حصاد البحرين 2020: «الكورونا» يشل الحياة ويحصد أرواح 352 شخصا

سيدة بحرينية تجري فحص كورونا في وحدة فحص متنقلة  (إرشيفية)
سيدة بحرينية تجري فحص كورونا في وحدة فحص متنقلة (إرشيفية)

2021-01-08 - 4:41 ص

مرآة البحرين (حصاد 2020): في 24 فبراير/ شباط 2020 أعلنت البحرين عن أول إصابة بفيروس كوفيد 19 المعروف بـ"كورونا". الوباء الفتّاك الذي اكتشف لأول مرة في الصين،  حصد مع نهاية العام أرواح 352 شخصا وأصيب به آلاف الأشخاص. 

وقالت وزارة الصحة إنها سجلت أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس الكورونا لمواطن بحريني قادم من إيران، حيث تم الاشتباه بإصابته وظهور أعراض الفيروس عليه و تم نقله فورًا للعلاج و العزل في مركز إبراهيم خليل كانو الصحي بمنطقة السلمانية. وفي اليوم التالي له 25 فبراير/ شباط أعلن عن تسجيل 9 حالات جديدة مصابة بالفيروس لمواطنين بحرينيين وسعوديين قادمين من إيران عن طريق دبي والشارقة عبر مطار البحرين الدولي. وسرعان ما أعلنت شؤون الطيران المدني عن تعليق جميع الرحلات القادمة من مطار دبي الدولي ومطار الشارقة الدولي. كما قالت وزارة الخارجية البحرينية (25 فبراير 2020) إنها قررت منع المواطنين من السفر إلى إيران نظراً لتفشي الوباء، مشيرة إلى أن "القرار ساري حتى إشعار آخر". 

وفي 26 فبراير/ شباط أعلنت البحرين تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين موضحة بأن "الإجراء احترازي للاطمئنان على سلامة الطلبة في ضوء الاحتياطات التي اتخذتها الدولة". وفي 27 فبراير/ شباط أعلنت البحرين عن تعليق جميع الرحلات القادمة والمغادرة مع العراق ولبنان حتى إشعار آخر، وذلك ضمن إجراءاتها لاحتواء تفشي فايروس كورونا. وفي 28 فبراير/ شباط دعت وزارة الخارجية المواطنين البحرينيين المتواجدين في إيران إلى تسجيل بياناتهم من خلال الاتصال على رقم مخصص. فيما قالت وزارة الصحة في البحرين إن البلاد رصدت سبع حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 33 حالة. وفي 28 من الشهر أيضاً أصدر ديوان الخدمة المدنية توجيهات للجهات الحكومية بوقف العمل بنظام البصمة للحضور والانصراف لمدة أسبوعين كإجراء احترازي مع تفشي فيروس كورونا. 

وفي 1 مارس/ آذار دعت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية جميع المواطنين والمقيمين للتعاون وتقديم التسهيلات في الفحص عن وباء كورونا. كما أصدر 3 من كبار رجال الدين الشيعة (السيد عبدالله الغريفي، الشيخ محمد صالح الربيعي والشيخ محمد صنقور) بياناً  2 مارس/ آذار دعوا فيه إلى إيقاف جميع الفعاليات الدينية في المآتم والمواقع الدينية الأخرى منعاً لانتشار الفيروس. وضمن تداعيات "كورونا" برز إلى السطح قضية البحرينيين العالقين في إيران؛ إذ أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن بلاده أبدت استعدادها لإعادة البحرينيين العالقين في إيران إلى بلادهم غير أن الجانب البحريني لم يقدم على أي عمل من أجل إعادتهم"، مشيراً إلى أنه بسبب تجاهل الحكومة البحرينية "فإن نحو 1300 مواطن بحريني كانوا قد جاؤوا إلى إيران بغرض الزيارة والسياحة أصبحوا مجبرين على الإقامة الطويلة في إيران رغماً عنهم".

فيما قالت جمعية "الوفاق" 6 مارس/ آذار إن العدد الحقيقي للبحرينيين العالقين في إيران هو 2130 مضيفة بأن "النظام في البحرين يمتنع عن إرجاعهم متخلياً عن أبسط مسئولياته". يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه البحرين بأنها ستمنح أعضاء فرق فورمولا 1 استثناء من «حظر كورونا». وبعد حملة من الضغط الاجتماعي والإعلامي وافقت السلطات البحرينية على البدء في برنامج لإجلاء العالقين في إيران ففي 11 مارس/ آذار قامت وزارة الصحة بتأجير طائرة أجلت على متنها 165 مواطنًا ومواطنة حيث تم إخضاعهم فور وصولهم للفحوصات المختبرية. وتم الكشف عن وجود 77 حالة قائمة وسطهم حيث تم نقلهم جميعاً لمركز العزل والعلاج.

