مرآة البحرين (حصاد 2019): تصدّرت حوادث تنمّر المجنسين والأجانب على المواطنين البحرينيين قضايا الحوار العام في البحرين خلال العام 2019. في مقابل الإجماع الوطني الكبير على ملف بحرنة الوظائف ووقف تفضيل الأجنبي على البحريني في التوظيف في القطاعين العام والخاص، كان لدى رجل الأعمال الفلسطيني المجنسّ، يوسف حامد مشعل رأي آخر. فقد رد على المطالبين بالبحرنة بالقول إنّ "الحكومة ليست مجبرة على توظيفكم" مستخدماً أوصافاً كانت سبباً لإثارة الرأي العام البحريني. وجاء في نص تغريدته التي ألقمها حسابه @yhmashal على موقع تويتر في 23 فبراير/ شباط 2019 "وهل الحقيقه أن تكون الحكومه مجبرة في توظيف كل عاطل يسوى أو ما يسوى أو الحقيقه أن القطاع الخاص مجبر أن يوظف كل شخص لأنّ على رأسه ريشة تقول بحريني بدون أي إنتاج أو التزام. هذا ما تريدون سماعه من الجميع حكومة وقطاع خاص ومثقفين. للأسف هذا لن يحصل الآن فالبلد لا تستطيع". 

وقد أثارت تغريدته ردود أفعال شعبيّة واسعة من السنة والشيعة. و قامت المحامية فاطمة الحوّاج بكتابة شكوى جنائية إلى النائب العام ضد المذكور. وجاء في صحيفة الشكوى "إن المشكو في حقه قام [...] بوصف المواطنين البحرينيين بما يحط من شأنهم ويمثل تحقيرًا لهم ونعتهم بلفظ يسوى وما يسوى [...] وحيث أن وصف البحريني بأن على رأسه ريشة هي في ذاتها لغة تحقير وتصغير مدعياً أن المواطن البحريني الذي لم يتم توفير فرصة عمل له بأنه عاطل وغير منتجة وغير ملتزم".

حادثة أخرى حصلت في اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة وتجارة البحرين التي انعقدت في 25 أبريل/ نيسان 2019 التي شهدت عراكًا بالأيدي بين مجموعة من التجار ومستشار قانوني مصري، بسبب تلفظ المستشار بعبارات طائفية بعد جدال بالكلام بين الطرفين.

وتلفظ المستشار ياسر العطار بعبارات تمس الطائفة الشيعية وبعدها نشب عراك بالأيدي بين عدد من الحضور وبين المستشار الذي زاد في قسوة عباراته. وقال مخاطباً أحد التجار " يا ابن الـ... انت شيعي عميل إيراني".

ولقي فيدو الحادثة تفاعلاً كبيراً وغضبًا شعبياً، وبعد أن انتشر أن المستشار يمثل وزارة الصناعة والتجارة، ردّت الوزارة بتصريح رسمي قالت فيه، إنه «قد وجب التنبيه بأن ما ورد من عبارات غير لائقة وما صدر من تصرفات مشينة من أحد الحاضرين لا علاقة له بوزارة الصناعة والتجارة والسياحة، حيث بدرت تلك التصرفات من المستشار القانوني الشخصي لرئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين والذي لا علاقة له بالوزارة اإطلاقًا».

أما رئيس الغرفة سمير ناس فقد أصدر تصريحًا رسميًا، أعرب فيه «عن أسفه لما شهده بداية اجتماع الغرفة من أحداث فردية غير محمودة"، مؤكداً أن "ما حدث لا يمثل الغرفة بأي حال من الأحوال ولا يمثله شخصياً"، مشدداً على أن "من افتعل تلك الأحداث لا يمت للغرفة بأي صلة" مجدداً "رفضه القاطع لمثل هذه التصرفات، وإعتذاره عن تلك الأحداث المؤسفة».

