عشرات المتاجر توصد أبوابها في «سيتي سنتر»... وعارف الملا: منشار يعمل على التجار

عارف الملا
عارف الملا

2019-09-07 - 12:00 ص

مرآة البحرين (خاص): فيديو نشره أحد المواطنين البحرينيين في وسائل التواصل المجتمعي يوم الأربعاء 4 سبتمبر 2019، يظهر إغلاق عشرات المحلات التجارية في مجمع «سيتي سنتر»، أحد أكبر وأشهر المجمعات التجارية في البحرين، واصفاً إياه بأنه "مشهد لا يسر ولا ينبئ بوضع اقتصادي سليم"، ثم قال متسائلاً: "هل هو تخبط ناتج عن سياسات الدولة في سوق العمل والقرارات الجافة التي يتفاجأ فيها الناس والتجار؟ أم هي ظاهرة طبيعية كساد في السوق"، وعقّب: "لا تخلو الدولة من مسؤولية هذا الكساد"، وأضاف: "هذه محلات توظّف بحرينيين ويستفيد منها بيوت من البحرينيين الذين سيُحرمون من هذه الوظائف".

وتعقيباً على الفيديو الذي نشره نبيل المحمود الرئيس التنتفيذي السابق لغرفة تجارة وصناعة البحرين في حسابه في تويتر، نشر عارف الملا الرئيس السابق لجمعية أصحاب الأعمال مقالاً في وسائل التواصل اليوم الجمعة 6 سبتمبر قال فيه  "ما ينشر من فيديوهات لإغلاق محلات تجارية في المجمعات التجارية والأسواق ما هو إلا نزر قليل من الواقع، وإلا فإن هناك كارثة بالشارع التجاري يغمض عنها المسؤولون ويهربون من ذكرها، الآلاف من المحلات التجارية أفرغت والآلاف من الشقق تركت والآلاف الحسابات قطعت والآلاف من أصحاب الأعمال ضيعت، والآلاف من القضايا عليهم شكلت، والآلاف من الأحكام عليهم نفذت، والآلاف من الأسر والأبناء يتمت ورملت والآلاف من المشاكل في البلد ظهرت".  

الملا الذي سبق أن تم التضييق عليه واحتجازه في العام 2014 بسبب نشاطه العمالي ومحاربته للفساد في سوق العمل، قال منتقداً التضييق على أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مقابل إطلاق يد تمكين في أموالهم: " ما كنا نتوقعه حصل، وما كنت أقوله منذ 2007 وعلى مدى مئات من البيانات حذرت فيه من سقوط التجار الكبار اليوم نراه رأي العين، والكبار الذين كانوا يتفرجون على  ذبح الصغار جاء الدور عليهم ولسان حالهم يقول قتلت يوم قتل الثور الأبيض"، وأضاف: "مع إشهار رسوم هيئة سوق العمل بدأ المذبح للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومع سن قوانين الغرامات والمخالفات على أدنى خطأ بلا رحمة بدأت السكين تنحر الرقاب بأسم القانون، ثم أفرغت ملايين الملايين التى أخذت من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جعبة تمكين التى راحت تلعب بالملايين مثلما يلعب الطفل بالتراب، ولذر الرماد في العيون وامتصاص غضب الشارع التجاري ابتكرت بعض البرامج والدورات التدريبية ودفعت الفتات من كد غيرها، في الوقت الذي المذبح يعمل على مدى الساعة لذبح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة". 

وواصل الملا عرض تسلسل الإجراءات والقوانين التي قتلت السوق البحريني "ثم فتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب ليستخرج سجلا تجاريا بخمسين دينارا بدون أي شروط وفتح الباب للأجانب فدخلوا الحضرة أفواجا ثم جاءت زيادة رسوم الأنشطة التجارية وبدأت فئة أخرى من التجار تدخل المذبح  فسقط الكثير وتفاقمت المشاكل القانونية والقضائية ضد هؤلاء". 

وأكمل "ثم جاءوا بالمنشار الكهربائي وفرضت الضريبة المضافة على التجار فبدأ جر رقاب شريحة جديدة من التجار للذبح الحلال بالمنشار الكهربائي فسقطوا كما يسقط ورق الشجر،  ثم تم استخدام وسيلة أسرع للذبح وهي الخنق الجماعي انتصارا للوقت وتوفير للجهد فتم مضاعفة فواتير الكهرباء والماء أضعافا كثيرة فتساقط التجار بالجملة جماعات جماعات، ثم فتُح الباب على مصراعيه لإعدام المؤسسات التجارية باستبدالهم بعمال الفيزا المرنة وأعطوا كل التسهيلات على حساب الشعب فضربوا الشارع التجاري أولا  ثم الخدمي ثم السوّاقين والبقية في الطريق".

وقال مختتماً: "الكل يتفرج وكأن الوضع لا يعنيه، غرفة التجارة لا تستطيع تحرك ساكنا وتضع رأسها في التراب كالنعامة. ووزارة التجارة لا يهمها إلا المزيد من الضرائب، وتمكين جففت الضرع وأكلت الزرع، وأصحاب الشأن في بروج عالية لا يدرون بحال الناس وما وصلت إليه من ضيق وعوز وفقر وبطالة ومكوس وضرائب وخراب ودمار وضياع".

وكان عارف الملا قد تم تسريحه من عمله في 2014 بعد تعرضه لمضايقات على خلفية نشاطه العمالي ومساهمته في كشف تورط أحد كبار مسئولي هيئة سوق العمل أحيل للنيابة بتهم تتعلق بالفساد.