التعليق السياسي: اتفاق العار واليوم الأسود الذي لن تستطيع الدراهم الإماراتية محوه من الذاكرة
2020-08-15 - 1:18 م
مرآة البحرين (خاص): مرّ الخميس 13 أغسطس 2020 ثقيلاً على العرب بشكل عام والخليجيين بشكل خاص، يوم أسود كسواد الحبر الذي وقّع به ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل برعاية أمريكية.
نعلم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبحث عن أي إنجاز خارجي، مع قرب الانتخابات وسط تراجع حظوظه وشعبيته، نعلم أيضاً أن نتنياهو المحاصر بقضايا الفساد والأزمات السياسية، يبحث هو الآخر عن إنجاز يبقيه في سدّة الحكم، بعد 3 انتخابات نيابية غير حاسمة، نعلم أيضاً أن الإمارات والبحرين وقطر وحتى سلطنة عمان، قد اختاروا طريق التطبيع منذ التسعينيات، رغم رفض شعوبهم لتلك الخطوة، وإن وتيرة التطبيع زادت في السنوات القليلة الماضية، حتى رُفع علم إسرائيل في هذه الدول مرات عديدة بل وصل الأمر إلى عزف النشيد الإسرائيلي لديهم أيضاً، لكن كل ذلك لا يلغي فداحة ما جرى بالأمس.
حاولت الإمارات منذ اللحظات الأولى أن تتلاعب بالحقائق وتخفف من ما حدث بالقول إنها هدفت من اتفاقها المشؤوم ذاك إلى وقف ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، وهو الأمر الذي نفاه مباشرة وعلنا نتنياهو، الذي أكد مضيّه في ضم تلك الأراضي، موضحا إن ما قَبِل به كان مجرد "تعليق مؤقت" لعملية الضم، لقاء تطبيع كامل وشامل من قبل الإمارات العربية المتحدة.
صحيح إن الإمارات العربية المتحدة استطاعت بدراهمها شراء معظم وسائل الإعلام العربية، لقد رأينا صحف البحرين والسعودية وقرأنا تغطياتها ومقالات كُتّابها المهللة والمُرَحّبة، وتابعنا وسائل الإعلام وهي تحاول التخفيف من هول ما أقدمت عليه الإمارات وتقديم قضية "وقف الضم" كإنجاز إماراتي من أجل القضية الفلسطينية، لكن كل ذلك لم يجدي نفعاً.
لقد أخفقت الإمارات في تحويل خيانتها إلى إنجاز لدى شعوب المنطقة، ولقد فشلت أيضاً رغم ما تملك من قدرات وأموال في تغيير صورة إسرائيل داخل عقول وقلوب ملايين الخليجيين والعرب، ليكون اتفاقها وصمة عار يلاحق من وقّعه إلى الأبد.
يمكن لحكّام الإمارات وبقية دول الاستسلام العربي أن يوقعوا اتفاقيات تطبيع ومعاهدات سلام، لكن الشعوب ستبقى رافضة لذلك وستسعى لتغييره وإن بقلوبها وذلك أضعف الإيمان.