الحكومة تستثمر «الوباء» لحرمان المواطنين الشيعة من إحياء عاشوراء وتجرّهم للصدام من جديد
2020-08-11 - 7:09 م
مرآة البحرين (خاص): بوضوح، تحاول السلطات البحرينية الاستفادة من الإجراءات الاستثنائية التي أتاحها انتشار وباء كورونا، واستثمار المعضلة التي تعيشها مختلف دول العالم، لفرض مزيد من الاضطهاد ضد المواطنين الشيعة في البحرين، وهذه المرّة تسعى السلطات جاهدة عبر وزارة الداخلية لضرب أحد أهم مراسم المذهب الشيعي وهي الشعائر الحسينية، العميقة في وجدان الطائفة.
وزارة الداخلية منذ أكثر من أسبوعين وهي تعيش طوارئ غير معتادة، استدعاءات بالجملة لإدارات المآتم والحسينيات من مناطق مختلفة، وحتى أفراد الفريق الذي صوّر إعلانًا توعويا لكيفية إحياء التعزية الحسينية وفق الضوابط الصحية في مأتم المرخ تم استدعاؤهم وتهديدهم.
بدأت الإجراءات في شهر رمضان الماضي حينما اقتربت ذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب (ع)، إذ أصدرت إدارة الأوقاف الجعفرية قراراً غير مفهوم بمنع استخدام المآتم لمكبرات الصوت، على الرغم من أنّ الحسينيات أغلقت أبوابها اختياريا منذ بداية الوباء وفق توجيهات كبار علماء البحرين.
والآن بعد مرور أشهر طويلة، ومع قيام الحكومة بالسماح لأكثر المجمعات التجارية، والصالات الرياضية، وبِرك السباحة بالعودة للعمل، تستمر الحكومة بل تتشدد عبر وزارة الداخلية في أي شيء يخص المساجد والحسينيات التي ما تزال مغلقة.
وزارة الداخلية هددت إدارات الحسينيات التي تم استدعاؤها بأنها سوف تقوم بإغلاق وتشميع «المأتم المخالف» لمدة ثلاث سنوات، وتغريمه مبلغ عشرة آلاف دينار، كما أن الخطيب الذي سيقوم بالقراءة الحسينية ستتم محاسبته من قبل الوزارة. بل إن الوزارة قالت إنه لا يمكن للحسينيات بث العزاء عبر مكبّرات الصوت لأهالي المناطق.
ما يمكن ملاحظته هو أن الداخلية تجهّز الساحة لصدام جديد مع الطائفة الشيعية بغية ضربها وحرمانها من ما تبقى من حرياتها الدينية، لتحرم أغلبية المجتمع البحريني من التعبير عن هويّته الدينية.
من يمكنه أن يصدق بأن المآتم والمواكب لايمكنها تطبيق الاحترازات والشروط الصحية التي أعلنت عنها، فهي ستسمح بدخول أفراد محدودين بعد قياس درجة حراراتهم، وستضع مسافة مترين بين كل شخص وآخر داخل الحسينية، بل إنها ستزود الجهات الصحية بكل أسماء من دخلوا الحسينية وأماكن جلوسهم.
مثل هذه الإجراءات لا تقوم بها المجمعات التجارية ولا محلات السوبرماركت. بل إنّ أطباء وعاملون في القطاع الصحّي ساهموا في وضع بروتوكول صحيّ للعمل وفقه أثناء الإحياء لعاشوراء.
مدة الإحياء اليومية محدودة جداً، ولن تتجاوز الساعة، والحسينيات تقول بوضوح إنّه يمكنها ضبط حركة دخول وخروج المستمعين وفق الإرشادات الصحية، وإنها ستقوم بمراقبة كل الحاضرين طوال فترة القراءة والتأكد من الالتزام التام بالإجراءات.
لا يمكن لأي مواطن شيعي في البحرين أن يفهم منع فتح المآتم بعاشوراء وأنها مسألة احترازية أبداً.
نائب رئيس الأمن العام عبدالله الزايد المعروف بسيرته في القمع الوحشي، قال في تصريح إن تنظيم الأنشطة والمناسبات ليس قرار أحد غير الجهات الصحية. تصريح فهمه المتابعون كتهديد، إذ جاء بعد سلسلة الاستدعاءات، ليبقى السؤال وهو: لماذا تجرّ الحكومة الشيعة للصدام من جديد؟، من المستفيد؟.
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة
- 2024-10-29هذه النماذج التي صدّرتها عائلة آل خليفة للعالم العربي
- 2024-10-2320 عاما وجامع الحاج حسن العالي معطّل... التطرف لا تمسحه معابد وكنائس
- 2024-10-21عراقتشي في البحرين ليسمع كلمة وزير الداخلية «لا ناقة لنا ولا جمل»