مرآة البحرين (خاص): اعتداء عمّال بنغاليين على حرّاس بحرينيين يثير الغضب من جديد على سياسات توطين العمالة السائبة التي تقودها هيئة تنظيم سوق العمل. 

وانتشر أمس فيديو لعمال بنغاليين يعتدون بالضرب على رجلي أمن تابعين لإحدى الشركات الخاصة في أحد شوارع العاصمة المنامة، قبل أن تعلن وزارة الداخلية إلقاءها القبض على ثلاثة أشخاص. 

وأثار الفيديو ردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، اتجهت في معظمها لانتقاد سياسة أسامة العبسي رئيس هيئة تنظيم سوق العمل في تسكين عشرات الآلاف من العمال الهاربين. 

أمين عام الوحدوي حسن المرزوق كتب على تويتر يقول «المسؤول الأول والأخير الذي يجب محاسبته عن هذا الفيديو المقرف هو عراب تجارة الفيزا المرنة المدعو أسامة العبسي وتجار الإقامات غير الشرعية في البحرين.»

المسؤول الأول والأخير والذي يجب محاسبته في هذا الفيديو المقرف هو عراب تجارة #الفيزا_المرنة المدعو أسامة العبسي وتجار الاقامات الغير شرعية في #البحرين pic.twitter.com/vhSKnNQQsr

— Hasan Al Marzooq (@HasanMarzooq) July 4, 2020

وكان العبسي قد منح أكثر من 40 ألف عامل بنغالي مخالف حق الإقامة مع انتشار جائحة كورونا، وقام بإنشاء منصة إلكترونية لتأمين وظائف لهم في القطاع الخاص.

ويقول المرزوق «المطلوب اليوم وليس غداً، تجميد جميع مهام أسامة العبسي في هيئة تنظيم سوق العمل، إيقاف العمل بنظام الفيزا المرنة فورًا، تسفير جميع المخالفين من العمالة السائبة، مع تأمين كافة حقوقهم الإنسانية وملاحقة تجار الإقامات ومصادرة أموالهم، ويكفي عبثًا بأمن واقتصاد البحرين وشعبها.»

النائب السابق إبراهيم بوصندل من جهته وجه «نصيحة» إلى هيئة تنظيم سوق العمل بإنهاء مشروع الفيزا المرنة، وهو المشروع الذي يمنح العمال المخالفين حق الإقامة في البلاد مقابل دفع رسوم للهيئة. 

وقال بوصندل «لنفترض جدلا أن الهيئة كان قصدها طيبا من قضية العامل المرن ولتصحيح واقع منحرف، إلا أن الواقع أثبت أن القرار كان خاطئا وغير صائب»، مضيفا «العاقل الوطني يعترف بالخطأ ويسعى للتصحيح.»

وتطالب غرفة التجارة والاتحاد العام لعمال البحرين والجمعيات السياسية بوقف المشروع إلا أن مطالباتهم لا تلقى تجاوبا من الحكومة.

المحامي عبدالله هاشم قال تعليقا على الحادثة «لن نسأل عن المذنب ولكن المسؤول هو المسؤول عن تشكل هذه المحميات: وزارة العمل وهيئة تنظيم سوق العمل حيث تفقد التسمية مدلولها مع تراكم الأضرار والمشاكل والخسائر المجتمعية.»

من جهته علّق يوسف الخاجة عضو جمعية وعد يقول «عمالة مخالفة تم التغاضي عن إقامتهم غير المشروعة وإسقاط الغرامات عنهم وعلاجهم وإيوائهم وإطعامهم وتحمل إرتفاع نسبة الوباء المتفشية في أوساطهم،،، وهذه هي النتيجة!!»

ومنحت الهيئة العمال المخالفين استثناءات وامتيازات لتشجيعها على البقاء في السوق. ولا يملك اقتصاديون تفسيرا لهذه السياسة التي تتبعها البحرين، في وقت تتجه فيه دول الخليج لترشيق كتلة العمل الأجنبية. 

ولا يبدي الصحافي جعفر الجمري تفاؤلا بتسوية الملف العالق منذ سنوات حيث يقول «اعتداء عدد من البنغاليين على بحرينيين ليس الأول ولن يكون الأخير ما دام الأب الروحي للعمالة غير النظامية في خط الدفاع الأول عنها. كل ما سيتم اتخاذه من إجراء: حبّتا بنادول واحدة قبل النوم والثانية قبل النوم أيضًا!»

صحافي في أخبار الخليج كان يرى أن استقدام العمال البنغاليين يجب أن يتوقف منذ مقتل إمام جامع بن شدة على يد مؤذن بنغالي، مضيفا «لكن لم يتغير الحال حتى اليوم (..) والسبب والجواب عند شخص واحد» في إشارة للعبسي. 

وبدلا من الجواب قام العبسي بتهديده بالتحرك ضده الأمر الذي دفع الصحافي إلى حذف تغريدته.