وسرعان ما ارتفعت بعض الأصوات داعية إلى إيقاف إجلاء المواطنين العالقين في إيران. واستنكر كبار علماء البحرين في بيان لهم 12 مارس/ آذار هذه المطالبات مشددين على إنها "مطالبات غير دستورية ومتنافية مع تعاليم الدين والقيم الإنسانية".

وشهد 11 مارس/ آذار إطلاق عدد من المعتقلين السياسيين ممن قضوا في السجن بين عام و8 أعوام، وتبقّى من مدّة أحكامهم أيام أو أشهر قليلة في إطار الخشية من انتقال الفيروس إلى المعتقلين. ولاحقا أصدر ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة مرسوما بالعفو عن 901 مسجون «لدواع إنسانية وفي ظل الظروف الراهنة». وأكثرية هؤلاء من السجناء الجنائيين إذ بلغت نسبة السجناء السياسين الذين تم الإفراج عنهم  17 % من بين 1490 سجيناً أفرج عنهم فعليا. من جهته قال وزير الداخلية راشد بن عبد الله آل خليفة إن الوزارة قامت بإجراء دراسة وافية بغرض تحديد من تنطبق عليه الشروط الموضوعية والقانونية للعقوبات البديلة، مع مراعاة النزيلات وصغار السن والمرضى ممن يحتاجون رعاية خاصة».

وفي بيان له في 11 مارس/ آذار دعا آية الله الشيخ عيسى قاسم إلى إيقاف الفعاليات الدينية والاجتماعية لعدم تفشي كورونا وحتى إشعار آخر لحين "ارتفاع الخطر حفاظاً على الأرواح التي لا يجوز بذلها إلا بإذن واضح من الشارع المقدس".

وفي 13 مارس/ آذار  اتهم وزير داخلية البحرين راشد بن عبدالله آل خليفة إيران بشن عدوان بيولوجي على بلاده، وهو الأمر الذي رفضه متحدثون إيرانيون بشدة. وقال الوزير البحريني خلال اجتماع بمجلس النواب إن تكتم إيران حول انتشار الفيروس في بداية الأمر "بهذا التصرف سمحت بانتقال فيروس خطير للخارج،  وفي تقديري أن هذا الامر يعد من أشكال العدوان البيولوجي المحرم دوليا». 

وفي 13 مارس/ آذار أعلن بشكل رسمي على لسان رئيس رئيس الفورمولا 1 تشيس كاري  عن إلغاء سباق فورمولا البحرين للسيارات السريعة. وجاء الإعلان 

وفي 16 مارس/ آذار سجلت البحرين أول حالة وفاة بفيروس كورونا لمواطنة تبلغ من العمر 65 عاما، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة، وهي أيضاً الوفاة الأولى في منطقة الخليج. فيما سجل في هذا اليوم أيضاً وفاة المواطن سيد حميد سيد مصطفى وهو الخامس الذي يفارق الحياة من البحرينيين العالقين في إيران.

وفي 16 من الشهر نفسه دعت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية المواطنين إلى التطوع من أجل مكافحة فيروس كورونا، وثمنت الجهود والمساعي المبذولة من أبناء البحرين وكافة الجهات المعنية على كل المستويات في مكافحة فايروس كورونا المستجد. كما دعا العلامة السيد عبدالله الغريفي 17 مارس/ آذار إلى الوقوف صفا واحدا لمواجهة وباء كورونا مطالبا بالالتزام بالتوجيهات الصحية.

وقالت الحكومة 17 مارس/ آذار إنها أقرّت حزمة مالية واقتصادية بقيمة 4.3 مليار دينار لمواجهة التأثيرات الاقتصادية بسبب تفشي فيروس كورونا. 

وفي 22 مارس/ آذار أعلنت وزارة الصحة البحرينية عن وصول ثاني دفعة من المواطنين العالقين في إيران إلى البلاد بتاريخ 23 مارس/ آذار. لكن الرحلة التي كان من المقرر أن تغادر مدينة مشهد المقدسة باتجاه مطار البحرين الدولي قد ألغيت في اليوم نفسه فيما صرحت وزارة الصحة بأن "الأسباب لوجستية". 

وفي 22 مارس/ آذار أعلن عن تسجيل ثاني حالة وفاة بين المصابين بفيروس كورونا لسيدة بحرينية تبلغ من العمر 51 عاماً. لتتبعها حالة الوفاة الثالثة في 24 مارس/ آذار وهي لمواطن بحريني يبلغ من العمر 65 عامًا.

وفي 25 مارس/ آذار وصل 61 مواطناً إلى البحرين على متن طائرة قادمة من مدينة مشهد الإيراني ضمن الدفعة الثانية من العالقين في إيران.

