التحديات التي تواجهها اتفاقيات أبراهام

إطلاق الصواريخ من قطاع غزة - فلسطين
إطلاق الصواريخ من قطاع غزة - فلسطين

روجر شاناهان - موقع معهد لووي للسياسة الدولية - 2021-05-26 - 2:39 ص

ترجمة مرآة البحرين 

بالنسبة للدول الأطراف في ما يسمى باتفاقيات أبراهام - وهي سلسلة الاتفاقيات الدبلوماسية التي طبّعت بموجبها العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، والتي أشادت بها إدارة ترامب، شكّل اندلاع الانتفاضة الأخيرة للفلسطينيين في وجه إسرائيل تحديًا صعبًا. ولطالما كانت المسألة الفلسطينية العنصر المفقود في العلاقات الثنائية التي نتجت خلال العام الماضي عن تبادل السفراء والوعود بالإمكانات الاقتصادية.

واندلعت احتجاجات في المغرب لدعم الفلسطينيين وإدانة اتفاق تطبيع العلاقات، كما وردت أنباء عن تظاهرات في البحرين والإمارات، بالإضافة إلى ردود فعل عنيفة على الإنترنت. وسعى السودان للدفاع عن قراره بالإعلان أنّ اعترافه بإسرائيل "لا علاقة له بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم".

وبالعودة إلى سبتمبر/أيلول من العام الماضي، عندما أصبحت الإمارات العربية المتحدة الدولة الخليجية الأولى التي توقع اتفاقية تطبيع مع  إسرائيل، سعت إلى تهدئة أي شعور بعدم الارتياح بشأن صورتها كدولة تخرق التضامن العربي على خلفية دعم القضية الفلسطينية من خلال الزعم أنّ قرارها أوقف تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم الأراضي الفلسطينية. لكن كان  بالإمكان تحقيق هذا، إذ إن نتنياهو على الأرجح ما كان سينفذ هذا التّهديد،  حتى في الفترة التي حصل فيها على دعم كبير من عائلة ترامب في البيت الأبيض.

وظهرت توترات أشد عمقًا في المنطقة حول المسار الذي سلكته الدول التي وقّعت اتفاقيات أبراهام من خلال التقارير الإعلامية عن القتال الحالي. فعلى سبيل المثال، نشرت قناة الجزيرة القطرية مقالات رأي تنتقد بشدة اتفاقيات أبراهام في ضوء الأحداث الجارية، وحذت حذوها قناة تي آر تي وورلد في أنقرة.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكثر تشددًا في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، إذ اتهم الدول التي وقّعت على اتفاقيات أبراهام بأنّها "فقدت بوصلتها الأخلاقية" وقوّضت التضامن الإقليمي، وقال إنه "إذا كان لدينا  هناك تصريحات فاترة في داخل عائلتنا، كيف ننتقد الآخرين؟ من سيأخذ كلامنا على محمل الجد؟ "

من جانبها ، نجحت الإمارات في تجاوز السياسة بسبب التركيز الشديد على غزة. وتعتبر الإمارات العربية المتحدة  أنّ الإسلام السياسي، سواء في ظل حكم منظمة حماس، التي تسيطر على غزة، أو جماعات أخرى مثل جماعة الإخوان المسلمين، يشكل تهديدًا وجوديًا. وغزة كموقع لا تحظى بذات الاستجابة العاطفية بين السكان العرب كما تفعل القدس والضفة الغربية.

لكن مشاهد الاحتجاجات في الضفة الغربية وتواجد قوات الأمن الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى كانا أكثر إشكالية بكثير للموقعين على اتفاقيات أبراهام. 

وانضمت الإمارات إلى موجهي الانتقادات الموجهة لإسرائيل برعاية جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لكنها اتُّهمت بالتباطؤ، مع آخرين. وتمت قراءة مقابلة مع السفير الإماراتي المعين حديثًا بعد وصوله مؤخرًا إلى إسرائيل بشكل سيء بعد أيام قليلة من نشرها.

كانت تصفية الحسابات بشأن القضية الفلسطينية ستأتي دائمًا لتلك الدول الموقعة على اتفاقيات أبراهام - حتى لو لم تعتقد الأخيرة أن ذلك سيحدث بهذه السرعة. وفي حين عنى التركيز على غزة وحماس في القتال الحالي أن دولًا مثل الإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين ستكون قادرة على التغلب على هذه الانتفاضة الحالية من دون اضطرابات داخلية كبيرة، فقد تشكل الصراعات المستقبلية تحديًا أكبر على المستوى السياسي، وقد يعتمد ذلك أيضًا على مدة استمرار وقف إطلاق النار الموعود.

كلما انتقل الصراع إلى ما بعد غزة، ارتفع الثمن الذي سيكون على الحكام العرب على الأرجح دفعه سياسيًا. ومن غير المرجح أن يكون هذا الدرس قد ضاع على حماس أو مؤيديها أو الفلسطينيين على نطاق أوسع. قد تكون بذور معركة أكبر في المستقبل قد زرعت خلال هذا الصراع الحالي.

النص الأصلي