التعليق السياسي: إلى رئيسيّ الشورى والنواب: إحترموا فقراء البحرين
2019-05-13 - 1:21 م
مرآة البحرين (خاص): قد تمرّ عقود ولا يسمع البحرينيون خصوصاً الفقراء منهم ضحكة حقيرة ساخرة من فقرهم وحاجتهم، مثل ضحكة رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح.
ضحكة ساخرة من كونهم بشراً يحتاجون للتنقل بسيارة في بلاد حارّة، بلاد لم توفّر حكومتها مواصلات عامة ذات جودة تغنيهم عن دفع كلفة شراء سيارة وتحمل مصاريفها الشهرية، وتأمينها السنوي.
كان تعليق رئيس الشورى على مداخلة الشوريّة منى المؤيد بأن إيرادات الضريبة (150 مليون دينار) سيجنى أغلبها من جيوب الفقراء، قوله الفقير يشتري سيارة.. خوش فقير!. ليتبعها بضحكة ساخرة وموجعة لقلوب الفقراء. وقد نقلت صحيفة البلاد ذلك بالصوت والصورة.
ضحكة ممّن يصنّف دستورياً بأنه رئيس غرفة تشريعية تمثّل الشعب، لكن الحقيقة هي أنّ الصالح ليس بحاجة للشعب بل بحاجة لشخص واحد فقط هو الملك، هو الذي يعيّنه عضواً في برلمان نصفه معيّن ونصفه منتخب، وهنا بالضبط عند هذه النقطة أساس اعتراض البحرينيين على دستور 2002 الذي أصدره الملك بإرادة منفردة. وأساس أغلب البلاء الذي تعيشه البلاد: لا شراكة شعبية في القرار السياسي، أو الاقتصادي.
الحكام والمترفون في البحرين لا يحبون الفقراء إلا مُصفقين وراقصين في الأعراس الانتخابية، بعد الانتخابات و«بصوتك تقدر»، و«نلبّي الواجب»، يأتي أمثال علي الصالح ليقذف من فمه العبارات التي تعبّر عن النظرة الحقيقية لعلية القوم لعموم أهل البحرين خصوصاً الفقراء منهم.
عبارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، من احتقار سوسن الشاعر للبحرينيين، وبعدها الوزير زايد الزياني أكثر من مرّة، والآن علي صالح الصالح.
فوزية زينل التي تدير مجلساً كارتونيًا هي الأخرى، أقسمت أنه لا يوجد فقير ينام جائعاً في البحرين، وذلك قبل أسبوع من الضحكة الحقيرة للصالح، لتتوالى عليها الردود خصوصاً من مسؤولي الجمعيات الخيرية.
قد لا يصدّق رئيسا الشورى والنواب ما نذكره هنا. لكن نحيلهما لمقال كتبته الصحافية فوزية أحمد في صحيفة الوطن ذاتها بتاريخ 9 أغسطس 2018، لكي يقرآ مقال صحفيّة موالية وتكتب في صحيفة تعتبر أحد منشورات الديوان الملكي، عن حال الناس الذين لا تعترفون بفقرهم وعوزهم.
النظرة الشائعة عند أمثال الصالح وفوزية زينل، أن الفقير هو سبب فقره، وأنه بسبب بلاهته وكسله بات فقيراً، هذه النظرة التي تتغافل عن حقيقة أن فقر أي بلاد يجب أن يتحمله في المقام الأول أغنياؤها، الذين كان يجب عليهم بدلاً من لوم فقراء بلادهم، أن يدركوا أن إنتاجية الأفراد في البلدان الغنية تكون أكثر بسبب طبيعة النظام المطبق فيها، وليس بسبب طبيعة الأفراد ووجود قدرات خارقة لديهم، حيث لا يتفوق الأشخاص في البلدان الغنية مئات المرات إنتاجياً على نظرائهم في البلدان الفقيرة لأنهم أشطر وأفضل تعليماً، بل لأنهم يعيشون في اقتصادات بها تقنيات أفضل، ومؤسسات أفضل وأكثر تنظيماً وبنية تحتية مادية أفضل، وكلها عوامل أنتجتها الأفعال الجماعية عبر الأجيال.
زد على ذلك أنه حين يدعم الأغنياء في البلدان الفقيرة بقاء أنظمة فاسدة في مواقع الحكم وأوضاعًا سياسية واقتصادية خاطئة، يستفيدون منها وحدهم، فهم الذين يتحملون في الحقيقة استمرار تخلف بلادهم بنسبة أكبر بكثير من غيرهم.
احترموا فقراء البحرين.