وفي 27 مارس/ آذار أمر أمن مطار مسقط 76 بحرينياً من العالقين في إيران بالعودة إلى مدينة مشهد الإيرانية عن طريق الدوحة بعد رفض السلطات البحرينية استقبالهم. وكان من المقرر عودتهم للبحرين عبر رحلة طيران الخليج رقم 563 بعد أن قاموا بالسفر إلى مسقط عن طريق الدوحة على نفقتهم الخاصة، إلا أن طاقم الطائرة رفض السماح لهم بصعودها. لكنهم أعيدوا إلى البحرين في اليوم الموالي على متن طائرة تابعة إلى  طيران السلام العماني. وأدى رفض طيران الخليج لنقلهم إلى غضب شعبي في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما قامت السلطات العمانية بالضغط على نظيرتها البحرينية للسماح بإعادتهم على متن طائرة أخرى، خصوصاً مع دخول قرار إغلاق المجال الجوي العماني حيز التنفيذ 29 مارس/ آذار 2020. 

ولاحقا في نفس اليوم قال بيان صادر من "مطارات عمان" إن طيران الخليج "أقدمت على خرق لوائح السفر الدولية بعد رفضها إعادة البحرينيين العالقين رغم استيفائهم لكافة الشروط".

بدورها فقد منعت السلطات القطرية يوم 28 مارس/ آذار 31 مواطناً بحرينياً من العالقين في إيران من التوجه إلى سلطنة عمان على متن إحدى رحلات الطيران القطري بناء على تعليمات الأخيرة للسلطات القطرية. وفي خطوة لافتة فقد قررت حكومة قطر استضافتهم  وفق بيان رسمي. وقال بيان رسمي لجمعية الوفاق في 28 مارس إن البحرين "تضع العراقيل المختلفة للحؤول دون عودة العالقين وإن هناك لا زال أكثر من 1000 مواطن بحريني عالقين في إيران وقطر والمملكة الأردنية ودول أخرى".

وإثر الإعلان القطري فقد ردت السلطات البحرينية بترتيب رحلة إجلاء في 29 مارس للمواطنين العالقين في الدوحة القادمين من إيران. 

وفي 3 ابريل/ نيسان تم إجلاء 99 مواطناً ومواطنة ضمن الدفعة الرابعة من البحرينيين العالقين في إيران عبر طائرة تابعة لطيران كيش الإيراني من مدينة مشهد المقدسة.

وأعلنت السلطات البحرينية عن خطة إجلاء حوالي 3 آلاف مواطناً ومواطنة من العالم، على دفعات، من المفترض أن تنتهي مع أواخر مايو/ أيار 2020، الأمر الذي لاقى انتقادات من نشطاء بسبب الفارق الزمني بين رحلات الإجلاء رغم وجود طاقة استيعابية عالية. فيما دعا  السيد عبدالله الغريفي في حديث له إلى "ضرورة التعجيل بعودة العالقين في إيران"، معبراً عن تثمينه "لجهود الدولة في مواجهة وباء كورونا". 

 وفي 6 ابريل/ نيسان وصلت الدفعة الخامسة من المواطنين العالقين في إيران إلى مطار البحرين الدوليّ مؤلفة من 120 بحرينيًا.

وفي 14 ابريل/ نيسان جدد آية الله الشيخ عيسى قاسم دعوته لإطلاق سراح السجناء قائلاً إنه "لا عذر بعد تفشي الوباء".

وفي 19 ابريل/ نيسان أعلنت وزارة الصحة عن وصول طائرة تابعة إلى طيران الخليج قادمة من إيران ضمن خطة الإجلاء للمواطنين المتواجدين في الخارج وفق الإجراءات الاحترازية الطبية اللازمة. وتعد هذه الدفعة من خارج الجدولة الزمنية المعلنة من قبل.

وفي 23 ابريل/ نيسان قال آية الله الشيخ عيسى قاسم، إنّه يرى عدم التزام المواطنين بقرار إدارة الأوقافُ الجعفرية بمنعِ بثِّ القرآن، والدعاء، والمجالس الحسينية، عبر مكبِّرات الصوت في شهر رمضان. وطالب إدارة الأوقاف بسحب القرار.

وفي 13 مايو/ أيار استدعت السلطات البحرينية عددًا كبيرًا من رؤساء المآتم وقيمي مساجد من مختلف أنحاء البحرين بحجة مخالفة القانون عبر تشغيل مكبرات الصوت في مخالفة للإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا. وأجبروا على توقيع تعهد بعد استخدام مكبّرات الصوت وتهديدهم بالسجن وغرامات مالية تصل إلى 10 آلاف دينار.

وفي 4 يونيو/ حزيران أعلنت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف عن «التريث في إقامة صلاة الجمعة»، في أعقاب تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا بشكل ملحوظ.

وفي 15 يونيو/ حزيران أعلنت البحرين عن تسجيل أكثر من 18 ألف إصابة بفيروس كورونا منذ تفشي الوباء و23 حالة وفاة. 

وفي 16 يونيو/ حزيران أعلنت السلطات عن عودة النشاط الرياضي واستئناف الدوريات المحلية بدءاً من منتصف يوليو/ تموز من دون جمهور.