لتحميل الأجندة PDF

مرآة البحرين (خاص): أُسدل الستار في فبراير/شباط 2019 على آخر فصول قضيّة اللاعب البحريني اللاجئ إلى أستراليا حكيم العريبي، بإسقاط تايلند دعوى تسليمه للبحرين، وذلك بعد ضغط دولي كبير مارسه العالم على بانكوك، خصوصا إثر ظهور حكيم مقيّد الرجلين عند دخوله المحكمة.

حملة الدفاع عن العريبي امتدّت بشكل صاخب لتشمل النجم العالمي ديديه دروغبا، ورياضيين آخرين كبار، وجلسة النظر في ترحيله حضرها تحالف من 14 دولة ومندوب عن الفيفا ومنظمات أخرى. كما تدخّلت الأمم المتحّدة، وزاد الضغط الأسترالي الرسمي، وسط مطالبات لرئيس الوزراء التايلندي بالتدخّل وحسم القضية، التي انتهت بعد يوم من إيفاده وزير خارجيته إلى المنامة، وهو ما اعتبره حقوقيون ورياضيون ونشطاء في المعارضة نصرا تاريخيا على الاستبداد والتسلّط.

في الداخل أُيّدت العديد من أحكام الإعدام ضد متّهمين في قضايا سياسية، كما صدر خلال هذا الشهر عدد كبير جدا من أحكام إسقاط الجنسية وأحكام السجن المؤبّد. وقضت المحاكم بإدانة مواطنتين، الأولى زكية البربوري التي حكمت بالسجن 5 سنوات مع إسقاط جنسيتها، والثانية زينب مكي مرهون.

ورغم انتقادات دولية واسعة أيّدت محكمة التمييز حكما بسجن 3 من أقارب الناشط سيد أحمد الوداعي الوداعي، كما أيّدت حكما بسجن النائب السابق الشيخ حسن عيسى 10 سنوات.

وفي قضية معتصمي الدراز، قضت محكمة بإدانة أكثر من 160 محتجا وحكمت عليهم بالسجن لمدد تراوحت بين 6 أشهر و10 سنوات.

في السجن، وردت أنباء عن تردي صحة المعتقل مرتضى المقداد واحتمال فقدانه البصر، في حين نظم إضراب في سجن الحوض بسبب خلع الحجاب عن نساء أثناء تفتيشهن، وقالت منظمة العفو الدولية في بيان إن الإهمال الصحي للقيادي المعتقل حسن مشيمع لا يزال مستمرًا.

وتوفي سجين مغربي في سجن جوّ ثم انتشر تسجيل مصور لوالدته وهي تتهم السلطات بتعذيبه حتى الموت.

وخلال هذا الشهر تم اعتقال والد الشهيد سيد هاشم وآخرين لتنفيذ حكم بالحبس لمدة عام، كما اعتقلت السلطات 3 أطفال على خلفية اتهامات سياسية ومدّدت حبسهم.

وإثر إعادة اعتقاله نهاية شهر يناير/كانون الثاني، أوقفت النيابة العامة رجل الدين الشيعي السيد مجيد المشعل 15 يوما بتهمة التحريض على كراهية النظام، ثم مدّدت حبسه 15 يوم أخرى، قبل أن تفرج عنه نهاية فبراير/شباط.

كما أفرجت السلطات عن صادق الشعباني بعد 5 سنوات من السجن على ذمة قضيّة تمرّد البحرين.

على الصعيد الاقتصادي، انكشفت خلال هذا الشهر الكثير من المعلومات عن تردّي ميزانيات الوزارات وتخلّفها عن تسديد التزاماتها المالية، فضلا عن خطط خصخصة غير معلنة لتخفيض النفقات، وإلغاء الإجازات السنوية بسبب التقاعد الاختياري.

وانخفضت الأرباح السنوية لشركة ألمنيوم البحرين، في حين أعلن أحد كبار التجار تدهور السوق العقاري في البلاد.

وتسلّمت الحكومة أولى دفعات حزمة المساعدات المالية الخليجية الجديدة خلال هذا الشهر، وبعد سيل من الانتقادات لسياسة فتح السوق أمام الأجانب، واجهت الحكومة غضب البطالة والتهميش بسلسلة من القرارات المهدّئة، كما قرّرت اعتماد ميزانية الدولة بعجز يزيد عن 700 مليون دينار.

البحرين كسرت خلال هذا الشهر أيضا تابو التطبيع مع إسرائيل علنا، بمشاركتها في مؤتمر وارسوا جنبا إلى جنب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأطلق وزير الخارجية البحريني خلال ذلك عدة تصريحات أكّد فيها اتّجاه الحكومة لبناء علاقات دبلوماسية مع إسرائيلية في نهاية المطاف، ولمّح فيها كذلك إلى إمكانية دعوة نتنياهو لزيارة البحرين.

وشهد هذا الشهر ذكرى مرور 8 سنوات على انطلاق انتفاضة 14 فبراير/شباط 2011، وكعادتها السنوية استبقت السلطات الذكرى بحملة اعتقالات واسعة، في حين أقامت جمعية الوفاق لقاءً خطابيا في بيروت، وشارك القيادي الوفاق علي الأسود في جلسة استماع عن البحرين والخليج بالبرلمان الأوروبي.

آية الله الشيخ عيسى قاسم كان قد أصدر في فبراير/شباط 2019 أول بيان له منذ إسقاط جنسيته، بعد حوالي 8 أشهر من مغادرته البحرين، وقال في البيان إن الحرية مطلب دائم للشعب البحريني، لا ينساه ولا يتراخى فيه، كما أصدر بيانا ثانيا في ذكرى ثورة 14 فبراير قال فيه إن المشكلة الأساس في البحرين هي افتقاد العدالة.