حصاد 2019: البحرين تستضيف صفقة القرن... لم يعد هناك ما تخفيه في علاقتها مع إسرائيل

ولي عهد البحرين (وسط الصورة) يستمع إلى صهر ترامب جارد كوشنير خلال اطلاقه باكورة صفقة القرن من المنامة 25 يونيو 2019
ولي عهد البحرين (وسط الصورة) يستمع إلى صهر ترامب جارد كوشنير خلال اطلاقه باكورة صفقة القرن من المنامة 25 يونيو 2019

2019-12-29 - 12:47 م

مرآة البحرين (حصاد 2019): محطات جديدة شهدها العام 2019 في طريق تطبيع العلاقات البحرينية- الإسرائيلية على الرغم من الرفض الشعبي الواسع، كان أبرزها استضافة المنامة باكورة أعمال صفقة القرن. 

واستهل مسؤولون حكوميون العام بمشاركة إسرائيل «الخبز والملح» في مؤتمر وارسو (13 فبراير/ شباط 2019)، على حد وصف نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، حيث ناقش المؤتمر تحديات المنطقة قبل أن تستخدمه دولا خليجية لتبادل الود مع إسرائيل. 

وقال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة على هامش المؤتمر، لصحيفة إسرائيلية إن بلاده ستقوم «في نهاية المطاف» ببناء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وسرّب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مقاطع مصورة للقاء مسؤولين خليجيين، وأخرى لمسؤولين بينهم وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة يتهم إيران بعرقلة جهود السلام مع إسرائيل، قائلا «لولا عداء إيران الإقليمي، لكنا أقرب اليوم من حل هذه المسألة مع إسرائيل».

وانتقدت قائدة حزب هاتنوعا تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية السابقة، نشر نتنياهو المقطع المصور وقالت «منذ سنوات وأنا أجري تواصلا صامتا مع قادة عرب لا نقيم معهم علاقات دبلوماسية، ولم أنشر أي شيء من هذه اللقاءات».

صفقة القرن 

وفي محطة أخرى، دعت الحكومة البحرينية إسرائيليين للمشاركة في مؤتمر لريادة الأعمال نظمه صندوق العمل تمكين (16 أبريل/ نيسان 2019) في العاصمة المنامة متجاهلة الرفض الشعبي الواسع لاستضافة متحدثين إسرائيليين. 

وانتقد الشيخ عيسى قاسم حينها دعوة الوفد للمشاركة وقال «التطبيع والخطوات المتسارعة على طريقه إرضاءً للعدوّ الاسرائيلي سحقٌ لإرادة الأمَّة وإسلامها، ولإرادة الشعب والوطن، ورعايةٌ لإرادة اسرائيل». 

وأعربت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع عن رفضها للخطوات البحرينية ورفع 4 محامين دعوى قضائية لرفض منح المشاركين وبينهم وزير الاقتصاد الإسرائيلي  إيلي كوهين و45 إسرائيليا تأشيرات لدخول البلاد.

وتحت تأثير الاحتجاجات الشعبية قال مصدر لوكالة «رويترز» للأنباء إن الوفد الاسرائيلي المشارك في مؤتمر ريادة الأعمال ألغى زيارته إلى البحرين بسبب مخاوف أمنية، قبل أن يتبيّن لاحقا أن الوفد زار البحرين فعلا وشارك في المؤتمر وحضر احتفالا بالسفارة الأمريكية بمناسبة العيد الوطني لأمريكا. 

وفي سياق الخطوات المتسارعة للتطبيع مع إسرائيل، استضافت البحرين (25 يونيو/ حزيران 2019) بدعم من السعودية والإمارات «ورشة السلام من أجل الازدهار» وهي الشق الاقتصادي من صفقة القرن التي تفترض أن يتنازل الفلسطينيون عن حقوقهم مقابل مشروعات اقتصادية. 

وأعلنت السلطة الفلسطينية رفضها المشاركة في المؤتمر، بينما شهدت البحرين وعواصم عربية عدة احتجاجات واسعة. وفي بغداد اقتحم غاضبون السفارة البحرينية الأمر الذي أدّى لأزمة دبلوماسية بين المنامة وبغداد. 

وقال نائب أمين عام الوفاق إن ما تقوم به الحكومة البحرينية «رسالة إلى كل الشعوب العربية والإسلامية والأنظمة والأحزاب والمؤسسات لفهم دقيق وواضح للنظام البحريني ومشروعه وأولوياته وتحالفاته».

ووصف جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي إن المؤتمر فرصة القرن وروج «لمشاريع تنموية واستثمارية لضخها في المنطقة، سيما الضفة الغربية وقطاع غزة»، بينما ركّزت كلمة ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة على «على أمنيات بتحقيق فرص اقتصادية نوعية ومستدامة في جميع دول المنطقة». 

وبالتزامن مع الورشة، أقامت جمعية الوفاق منتدى مناهضا في بيروت بحضور أحزاب وشخصيات عربية وإسلامية تحت عنوان «منتدى السيادة من أجل السلام والازدهار»، حيث أعرب المنتدى عن رفضه لمواقف الحكومة البحرينية وتمسكه بالقضية الفلسطينية. 

لقاء في واشنطن 

هذه المرة في واشنطن، التقى وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس على هامش مؤتمر حول حرية الأديان (19 يوليو/ تموز 2019). 

وبعد اللقاء بنحو شهر أعرب الوزير البحريني عن تأييده لاعتداءات شنتها إسرائيل على 3 عواصم عربية هي دمشق، بغداد وبيروت. وكتب الوزير عبر حسابه على منصة تويتر «إيران هي من أعلنت الحرب علينا ، بحراس ثورتها وحزبها اللبناني وحشدها الشعبي  في العراق وذراعها الحوثي في اليمن وغيرهم. فلا يلام من يضربهم ويدمر أكداس عتادهم. انه دفاع عن النفس».

وعلى الرغم من الانتقادات التي واجهتها تصريحات الوزير، إلا أنه عاد لتأييد هجوم آخر على المقاومة في لبنان سبتمبر، قائلا «اعتداء دولة على أخرى شيء يحرمه القانون الدولي . ووقوف دولة متفرجة على معارك تدور على حدودها وتعرض شعبها للخطر هو تهاون كبير في تحمل تلك الدولة لمسؤولياتها».

إسرائيل مدعوة لحفظ أمن الخليج

مجددا دعت البحرين إسرائيل للمشاركة في مؤتمر للأمن البحرين عقد في المنامة أكتوبر/ تشرين الأول. وحضرت مسؤولة إسرائيلية بارزة المؤتمر المنبثق عن مؤتمر الشرق الأوسط الذي عُقد في وارسو.

وشاركت المسؤولة في وزارة الخارجية الإسرائيلية دانا بنفينستي، ورئيسة إدارة مكافحة الإرهاب فيها، اجتماع المنامة الذي ناقش تأمين الملاحة في مياه الخليج، قبل أن يتم افتتاح مقر دائم لقوات مشتركة في القاعدة البحرية الأمريكية.

وختمت البحرين عام إسرائيل باستضافة حاخام إسرائيل الأكبر سابقاً شلومو عمار الذي زار المنامة للمشاركة في مؤتمر حوار الأديان. وأعلنت إسرائيل أن حاخامها التقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة على هامش مشاركته في المؤتمر.