مبعوث "ترامب" الجديد الخاص بإيران دعا إلى تغيير الحكومة في البحرين وسحب الأسطول الخامس

إليوت أبرامز في مؤتمر صحفي بمبنى الخارجية الأمريكية بتاريخ 31 أغسطس 2020 - أ ف ب
إليوت أبرامز في مؤتمر صحفي بمبنى الخارجية الأمريكية بتاريخ 31 أغسطس 2020 - أ ف ب

2020-08-09 - 2:28 ص

مرآة البحرين (خاص): اختارت الإدارة الأمريكية دبلوماسيا عتيقا ومثيرا للجدل هو إليوت أبرامز ليخلف براين هوك كمبعوث خاص بالملف الإيراني، إثر استقالة الأخير بشكل مفاجئ.

وأبرامز، الذي كان سياسيا رفيعا في إدارتي الرئيسين رونالد ريغان وجورج بوش الأب، كان من أشد منتقدي النظام البحريني منذ انطلاق ثورة 14 فبراير 2011، وقد كتب الكثير من المقالات والتحليلات التي دعت إلى تغيير الحكومة في البحرين وزيادة الضغط الأمريكي على النظامين البحريني والسعودي لحل الأزمة السياسية وإجراء إصلاحات. 

كما أنّه شارك في ندوات سياسية وحقوقية نُظّمت في الكونغرس عن الملف البحريني، وكان من بين 28 خبيرا أميركيا وقعوا على رسالة دعوا فيها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى مناقشة وضع البحرين مع العاهل السعودي خلال زيارته الرياض في 2014.

كتابات أبرامز استمرّت منذ انفجار الانتفاضة وحتّى رجوعه للعمل لدى الخارجية الأمريكية عام 2019، وقد كانت "مرآة البحرين" تترجم جميع مقالاته منذ العام 2012.  

من بين الآراء الأبرز لإليوت أبرامز دعوته لتقاسم السلطة بين الحكومة والشعب في البحرين، واعتباره أن "رئيس الوزراء البحريني جعل تحقيق التقدم مستحيلا" وأن ولي العهد "تم إسكاته"، كما أنّه ذهب بعيدا للقول بأن الأسرة الحاكمة في البحرين فقدت "شرعيتها". 

ودعا أبرامز لتغيير رئيس الوزراء خليفة بن سلمان وإنهاء حكمه، وقال إن البحرين في أزمة سياسية لا تنتهي إلا بمفاوضات بعد قمع "الغالبية الشيعية والمصلحين المطالبين بالدّيمقراطية".

وسخر أبرامز من إصدار قانون يسجن الناس في البحرين بتهمة إهانة الملك أو الإساءة إليه وكتب في العام 2014 أن الخطر يحدق بالبحرين وأنّ على الملك التصرّف الآن لإنقاذ البلاد من الصراع.

ورأى أبرامز فشل التجربة البرلمانية في البحرين وقال إن مشاركة جمعية الوفاق في البرلمان عام 2006 كانت تحت الضغط لتجربة اللعبة السياسية وإحداث التغيير "ولكن لم يكن هناك أي فوائد، لقد فشلت التجربة".

أبرامز انتقد اعتقال الناشط الحقوقي نبيل رجب، واعتبر تصرّفات الحكومة البحرينية رجعيّة وتنمّ عن هزيمة ذاتية، وشبّه ما تقوم به من اعتقال كل يعلّق على أدائها بأنّه "شبيه بعالم فرانز كافكا".

كما أكّد أن حكومة البحرين تقف "مكتوفة الأيدي أمام تحول السنة إلى التّطرف وانجذابهم إلى الجماعات الإسلامية العنيفة".

إليوت أبرامز (الثاني من اليمين) مشاركاً في ندوة سياسية عن البحرين عام 2012

إليوت أبرامز (الثاني من اليمين) مشاركاً في ندوة سياسية عن البحرين عام 2012

وفي 2015 رأى السياسي العتيق أن أوباما تخلّى فعليا عن قضيّة البحرين، وأن الحكومة نجحت في إسكاته تماما. واقترح في مقال مفصّل عدّة أساليب للضغط على الحكومة البحرينية من بينها سحب بعض القوّات العسكرية التابعة للأسطول الخامس من القاعدة الأمريكية. 

عارض أبرامز استئناف المبيعات العسكرية إلى البحرين في 2015، وانتقد بشدة اعتقال زعيم المعارضة البحرينية الشيخ علي سلمان كما اتّهم الإدارة الأمريكية حينئذ بـ"تحريف الحقيقة" عن الوضع في البحرين. 

في عهد ترامب، الذي رفض اقتراحا من وزير خارجيته بتعيين أبرامز في منصب سياسي رفيع، لوقوف الأخير ضدّه خلال الانتخابات، واصل الرجل كتاباته عن البحرين، وانتقد في 2017 حل جمعية وعد، وقال إن "حكومة البحرين تحظر الحياة السّياسية كلها وتجرم كل الانتقادات الموجهة لأعمالها". 

كان آخر ما كتبه أبرامز عن البحرين مقال في فبراير/شباط 2018 انتقد فيه الحكم الجديد بسجن رجب وقال إن "البحرين الآن في دوامة، مسألة ما إذا كان يمكن إيقافها غير واضحة..."  الحل الوحيد بتصوّره هو أن تتوسّط السعودية والإمارات والولايات المتحدة من أجل حل، لإنقاذ البحرين. 

أبرامز قال أكثر من مرة إن الرياض تنظر إلى البحرين كـ"قضية وجودية" وكجزء من التنافس مع إيران، التي رأى أنّها تدعم بعض الجماعات في البحرين بالسلاح، بل زعم إن إدارة أوباما تجاوزت الأدلّة على ذلك حينها حتى لا يتأثّر مسار المفاوضات مع طهران حول الملف النووي!

أبرامز، الذي عمل في السياسة الخارجية منذ الثمانينات، كان الرجل الأبرز فيما عرف بقضية إيران-كونترا، وهي صفقة سرّية باعت بموجبها الولايات المتحدة أسلحة لطهران خلال الحرب العراقية الإيرانية. 

وكان أيضا من أشد منتقدي الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمه أوباما وألغاه ترامب في 2018.

اليوم، ها هو أبرامز يحمل حقيبة إيران كلّها، بكل ملفّاتها المتشابكة. يقول البعض إنّه أمل ترامب الأخير في استدراك فشل سياسية "أقصى الضغوطات" على إيران، وجرّها إلى طاولة المفاوضات، للوصول إلى اتفاق بديل، خصوصا بعد تصريحه الأخير إنّه سيعقد صفقة مع إيران سريعا لو أُعيد انتخابه

يرى آخرون أنّه "وزير الحروب القذرة" والمسئول عن محاولات الانقلابات السياسية في عدّة دول بأمريكا اللاتينية، ولأنّه أحد أكبر داعمي إسرائيل فإن تعيينه ليس سوى تعزيزا لـ"حزب الحرب".

في "دوّامته" الخاصّة، يبقى السؤال، هل سيتذكّر إيليوت أبرامز ملف البحرين بعد كل السنوات التي قضاها في متابعته؟ وكيف؟