«مرآة البحرين» تحاور نبيل رجب: خسرت أمي نعم... لكنّ خياري المواصلة ولن أتراجع!

2012-10-04 - 1:35 م

 

* إذا لم ننتزع حقوقنا هذه المرّة فلن ننتزعها أبداً لذا... التراجع ممنوع!

* أنا مقطوع عن العالم لكنّ سجني تفصيل صغير.. وسنكون يوماً ما نريد!

* المنامة عاصمتكم فلا تتركوها.. التحدّي أن تملأوها بالتظاهرات

مرآة البحرين (خاص): في أوّل حوار معه، قال الناشط الحقوقي رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، نبيل رجب إنه خسر والدته، ولكنه لا يريد أن يرى خسارة القضيّة التي سجن لأجلها. وأوضح في حوار مع «مرآة البحرين» بأنه يواجه ظروفاً صعبة في السجن بهدف إذلاله،  غير أنه اعتبر ذلك «تفصيلاً صغيراً على الناس ألا تنشغل به». وأضاف «طلبي هو أن تثبتوا، لا ترضخوا، المنامة مدينتكم، اتخذوها عاصمة لتظاهراتكم». فيما يلي مقتطفات:

مرآة البحرين: بمَ تصف ظروف سجنك؟

نبيل رجب: هناك نوع من الإذلال، وقد اشتكيت من ذلك وعبرت عنه في عشرات الرسائل إلى السلطات المسئولة عن السجن. لكن سبق أن قلت لعائلتي وأعيد التأكيد، لا أحب أن يتركز الضوء على ما يحصل لي. لا أريد للناس أن تنشغل بهذا، بي أنا. إن هناك قضية، قضية وطن ومطالب، يجب أن ينشغلوا بذلك. قضية معاملتي في السجن مجرّد تفصيل بسيط. لذلك أقول أن على الناس ألاّ تنشغل به.  

إن كان ثمة شيء يمكن قوله هنا فيتعلق بضرورة تحسين أوضاع السجون بصورة عامة، وظروف جميع المساجين، سواء السياسيين أو حتى أولئك المتهمين في قضايا المخدرات والقضايا الجنائية. يجب أن تتم معاملتهم بأساليب إنسانية. السجن الذي أنزل فيه غريب جداً، لا يوجد ولا بحرينيّ واحداً ضمن الطاقم الذي يدير السجن. جميعهم من الأجانب، استثناء قليل من الضباط البحرينين الذين لا نلتقي بهم، بطبيعة الحال. المستوى التعليمي للسجناء أرفع من السجانين، وهذا شيء تنفرد به البحرين من دون باقي دول العالم.

المرآة: فقدك والدتك لحظة عاطفية. هل من كلمات تصف بها هذه اللحظة؟

رجب: أمي لاشيء، لا أنا لا أبي أو أي من إخواني، كلنا لا نساوي شيئاً في قبال الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن هذه الأرض وعن حقوقهم. لذا فمن أجل أرواح هؤلاء الشهداء يجب ألا نتراجع. نحن أصحاب مباديء وقيم، هذا نظام يريد أن يستبد، يريد أن يستخدمنا كمواطنين درجة أولى وثانية وثالثة ورابعة، لكن علينا ألا نرضخ له. سنخسر أكيد، من الشهداء والمسجونين والجرحى، إنما علينا المواصلة. 

مائتنان سنة ونحن محكومون ظلماً من قبل هذا النظام. يريد كسر عزيمتنا بالأموال وبشركات العلاقات العامة وبالصحفيين الفاسدين والوزراء الساقطين، لكننا أكبر منه. أقول، وهذا قد يستخدم دليلاً ضدي، فأنا خارج من السجن وعائد إليه عما قريب، نحن اليوم أثبت من أي يوم مضى، لذا علينا أن نواصل نضالنا. ماتت والدتي من دون أن تستطيع رؤيتي، آمل أن ألتقيها في دنيا أخرى، لكن طلبي هو: ألا تتراجعوا، حقوقكم هي أولاً، والمنامة عاصمتكم لاتتوكوها. النظام يحاول تشتيتكم،  دفعكم إلى الخروج من البلد واستبدالكم بمواطنين آخرين. إنما رجائي أن تثبتوا. 

المرآة: ما تعليقك على الموقف الدولي من قضيتك؟

رجب: في الحقيقة، إنني مقطوع عن العالم، النظام يتعمد جعلي مقطوعاً عن العالم. ممنوع عليّ التحدث في الهاتف عن أية أمور تتعلق بالشأن العام مع زوجتي. بل لا يحق لي حتى اقتناء صحيفة «الوسط»، الصحيفة الوحيدة التي ربما تتمتع باستقلالية. وهذه جناية تفوق حتى تلك المتعلقة بالمخدرات! حاولت مرة حين أخذي إلى المحكمة التقاط نسخة منها، سرعان ما باغتني رجال الشرطة، احتوشوني كي يأخذوها مني. لايوجد أي مصدر أخبار لديّ عدا هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» العربية، فهي مصدرنا الوحيد في السجن. لكن رغم ذلك، فأنا متأكد أن المجتمع الدولي يقوم بدوره، في حين يواصل النظام تعنته، ويتفادى الخضوع له. لكن من جانب آخر، فإن النظام فقد كثيراً من سمعته. يعتقد أنه يستطيع بواسطة البهرجة والشركات العامة تجاوز المجتمع الدولي. لكن  الحقيقة مختلفة. قناعتي هي أن النظام في أزمة، هو يحاول التظاهر بعكس ذلك، غير أنه في أزمة.

المرآة: كلمة أخيرة؟

رجب: أدعو الجميع إلي النزول في كل تظاهرة، على رأسها تلك التظاهرات التي تقام في العاصمة المنامة. إن هذا هو التحدي الأكبر. أدعو كل رجل وامرأة، أنا أتابع من داخل السجن أخباركم في الصحف المسموح لي قراءتها، المنامة عاصمتكم، لا تتركوها. حين شاهدت التظاهرة الأخيرة في المنامة  على صفحات الصحف المسموح لي رؤيتها، لم أشاهد نساءاً إلى جوار (أمين عام جمعية "الوفاق" الوطني الإسلامية) الشيخ علي سلمان. قد تكون تلك صدفة، لكن لا تتقاعسوا، رجالاً ونساءاً، كونوا متواجدين في المنامة دفاعاً عن حقوقكم وكرامتكم. إن هذا هو التحدي أمامكم، إذا لم ننتزع حقوقنا في هذه المرّة سوف لن ننتزعها، لذا علينا أن نثبت، وسنثبت. يستطيع الحكم أن يقتلنا أو يقتل أهالينا، ولكننا لن نتراجع وسننتصر.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus