بانوراما 2021: تطبيع بلا هوادة مع إسرائيل... 25 خطوة تطبيعية بحرينية

تظاهرات رافضة لزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد - 30 سبتمبر 2021
تظاهرات رافضة لزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد - 30 سبتمبر 2021

2021-12-30 - 10:02 م

مرآة البحرين (خاص): على الرغم من إعلان البحرين تطبيع العلاقات مع إسرائيل في العام 2020، إلا أن الخطوات التطبيعية التي اتخذتها في العام 2021 كانت كثيرة من حيث الكم بلغت حوالي 25 خطوة تطبيعية، فلم يعد يمضي شهر إلا وخطت فيه البحرين خطوات تطبيعية جديدة مع دولة الكيان، لتبلغ خلال العام حوالي 25 خطوة تطبيعية.

أما الذي لا يمكن تجاهله هو الرفض والسخط الشعبي العارم الذي كان يلاقي كل خطوة تطبيعية، عبر الحملات الالكترونية، البيانات الصادرة من الشخصيات الدينية والسياسية، والمسيرات الاحتجاجية التي عمت قرى ومناطق البحرين طوال العام.

بدأت حكومة البحرين العام باستقبالها (13 يناير) القائم بأعمال السفير الإسرائيلي إيتاي تاغنر، والذي استقبله وكيل وزارة الخارجية عبدالله بن أحمد آل خليفة، وهو الحدث الذي قابله مواطنون باحتجاجات ومظاهرات واسعة (16 يناير) بعد صلاة الجمعة.

قامت إدارة ترامب المنتهية ولايته (16 يناير) بتصنيف الإمارات والبحرين كشركاء أمنيين رئيسيين قبل 4 أيام من مغادرة ترامب للبيت الأبيض، مكافأة للدولتين على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

مع مطلع فبراير بدأت البحرين رسمياً منح السجلات التجارية لشركات إسرائيلية، بعد منح وزارة التجارة (4 فبراير) ترخيصاً تجارياً لشركة «إسكار إل تي» الإسرائيلية من أجل مزاولة نشاطها في البحرين.

في 1 مارس بدأت البحرين رسمياً تبادل الطرود البريدية مع كيان الاحتلال، ومع أواخر الشهر بدأت تعاوناً طبياً مع الكيان من خلال مستشفى السلمانية في البحرين ومركز شيبا الإسرائيلي.

انتقلت البحرين إلى مرحلة جديدة من التطبيع، بتغطيتها لجرائم الاحتلال في فلسطين، وامتنعت عن التصويت على قرار في اجتماع مجلس حقوق الإنسان يدعو إلى حظر بيع الأسلحة لإسرائيل ومساءلتها عن انتهاكات حقوق الإنسان بحق الفلسطينيين.

وشهد شهر مارس أيضاً تدشين الحساب الرسمي لسفارة الكيان في البحرين، بالإضافة إلى تعيين خالد يوسف الجلاهمة سفيراً للبحرين في تل أبيب من قبل الملك.

في مطلع أبريل جابت مسيرات غاضبة شوارع مناطق وقرى البحرين، وقامت بحرق صورة الجلاهمة أول سفير للبحرين في إسرائيل.

في 25 أبريل أعلنت البحرين عن اعتراف متبادل ببرامج تطعيم كوفيد-19 مع الكيان، لتسهيل السفر بين البلدين.

في مطلع مايو كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن البحرين أصبحت عضواً في مؤسسة سيطلقها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب) لتشجيع التطبيع مع إسرائيل، وكشفت السفيرة السابقة لدى الولايات المتحدة هدى نونو أن كوشنر أهدى ملك البحرين لفيفاً من التوراة لنقلها إلى كنيس يهودي في المنامة، وعلق حينها رئيس الجاهلية اليهودية في البحرين إبراهيم داود نونو أنه لم يعد ينقصهم سوى الحاخام فقط.

وانتقد الزعيم الروحي للطائفة الشيعية في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم الاندفاعة الجنونية للحكومة من أجل تأسيس «تواجد صهيوني واسع في الخليج».

