب الخليج؛ لكن بعد أن أصبحت تنمّراً. إنه التنمّر إيّاه؛ لكن بعد أن أصبح وقاحة.

لقد أحسنت البحرين وفادته وعائلته؛ منذ أتوها نازحين، كما منحتهم جميعاً الجنسية وحرية التجارة. لكن كلّ سنين العيش الطويلة لم تعلّمه أدب مخاطبة البحرينيين، واحترامهم. يقيم "الإنكار" في قارّة عميقة في المخ يعجز أمّي متذاكي مثل "مشعل" أن يكتشف فعله فيه ولا كم من العادات الرّثّة ورّثه. أيّاً ما تقدّمه البحرين له لن يسدّ جوعه ونهمه. سيبقى هذا المكان وناسه هامشيّاً أبداً في مخيّلته. مجرّد واحة استثمار ينافق فيها أهل السلطة ويحصل على مزايا. ولا بأس لو مُلئت بالمجنّسين، وتغرغرت أحشاؤها حتّى لم تعد قادرة على الهضم.

يوسف مشعل ليس سوى فكرة قديمة عن عرب الخليج يحملها عرب المركز. على أنه فقط أوقح شيء في الفكرة!