عاشوراء البحرين تحت التهديد
2019-09-07 - 8:35 م
مرآة البحرين (خاص): لم تعد عاشوراء في البحرين موسماً روحياً تمارس فيه الغالبية الشيعية طقوسها الدينية بارتياح وحرية كما كانت منذ مئات السنين، بل صارت تمارسه تحت سلطة التهديد والترهيب، بعد أن اتخذته السلطات البحرينية فرصة لممارسة المزيد من التضييق والاستفزاز والاستهداف للطائفة الشيعية في البحرين.
الكلمة، الحركة، المظهر العاشورائي، كلها صارت تحت مجهر مراقبة السلطات التي تأخذ كل كلمة عليها، المفردات العاشورائية المعروفة: الثورة على الظلم، انتصار الدم على السيف، الخروج من أجل الإصلاح، الشهادة، الإمام الجائر، الإمام المنصور، رفض الظلم والطغاة والمستبدين، نصرة المظلومين والمستضعفين، هيهات منا الذلة، الوقوف مع الحق ضد الباطل، رفض الخنوع والاستسلام للظلم والظالمين، .... الخ كلها مفردات ومفاهيم تتغذى بها خطابات المجالس الحسينية بشكل طبيعي لارتباطها المباشر بواقعة كربلاء، والقتل المفجع الذي تعرّض له سبط الرسول (ص) وعائلته وأصحابه، وهي ليست مفردات مستحدثة، بل محفورة في قلب هذا الحدث وهذه المناسبة، لكن أذن الجاني تطنّ وتحسب كل صيحة عليها، وتكفيها واحدة من هذه الكلمات لتُستنفر، بل نصبت السلطة نفسها مدافعة عن يزيد بن معاوية، واعتبرته رمزا من رموز الملة الإسلامية التي لا يجوز التعرض لها، وراحت تتعقب كل من تسول له نفسه ذكر يزيد.
السلطات البحرينية دأبت في الأعوام الأخيرة على استدعاء خطباء المجالس الحسينية والرواديد الحسينيين والتحقيق معهم وتوقيف بعضهم على خلفية أي إشارة في خطاباتهم تتعلّق بنقد الطغاة أو الانتصار للمظلومين أو تعزيز أي من المفاهيم أعلاه، لأنها تجد فيها مسّاً مباشراً لها وتعرّضاً، "أوامر عليا تصدر في كل موسم عاشوراء للأجهزة الأمنية لرصد وملاحقة ومعاقبة وتهديد كل الخطباء والعلماء والحسينيات والمؤسسات الدينية للحؤول دون ذكر أي شيء يتعارض أو يختلف عن رأي الحكم أو يشكل إزعاج أو نقد أو حتى ملاحظة" وفق ما ذكرت جمعية الوفاق في بيانها الأخير.
استدعاءات يومية لخطباء المنابر لم تتوقف منذ بدء موسم عاشوراء حتى هذه اللحظة، آخرها أمس الجمعة ( 6 سبتمبر 2019)، استدعي فيه 4 من رجال الدين والتحقيق معهم، وإيقاف الشيخ منير المعتوق بعد استدعائه للمرة الثانية، بالإضافة إلى الرادود عبدالله البوري الذي تم توقيفه بعد التحقيق أيضاً.
ووفق إحصائية أعدتها «مرآة البحرين»، فإن 14 من رجال الدين تم استدعاؤهم منذ انطلاق موسم عاشوراء، و5 رواديد (منشدين) بالإضافة إلى رئيسي مأتمين على الأقل. ورجال الدين الذين تم التحقيق معهم واعتقال بعضهم هم "الشيخ عيسى عيد، الشيخ صادق ربيع، الشيخ فاضل الزاكي، الشيخ عبدالمحسن ملا عطية الجمري، الشيخ منير المعتوق، الشيخ محمود العجيمي، الشيخ حامد عاشور، الشيخ جعفر الصايغ، الملا قاسم زين الدين، الملا جواد الميرزا، الشيخ محمد علي المحفوظ، السيد جابر الشهركاني، الشيخ زهير الخال،الشيخ عيسى المؤمن". أما الرواديد فهم "علي حمادي، مهدي سهوان، سيد هادي البلادي، أحمد العويناتي وعبدالله البوري"، بالإضافة إلى رئيس مأتم أنصار الحق ورئيس مأتم العلامة الشيخ حسين العصفور.
يرافق سلسلة الاستدعاءات التي ما زالت مستمرة، اعتداء آخر على المظاهر العاشورائية في بعض المناطق وتخريب السواد واليافطات الحسينية والأعلام، تلك المظاهر التي اعتادت مناطق البحرين وشوارعها العامة أن تكتسي بها في هذه المناسبة منذ مئات السنين دون أن يتعرّض لها أحد، لكن السلطات البحرينية صارت تفعل ذلك في السنوات الأخيرة بالتخريب والتكسير والنزع، وهو خلاف الحق الذي ضمنه الدستور البحريني في عاشوراء.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يطال التضييق السجناء السياسيين بمنعهم من إحياء مراسم عزاء عاشوراء بشكل جماعي كما جرت عليه العادة في السابق، فمنذ العام 2017 لم يعد يُسمح للسجناء بإحيائها سوى في زنازينهم فقط بين الساعة السابعة إلى التاسعة مساء فقط، بعد أن كانت إدارة السجن في السابق تفتح أبواب الزنازن مساء خلال هذه الأيام، وتسمح للسجناء بممارسة شعائرهم من عزاء وخطابة وغيرها بشكل جماعي داخل المباني.
أما آخر ما تمخضت عنه يد السلطة المهدّدة والمتوعدّة من تضييق واستفزاز، فهو استدعاء رئيس مأتم العلامة الشيخ حسين العصفور (والد الشهيد أحمد جميل العصفور) للحضور إلى مركز البديع عصر أمس الجمعة (6 سبتمبر) على خلفية وضع شعار عاشوراء "مع إمام منصور"، وتمت مصادرة جميع الرايات والنشرات التي تحمل الشعار وإخباره بمنع وضعها في المأتم!
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة
- 2024-10-29هذه النماذج التي صدّرتها عائلة آل خليفة للعالم العربي
- 2024-10-2320 عاما وجامع الحاج حسن العالي معطّل... التطرف لا تمسحه معابد وكنائس
- 2024-10-21عراقتشي في البحرين ليسمع كلمة وزير الداخلية «لا ناقة لنا ولا جمل»