في الأسبوع الأول من مايو وصل رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين للبحرين، في ثاني زيارة رسمية له (أول زيارة رسمية قام بها كانت في 30 سبتمبر 2020 بعد أسبوعين من تطبيع العلاقات فقط) والتقى وفق بيان نشرته وكالة أنباء البحرين برئيس جهاز المخابرات الوطني عادل خليفة الفاضل ورئيس جهاز الأمن الاستراتيجي أحمد بن عبدالعزيز آل خليفة.

وخلال مايو تفاعلت قضية حي الشيخ جراح في القدس، ودخلت غزة في معركة «سيف القدس»، وسط تأييد بحريني شعبي واسع، قابله من الجانب الرسمي تأييداً لإسرائيل تمثل في مشاركة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد للتعايش السلمي وعضو الأسرة الحاكمة خالد بن أحمد آل خليفة (3 مايو) في ندوة إلى جانب وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي ووزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، للحديث عن «تصاعد العداء لإسرائيل».

بعد خسارة ترامب للانتخابات الأمريكية، خسر بنيامين نتنياهو هو الآخر منصبه في رئاسة حكومة الكيان، لكن البحرين قامت بالتواصل مباشرة مع الحكومة الجديدة برئاسة نتفالي بينيت وفق ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.

في 24 يونيو نشرت الصحافة الإسرائيلية تقارير عن مسارعة الحكومة الإسرائيلية الجديدة في تعميق علاقاتها بالإمارات والبحرين، وفي 26 يونيو أعلنت السفيرة السابقة لدى الولايات المتحدة هدى نونو عن التحضير لزيارة وفد من منظمة تورو المعنية بالتراث اليهودي إلى البحرين.

في 28 يونيو التقى وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، نظيره الإسرائيلي يائير لابيد على هامش اجتماع وزاري في العاصمة الإيطالية روما وهنأه بتوليه منصبه.

في 19 يوليو كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن مراقبة شركة إسرائيلية لهواتف أكثر من 180 صحفياً وناشطاً في العالم بما في ذلك البحرين والسعودية، ومن بين هؤلاء الناشط الحقوقي سيد أحمد الوداعي.

في مطلع أغسطس استحوذ إسرائيليون على شركة البحرين المالية للصرافة BFC من خلال تحالف إماراتي إسرائيلية عبر كيان تجاري أنشئ حديثاً تحت مسمى wizzfinancial.

في 8 أغسطس غادر وكيل وزارة الخارجية عبدالله آل خليفة إلى تل أبيب للاجتماع بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، وأعلن خلال الزيارة عن التحضير لحفل كبير احتفالاً بمرور عام على توقيع اتفاقية التطبيع.

وخلال الزيارة وقع آل خليفة اتفاقية تعاون مع مركز دراسات إسرائيلي لـ «مكافحة إيران في حرب الأفكار». وقال الوزير الفلسطيني السابق أشرف العجرمي أن الاتفاقية هي في الواقع «مذكرة استخباراتية» حولت البحرين إلى قاعدة متقدمة للتجسس على إيران.

في 10 أغسطس صرح سفير البحرين لدى الولايات المتحدة عبدالله بن راشد آل خليفة لصحيفة إسرائيلية بخصوص الحرب الأخيرة على غزة واصفاً الفلسطينيين بـ «الإرهابيين»، في أول تصريح علني يتبنى بالكامل الموقف الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

في منتصف أغسطس زار وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد المغرب، ومن هناك صرح بأن الكيان سيفتتح بعثته الدبلوماسية في البحرين خلال شهر.

استمرت قضية تجسس الشركة الإسرائيلية على نشطاء بحرينيين بالتفاعل، وأصدرت منظمة «سيتيزين لاب» تقريراً قالت فيه إن البحرين تجسست على 9 معارضين باستخدام البرنامج الإسرائيلي، وكشف الناشط علي عبدالإمام المتخصص في الأمور التقنية أن إسرائيل باتت تملك نسخة من معلومات الضحايا.

في 2 سبتمبر عين إسرائيل إيتان نائيه سفيراً لها لدى البحرين، وفي 18 سبتمبر أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد عن زيارة مرتقبة له إلى البحرين، وكشف تقرير لبي بي سي إن حجم التبادل التجاري بين البحرين وكيان الاحتلال بلغ 300 ألف دولار خلال العام الأول من التطبيع.

