التعليق السياسي: المستشار الوقح.. على سلك البلد
2019-04-26 - 6:29 ص
مرآة البحرين (خاص): لم يفضح المستشار القانوني الوافد في غرفة الصناعة والتجارة اليوم أصله أو تربيته وثقافته وبيئته وتعليمه، ولا سلك البلد التي قدم منها، بل فضح سلك البلد الذي جاء إليها مسترزقاً مستنفعاً. هذا الوافد لم يسئ إلى السلك الدارج في هذا البلد، كل ما فعله أنه فضحه، لقد قال ما لا تقوله الدولة في العلن، مما يعلم الجميع أنها تسير وفقه: "اشتم الشيعي تصل"، "أن تكون شيعياً فأنت متهم"، "أن تكون شيعياً فأنت وراك إيران"، "أن تكون شيعياً فأنت مهدد بالسجن".
لم يخرج هذا الوافد الوقح عن سلك البلد الرسمي المعروف، وهو من النوع غير المكتوب في قوانين الدولة ودساتيرها، لكنه أول ما يتعلمه الوافد حين يحط بقدمه في البحرين، وقبل أن يُمنح جنسيتها، فإذا أراد أن يصل سريعاً، عليه أن يفهم هذا السلك ويندمج فيه ويسير وفقه. وموجة الغضب العارمة التي اجتاحت البحرينيين اليوم، سببها أنهم يعرفون أن ما صدر عن هذا الشخص، ليس فعل شخص يمثل نفسه، بل سياسة عامة في البلاد، لكن الفرق أن السلطة تديرها دون التصريح بها، في حين أنه صرخ بها بكل ذلك الصوت الجهوري الفاضح والمجلجل في المكان بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء.
هذا ما عاشه البحرينيون منذ العام 2011، منح الجنسية والتدرج نحو المناصب والهبات والعطايا والقرب من أصحاب القرار بقدر ما تكون معادياً للشيعة شاتماً مخوناً مؤلباً محشّداً ضدّهم، وهو ما غثت به الصحف ووسائل التواصل المجتمعي والتلفزيون الرسمي منذ ذلك الحين وحتى وقت قريب، وإن استُخدمت تسميات أخرى بدلاً من الشيعة، فقالوا الروافض، وقالو الخونة، وقالو العملاء، وقالوا ولاية الفقيه، وقالو أتباع إيران، وقالو أولاد المتعة، وقالوا وقالوا، وما زال بعض الكتبة يقولون.. وجاء هذا اليوم ليفضح الاسم فقط: قال الشيعة.
ربما يُتّخد إجراء ضد هذا الوافد الوقح والغريب غير الأديب، ربما يتم التخلص منه بترحيله إلى بلاده، لكن هذا الترحيل ليس لأنه أساء إلى الشيعة في هذا البلد، بل لأنه فضح سلك الحكم في هذا البلد.