حصاد 2019: مطالب جديدة بنشر نتائج البعثات وطالبة حاصلة على 100% بدون بعثة

منذ تولي ماجد النعيمي الوزارة العام 2002 تضاعف التمييز في توزيع البعثات
منذ تولي ماجد النعيمي الوزارة العام 2002 تضاعف التمييز في توزيع البعثات

2019-12-29 - 1:59 م

مرآة البحرين (حصاد 2019): على ما جرت عليه العادة منذ سنوات، عادت قضية التمييز في البعثات إلى الظهور هذا العام أيضاً، ولم يتغير شيء ما، واصلت الوزارة توزيع بعثاتها بالطريقة التي تحرم أبناء الأغلبية الشيعية من البعثات، تحت مبررات وحجج واهية، ولم تكترث لمطالب نيابية بنشر نتائج البعثات، بل وصل بها الأمر إلى حد تشبيه نظام البعثات لديها بنظام البعثات في النمسا وأمريكا وألمانيا واستراليا.

حددت إدارة البعثات والملحقيات في وزارة التربية والتعليم تاريخ 26 يونيو 2019 موعداً نهائيا للطلبة للتقدم للبعثات في الوزارة، حيث سيتم لاحقاً تحديد موعد للمقابلات الشخصية، ومن هنا بدأت الحكاية.

في 24 يوليو 2019 دعت الجمعية البحرينية للشفافية إلى اعتماد مبدأ الشفافية من قبل وزارة التربية والتعليم بنشرها في الصحف المحلية نتائج توزيع البعثات متضمنة اسم الطالب المبتعث، نسبة التخرج، اسم الجامعة والتخصص، كما انتقدت في بيان نظام المقابلات الشخصية الذي يتم تخصيص 40٪ لها، مشيرة إلى أنها (المقابلات) تعتبر انتقاصاً للجهود الدراسية التي بذلها المتفوق، داعية إلى إلغاء المقابلة الشخصية جملة وتفصيلاً.

وأشارت إلى أن شكاوى المتفوقين الحاصلين على معدلات عالية (95٪ وما فوق) وأولياء أمورهم تتكرر سنوياً في عدم حصولهم على رغباتهم الأولى، ما يعني مصادرة جهودهم وتعبهم في تحقيق نتائج علمية متقدمة.

وفي 15 أغسطس 2019 أصدر النواب (كلثم الحايكي، ممدوح الصالح، محمود البحراني، عمار آل عباس، سيدفلاح هاشم وعبدالنبي سلمان) بياناً مشتركاً دعوا فيه وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي لاعتماد الشفافية الكاملة في نشر نتائج توزيع البعثات لهذا العام بنشر أسماء المستفيدين مقرونة بمعدلاتهم الأكاديمية، قائلين إن الخطوة "من شأنها تعزيز مبدأ الشفافية التي تتبعه الوزارة وأعلنت عنه سابقا، وكذلك إنهاء أي جدل أو استغلال أو توظيف للعملية التي تطول المتفوقين من أبناء البحرين بكل أطيافهم ومشاربهم"، مؤكدين على أن "امتناع الوزارة عن نشر المعلومات سيثير كثيرا من علامات الاستفهام وسيشكل مادة للطعن في مصداقية وعدالة توزيع البعثات الدراسية".

لكن وزارة التربية التي ردت في اليوم نفسه على بيان النواب، لم تناقش أصل الفكرة، بل تهربت منها بالقول إنها تتعرض إلى "حملة تشكيك مغرضة وظالمة تستهدف نتائج البعثات سنوياً"، وهو ما أدى إلى غضب بين المواطنين الذين شنوا حملة عبر تويتر على وزارة التربية وطالبوا الوزير النعيمي بالاستقالة.

واستمرت الحملة ضد وزارة التربية بالتصاعد، وأعلنت النائب زينب عبدالأمير (17 أغسطس 2019) إن لديها قائمة من أسماء المتفوقين الذين حرموا من البعثات، وبعضهم حائز على معدل 100٪، مضيفة أن "الظلم الواقع على المتفوقين جاء بسبب المقابلات التي تحوز على 40٪ من إجمالي التقييم الذي يؤهلهم للبعثات" كما أنهت حديثها بالقول إن القائمة تضم متفوقين من الطائفتين السنية والشيعية.

وتساءلت الوفاق في بيان لها (17 أغسطس 2019) عن السبب الذي يمنع الحكومة من «الإفصاح عن نتائج توزيع البعثات الدراسية بالمعدلات والتخصصات؟!»، كاشفة عن وجود بعثات لدى الديوان الملكي، ديوان ولي العهد، ديوان رئيس الوزراء، قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية "توزعها على من تحب".

وبعد الضغوط الكبيرة التي واجهتها وزارة التربية، أمر رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء (19 أغسطس 2019) إلى "تطوير برنامج البعثات الدراسية الحالي وآليات العمل المتبعة فيه، وكلف المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب بذلك"، في كلام اعتبر مطاطي وعام يهدف إلى استيعاب الغضب الشعبي المتصاعد.

وفي 10 أكتوبر 2019 نظمت جمعية المنبر التقدمي ندوة في مقرها بعنوان «أحقية البعثات كأداة للتنمية»، وخلال الندوة تحدثت الدكتورة منال أحمد، عن ابنتها رنيم إياد أحمد مكي الخواجة التي تخرجت من الثانوية العامة بمعدل 100٪، قائلة إن ابنتها لم تحصل على رغبتها في دراسة الطب لأن اسم عائلتها "الخواجة".

لكن وزارة التربية والتعليم تصر على غير ذلك، حيث قالت في بيان لها (20 أغسطس 2019) بأن نظام الابتعاث لديها مشابه لأنظمة الابتعاث في النمسا وألمانيا وأستراليا وأمريكا بالإضافة إلى بعض الدول الخليجية، مشيرة إلى وجود "4 بعثات طب لخريجي المدارس الخاصة، تنافس عليها 9 حاصلين على معدل 100٪ و16 آخرين حاصلين على معدل 99٪".

وأضافت إن التنافس أدى إلى "اللجوء إلى التفاضل بينهم باعتماد نتائج اختبار القدرات والمقابلة الشخصية إلى جانب المعدل التراكمي لتخصيص هذه المقاعد القليلة".