في 27 سبتمبر اجتمع وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني برئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت في نيويورك لبحث التعاون الأمني والسياسي، وفي 30 سبتمبر زار وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد البحرين لافتتاح سفارة الكيان، واستقبله ملك البحرين في قصر الصافرية وسط مظاهرات عمت معظم مناطق البحرين للتنديد بالزيارة.

وانتقدت إيران زيارة وزير خارجية الكيان واعتبرتها «وصمة عار لن تمحى من جبين حكام البحرين»، وكان لافتاً صدور بيانات من آية الله الشيخ عيسى قاسم، كبار علماء البحرين (السيد عبدالله الغريفي، الشيخ محمد صالح الربيعي، الشيخ محمد صنقور، الشيخ محمود العالي والشيخ علي الصددي)، بالإضافة إلى بيان موقع من 240 رجل دين شيعي للتنديد بالزيارة، وسط غياب لأي مواقف رسمية من علماء الطائفة السنية، وهو الأمر الذي انتقده القيادي في وعد يوسف الخاجة داعياً القيادات السنية لرفع صوتها ضد التطبيع.

وقالت وسائل إعلام محلية إن لبيد ناقش مع الملك قضايا أمنية بينها مواجهة المسيرات الإيرانية، وكشف رئيس هيئة الحكومة الالكترونية في البحرين عن منح إسرائيل حق السيادة على معلومات مراكز الحوسبة السحابية في البحرين.

في 28 أكتوبر أعلنت شركة إسرائيلية عن شواغر لديها في مجال تقنية المعلومات في البحرين، وقامت شركة إنديد للوظائف بعرض الإعلان.

في 29 أكتوبر منعت وزارة الداخلية فعالية تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين في جمعية مقاومة التطبيع، وأعلن حينها عن نية ولي العهد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي قريبا.

في 14 نوفمبر شاركت البحرين في مناورة عسكرية أمريكية إلى جانب إسرائيل والإمارات في البحر الأحمر، وفي 2 نوفمبر ذكرى وعد بلفور المشئوم، التقى ولي عهد البحرين سلمان بن حمد برئيس الوزراء الإسرائيلي على هامش قمة المناخ التي أقيمت في مدينة غلاسكو الأسكتلندية.

في 20 نوفمبر استضافت البحرين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيان هولاتا للمشاركة في «حوار المنامة»، واجتمع ولي العهد سلمان بن حمد بـ هولاتا لبحث المستجدات في المنطقة بحضور قادة أمنيين وعسكريين.

في 26 نوفمبر قال القائم بأعمال السفير الإسرائيلي إن علاقات الكيان بالمنامة «جزء من استراتيجية البحرين الأمنية». وفي 17 ديسمبر تلقى ملك البحرين اتصالات هاتفياً من رئيس الكيان يتسحاق هرتشوغ للتهنئة بالعيد الوطني، وأظهرت صور نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي تواجد وفد إسرائيلي في البحرين وتجوله في مسجد الفاتح الذي يمثل أكبر جامع للطائفة السنية في البحرين، وأخذه للصور التذكارية فيه.

مع نهاية العام، استقبل ملك البحرين آيتان نائي وتسلم أوراق اعتماده كأول سفير للكيان في البحرين، وحضر الحفل (29 ديسمبر) نجلي الملك عبدالله وناصر، إلى جانب وزير الديوان خالد بن أحمد، وزير الخارجية عبداللطيف الزياني ورئيس المراسم الملكية خليفة الفضالة.

خلال العام 2020 طبعت البحرين علاقاتها بلا هوادة ودون توقف مع الكيان، من تبادل البريد واعتماد اللقاحات المضادة لكورونا وصولاً إلى المشاركة في مناورات عسكرية مع إسرائيل واعتماد وتبادل السفراء مع الكيان المحتل.

ولا يبدو أن تلك الخطوات ستقل في المستقبل، فالمتابع لهذه العلاقات يستطع أن يرى أن البحرين (والإمارات أيضاً) تبحث عن شريك أمني وعسكري في المنطقة يملأ أي فراغ أمريكي محتمل في المستقبل، وما توقيع هذا الكم من الاتفاقيات وعدم التوقف لحظة من توطيد العلاقات مع الكيان إلا خير دليل على ذلك.