وأصدرت جمعية الوفاق بياناً قالت فيه، إن «هذا الإجرام والتغول السافر في التعدي على مذاهب المواطنين لو لم يكن جزء من مشروع الحكم وتخطيطه لا يجرؤ أحد كان من كان أن يقوم بذلك».

وطالب عدد من النواب بمعاقبة المستشار القانوني الذي أثار المشكلة، وقال النائب غازي آل رحمة إنّ «هذا البلطجي الذي تطاول على مكون رئيسي في البحرين في اجتماع الغرفة لا مكان له بيننا. أي شخص يثير الفتنة غير مرحب به في المملكة. اطردوه فوراً. لا أهلاً وسهلاً بهذه النوعيات السيئة التي تتغذّى على إثارة الفتن».

لكن، وبخلاف كل التوقعات، حكمت المحكمة الصغرى الجنائية الأولى (7 يوليو/ تموز 2019) ببراءة المستشار المصري واكتفت بتغريمه مبلغ 300 دينار في قضية الاعتداء على آخرين (تجار شيعة)، فيما غرّمت 3 تجار شيعة 100 دينار لكل منهم بتهمة "الاعتداء" على المتهم العطار نفسه.

وقالت المحكمة في حيثيات حكم براءة العطار من التهمة الأولى إن "الشيعة هو اسم يطلق على طائفة من المسلمين وهي في اللغة تعني الأتباع والأعوان وأن قيام أحد الأشخاص بنعت آخر أنه ينتمي إلى طائفة من الطوائف ليس من شأنه أن يترتب على ذلك الازدراء بتلك الطائفة وأن ما قام به المتهم بتلفظ بالقول على أحد الأشخاص - أنت تنتمي إلى الشيعة - فذلك ليس من شأنه أن يتحقق معه الازدراء كما قوله - أنت ممول من إيران - فتلك العبارة وجهت لشخص المجني عليه وليس الطائفة الشيعية ولم يصدر من المتهم أي قول بأن الطائفة الشيعية ممولة من إيران كما ذكر في قيد وصف النيابة".

وكان المحامي أحمد المرباطي ضحية للبنغالي المجنس أمان عبدالرحمن حنيف حيث تلقى تهديداً منه بـ"القتل". ووفقًاا لما أدلى به المرباطي، فإن حنيف هدده بإرسال أشخاص للاعتداء عليه واستغلال نفوذه لتلفيق قضايا ضده لثنيه عن قبول الوكالة عن أحد الشاكين. ويعمل «حنيف» لصالح الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة ابن عم الملك البحريني ويشارك في إدارة ملكيته لشركة «أحمدية للعقارات» إضافة إلى مطاعم ووُرش ومعرض للسيارات. ويحتفظ المحامي بتسجيلات صوتية موثّقة للتهديدات التي قال إنها تتضمّن أيضاً إهانة لوزير العدل البحريني خالد بن علي آل خليفة.

من القضايا البارزة أيضاً على هذا الصعيد قيام المجنس العراقي محمد العرب مذيع قناة "العربية" السعودية بشتم مواطنين بحرينيين والتطرق إلى أعراضهم بعد مشاركتهم في فيلم عرضته قناة الجزيرة القطرية في يوليو/ تموز 2019 تحت اسم "اللاعبون بالنار". وتطرق في فيديو مصوّر إلى أمور عائلية داخلية تتعلق بالضابط السابق في قوة دفاع البحرين ياسر الجلاهمة والناشط محمد البوفلاسة ووصفهما بـ"الخونة" إضافة إلى المزيد من التهديدات. وقد لقي تطرّقه إلى إحدى القضايا العائلية الخاصة التي قامت المحكمة بتبرئة الناشط البوفلاسة منها لقي ردوداً شعبية رافضة الزج بالأعراض في السجالات السياسية. كما علق محمد البلوفلاسة قائلاً "إلى ملك البحرين. الصحفي المرتزق محمد العرب نشر تسجيلات لي تم تصويرها في بيتي بعد الإفراج الاول عني. سأقوم بالرد قريبًا فلا تتهمني بالإساءة لشخصك".