دونك أنف تميم
2021-08-29 - 1:35 ص
مرآة البحرين (خاص): لا يبدو أن قطر مستعدة لإرخاء الحبل مع البحرين حتى الآن، فتغطية قناة الجزيرة وتعاطي الصحف الممولة قطريا مع الشأن البحريني تشير إلى أن الدوحة ترى أن الوقت لم يحن لتسوية الأمر مع المنامة.
ما هو واضح من هذا التعنت القطري أن الدوحة تريد أن تدفع البحرين، المُلحق بالتحالف الثلاثي، ثمن لعب دور سفيه القوم، الذي لا يعرف مصالحه وأضاعها وباعها بأبخس الأثمان.
ففي موضوع الخلاف مع البحرين، استمرت قطر في توجيه الصفعات الإعلامية والسياسية للبحرين وكأنّ قمة العلا لم تحدث ومخرجاتها لم يتم التوقيع عليها. فاستمرت الجزيرة في تسليط الأضواء على الانتهاكات التي تقوم بها حكومة البحرين بحق الأغلبية المعارضة.
وكانت تغطية الجزيرة إلى الاضطرابات السياسية التي تشهدها البحرين منذ العام 2011 إحدى النقاط التي تحتج عليها المنامة، إضافة إلى منح الجنسية لأبناء القبائل السنية التي تستند عليها عائلة آل خليفة في حكم البلاد.
أما سياسيا، فقد رفضت الدوحة طلبات متكررة من البحرين لإرسال وفد للتفاهم حول «القضايا العالقة» بحسب تصريحات وزير الخارجية عبداللطيف الزياني ومسؤولين بحرينيين آخرين، على الرغم من إبلاغ المنامة حلفائها بسلوك «الدوحة المتعنّت».
وفي ذات السياق، استعادت قطر الحق في السيطرة على مجالها الجوي بموجب قرار من مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو). وقالت البحرين إنها تسيطر على المجال الجوي بموجب اتفاق مع قطر.
وفي الوقت الذي دعت فيه (إيكاو) إلى محادثات بين الجانبين تحت إشرافها للاتفاق على الترتيبات الفنية لإنشاء منطقة في الدوحة لمعلومات الرحلات، قالت البحرين إن ذلك يجب أن يكون في إطار مجلس التعاون.
في قبال كل تلك الضربات، ليس لدى البحرين أي أوراق ضغط تضغط بها على قطر، فالتلفزيون الرسمي لا يصل أبعد من منطقة البث في مدينة عيسى بكثير، أما الصحف البحرينية فلا يقرؤها إلا النزر القليل من المتقاعدين.
لذلك فهناك خياران اثنان أمام البحرين لا ثالث لهما: إما الاستمرار في تلقي الضربات القطرية أو تنفيذ إملاءاتها إذا ما رغبت في إنهاء التوترات المستمرة معها وإعادة العلاقات إلى ما قبل يونيو 2017.
لكن السؤال الذي يتبادر للأذهان متى ستُشبع قطر كبرياءها؟
لم تعلن قطر رغبتها فعلا في الاستمرار في عدائها مع البحرين، والاستمرار في توجيه الضربات إلى ما لا نهاية، فمن شأن ذلك أن يعيد الخلافات من جديد إلى الواجهة في لحظة ما على المدى المتوسط.
ولا تطمع قطر في تحقيق كسب مادي، لأنه ليس لدى حكومة البحرين ما تعطيه قطر بل على العكس تماما، كانت العائلة الحاكمة تشتكي من أن قطر لم تمنح الغاز للبحرين رغم توافره بكثرة في الدوحة.
لذلك يبدو أن قطر تبحث عن كسب معنوي ربما يكون ذلك في شكل نزول أحد زعماء دول المقاطعة على شيخ قبيلة آل ثاني، وهي التقاطة يعرف مدى مهانتها شيوخ القبائل.