عباس حسين: 500 وفاة في شهر واحد بسبب المتحور الهندي

عباس حسين - 2021-06-25 - 9:55 ص

في 24 من شهر مايو الماضي 2021، فجعت البحرين بواحد من أعلى أرقام الوفيات اليومية منذ بدء جائحة كورونا، بلغت 28 وفاة في يوم واحد.
مضى شهر واحد على ذلك اليوم الأسود، وتكرر المشهد في أيام أخرى بأعلى منه قليلاً أو أقل، لكن المفارقة أن قرارات الفريق الوطني كانت تتجه لمزيد من الفتح للأنشطة بالتزامن مع ارتفاع الأرقام في ذلك التاريخ ومنها فتح محلات الألعاب.
في منتصف يونيو الجاري، أعلنت دول خليجية رصد المتحور الهندي (دلتا) داخل حدودها، منها الكويت وسلطنة عمان، بأعداد محدودة واستنفرت على إثرها الفرق الطبية والجهات الرسمية لمحاصرته، وما زالت أرقام الوفيات لديهم بفارق شاسع عما لدينا.
تأخر عنهم المتحور (دلتا) بينما رحبت به بلادنا، فما الذي جنيناه من فتح المطار وعدم تعليق الرحلات؟ بدأت طفرات زيادة الوفيات بالبحرين منذ شهر فبراير الماضي، ووصلت ذروتها في الشهر الجاري، ولازال هذا المتحور الشرس يحصد أرواح ضحاياه بسبب قرارات الفريق الوطني وسياسة تقديم المصالح الاقتصادية على أرواح الناس.
بالأرقام، فإن ما بين 20 مايو الماضي حتى 19 يونيو الجاري (مدة شهر واحد فقط)، بلغت الوفيات 526 وفاة، في حين أن وفيات جميع الأشهر ما قبل دخول المتحور للبلاد في فبراير كانت عند معدل 34 وفاة، ما يفضي للرقم المفزع الذي تسبب به فريق لازال يكابر ويصر على أخطائه الكارثية، بفارق 492 وفاة فوق المعدل الشهري لما قبل دخول المتحور.

جرى اكتشاف المتحور الهندي في أكثر من 63 دولة منها البحرين، كانت الأخبار العالمية وخوارط انتشار هذا المتحور تشير لوصوله إلى المنامة منذ فبراير 2021، لكن الفريق الطبي على منصة التكرار تجاهل عمداً هذه الأخبار بالرغم من وجود قناعة لدى المجتمع بوصوله نظراً للطفرات الكبيرة في الأرقام وسرعة الانتشار.
وفيات عام كامل في شهر، بلغة الأرقام التي تفنن الفريق الطبي في التلاعب بها، إن إحصائيات البحرين تقول إن عدد الوفيات المسجلة خلال عام 2020 بكامله بلغت 352 وفاة، بينما بلغت 350 خلال أقل من شهر منذ بداية الشهر الجاري (يونيو 2021) وحتى تاريخ 23 منه.
أليس من حقنا أن نسأل الآن: أي كارثة ارتكبتم بحق شعب بريء من اتهاماتكم له بالتقصير وعدم الوعي؟ ولم تقم شعوب أخرى وخصوصا المجاورة بأكثر مما قام به شعبنا هنا.. المواطنون والمقيمون وقبلهم الكادر الصحي المخلص، أنهكهم (الاستهتار الرسمي) و(عدم الأخذ والاحترازات) العامة التي يفترض بالحكومة القيام بها، وأولها إغلاق المطار الذي ما زال مفتوحاً لدول المتحور الهندي واكتفت بتقييد محدود للقادمين.
ما كان للدول إلا أن تؤخر دخوله لحدودها لحين أن تهدأ موجته، وتسيج حدودها وتستعد مبكراً له، لكن فريقنا العتيد الذي لا ينبغي أن يُنسى ماقاله أبداً، إجابة د.جميلة السلمان ود. وليد المانع في وقتين مختلفين، قالا بأن تعليق الطيران لايمثل فارقاً في الأرقام لأن إصابات القادمين من الخارج محدودة، بهذه النظرة التي بررت قرارات الرأسمالية المتوحشة دخل المتحور الهندي، ويكفي دخول حالة واحدة، لتحدث هذه المجزرة!

*ناشط بحريني