براين دولي: دروس للسّفير الأمريكي المقبل في البحرين

السفير الأمريكي المقبل في البحرين ستيفن بوندي (أرشيف)
السفير الأمريكي المقبل في البحرين ستيفن بوندي (أرشيف)

براين دولي - موقع هيومن رايتس فيرست - 2021-05-11 - 9:26 م

ترجمة مرآة البحرين

يبدو أن ستيفن بوندي سيكون السفير المقبل للولايات المتحدة في البحرين. لقد رشّحه الرئيس جو بايدن لهذا المنصب، وإذا افترضنا أنّه سيجتاز جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ للتثبيت، فإنّه سيقيم في المنامة فيما قد يُشَكّل  فترة انتقالية في الحكومة البحرينية -كما نأمل.

مملكة البحرين  حليف عسكري للولايات المتحدة على المدى الطويل. وهي نظام دكتاتوري قمعي، حيث تحكم أقلية سنية الأغلبية الشيعية. وثقت هيومن رايتس فيرست لعدة سنوات عنف الحكومة البحرينية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وانتهاكات ممنهجة أخرى في البلاد. توفي عم الملك، والذي كان رئيس الوزراء غير المنتخب في البلاد منذ العام 1971، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتولى ولي العهد الأصغر، الذي يقال إنه إصلاحي، المنصب (وهو أيضًا غير منتخب).  يشعر المتفائلون ببعض العلامات في الأجواء  - فقد تم الإفراج المشروط عن عشرات السجناء في الأسابيع الأخيرة، وهناك حديث كثير عن "التحديث" من قبل النخبة الحاكمة. ومع ذلك، تبقى المشاكل الأساسية قائمة، فالبحرين لا تسمح بوجود جماعات المعارضة أو الإعلام المستقل. أُجبِر المدافعون عن حقوق الإنسان على السجن أو الذهاب إلى المنفى. وتخضع سياساتها لسيطرة كاملة من قبل الأسرة الحاكمة.

وتشكل محاولة التوفيق بين الشكاوى من انتهاكات حقوق الإنسان للنظام الملكي والحفاظ على التحالف العسكري، بما في ذلك استضافة البحرين لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، مهمة صعبة لأي سفير أمريكي في البحرين.

لا أميل لأي دبلوماسي أمريكي(وسيكون ذلك غريبًا)، لكنني سُعِدت بالحديث إلى السفير الأمريكي السابق في البحرين توماس كراجيسكي، الذي شغل منصبه فيها من العامين 2011 و 2014.  تضمنت معظم محادثاتنا خلافات عميقة بشأن تواطؤ الولايات المتحدة في القمع، لكنه كان دائمًا صريحًا.

في بودكاست جديد، كان كراجيسكي على نحو مميز صريحًا بشأن التحديات التي واجهها في تعامله مع العائلة الحاكمة في البحرين، وسيواجه بوندي نماذج مماثلة. يشرح كراجيسكي كيف وصل في العام 2011 بعد وقت قصير من سحق الحكومة للاحتجاجات الشعبية المؤيدة للديمقراطية، وبعد أن كشف تحقيق مستقل حول حملة القمع بالتفصيل عن الانتهاكات وأوصى بإصلاحات. وعندما وصل إلى المملكة، كان قد تم تعليق بعض المبيعات العسكرية الأمريكية إلى البحرين احتجاجًا على عنف قوات الأمن البحريني. ويقول إن محاولة الدفاع عن المصالح الأمريكية تعني الانجذاب في نفس الوقت في اتجاهين متعاكسين، حيث كان ولا يزال هناك "تناقض بين سياستين رئيستين: الأولى، الدّفع من أجل الإصلاح الديمقراطي ... والثانية، التّأكد من أن هذه العلاقة العسكرية القيّمة ظلت قوية. " أخبرته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن يقوم بأمرين في الوقت نفسه، وأن يدفع كلا الأجندتين بطريقة ما. لكن أولويات واشنطن "تأرجحت، وأصبحت حرفيًا من يوم إلى يوم".

ويضيف كراجيسكي أنّ سجل الولايات المتحدة السيئ في مجال حقوق الإنسان شكّل مصدر إحراج أيضًا. يروي كيف تم تزوير انتخابات المملكة و"ضمنت بشكل أساسي أنه لن تكون هناك أغلبية [معارضة] في البرلمان ... الرجل المسؤول عن عمليات الغش، وهو أحد أعضاء الديوان الملكي ... نظر إلي وقال: "لقد تعلمنا كل شيء منك".

 لن يتحقق الاستقرار الحقيقي للبحرين إلا في حال وجود حكومة شاملة تحترم الحقوق. كراجيسكي على حق في التحذير من أنّه ما لم يتم إحراز تقدم في الإصلاح السياسي، فإن "الشيعة، الذين يعانون من الحرمان والبقاء خارج السلطة في الأماكن المهمة: أي الجيش والحكومة، سوف ينتفضون مجددًا في الشوارع في النهاية، وستتحول هذه التّظاهرات إلى العنف. يحدث ذلك كل عشرة أعوام تقريبًا.

نتوقع انتفاضة أخرى الآن. وفي حال رغب بوندي بألا يخطو في أزمة متفجرة أخرى، سيكون على إدارة بايدن أن تدفع البحرين بشكل عاجل لإجراء الإصلاحات السياسية والحقوقية الفورية والشاملة التي تحتاجها.

 

النص الأصلي