الشيخ الديهي في فعالية "يوم الخيانة": النظام يحاول طمس هوية المنامة والبحرين البلد الثاني الذي سيحتل من إسرائيل من خلال شراء العقارات

نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ حسين الديهي ملقيًا خطابه اليوم
نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ حسين الديهي ملقيًا خطابه اليوم

2022-09-09 - 9:34 م

مرآة البحرين (خاص):

قال نائب أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الشيخ حسين الديهي إن النظام البحريني يسعى إلى تهويد البلاد وطمس هوية العاصمة المنامة "المعروفة بتاريخها الأصيل".

وفي كلمة له خلال فعالية "يوم الخيانة" التي نظمتها الوفاق في العاصمة اللبنانية بيروت بمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، شدد الديهي (الجمعة 9 سبتمبر 2022) على وقوف شعب البحرين إلى جانب فلسطين وشعبها المقاوم "ومع هذه الظلامة التي استمرت لسنين طويلة  حتى استرجاع آخر شبر من أراضيه المحتلة". 

وأكد الديهي أن فلسطين ستبقى قضية البحرينيين "مهما حاول النظام البحريني أن يضع يده في يد هذا الكيان المنبوذ، وسلموه مقاليد كل شيء" موضحاً أن النظام فتح لـ "هذا الكيان المنبوذ كل الأذرع، رحبوا به في كل مكان، أوجدوه في كل مفاصل أرضنا، من أجل أن يجعلوا له وجودًا من لا شيء، وهو نظام مؤقت زائل"، محذراً من أن هذا الكيان زائل ومؤقت "وسيزول معه من يقف إلى جانبه". 

واستنكر خلال كلمته عمل النظام على تثبيت هوية يهودية على أرض البحرين وفي العاصمة المنامة "هذه العاصمة العريقة الأصيلة، المعروفة بتاريخها الأصيل، المملوءة بالمعالم الطيبة، الإسلامية، وغيرها. اليوم النظام يريد أن يُهَوّد هذه العاصمة، وأعطاهم جزءًا كبيرًا من أرضنا في العاصمة تحت عنوان إحياء الحي اليهودي في العاصمة المنامة، والتف مراوغًا تجاه من يريد شراء أراضي بعض أبناء العاصمة المنامة بعناوين مُزَوّرة، بشركات متصهينة وأفراد متصهينين، أرادوا شراء أراضٍ من العاصمة لإعطائها لليهود، لإحياء حي وكنيس لليهود لا أثر له ولا وجود في العاصمة".

 وتابع "تعدّت العلاقة بين المنامة وتل أبيب مظاهر التطبيع العادية، كما هو الحاصل في مصر، لتستر شراكة أمنية  وعسكرية"، مشيراً إلى وجود ضباط إسرائيليين في البحرين.

ونقل الديهي عن دبلوماسي غربي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول "إننا تعاملنا مع بعض الأنظمة في الشرق الأوسط التي طبعت مع إسرائيل، ولا خشية لنا من هذه الشعوب، لكننا في تعاملنا مع شعب البحرين نعتبر أن كل فرد في البحرين هو قنبلة موقوتة في وجه كل إسرائيلي وفي وجه الكيان الصهيوني"، معلقاً، هكذا ينظرون إلى شعب البحرين.

وأكمل "أوجدوا سفارتهم، وجاؤوا بضباطهم، ولكنهم على وجل، سفارتهم لا زالت معماة مع أنها معروفة للجميع، إنهم لا يريدون لسفيرهم أن يظهر في سيارة ويضع علم إسرائيل عليها، لأنه يخشى من ردة فعل شباب البحرين وشعب البحرين".

 وأردف "تعدّت البحرين كل الأنظمة الّتي طبعت مع إسرائيل، جاؤوا بضابط ارتباط إسرائيلي، أتوا بمعسكر لإسرائيل من خلال جلب بعض الرادارات الكاشفة للصواريخ ردًا وحماية من صواريخ إيران الّتي يخشونها، لتصل الشراكة بين البحرين وإسرائيل إلى شراكة أمنية وعسكرية مكشوفة أطلق عليها اسم استراتيجية السلام الدافئة  المشتركة، ممتدة لعشر سنوات بهدف توسيع العلاقات في العديد من المجالات لمواجهة التحديات المشتركة على ما يزعمون وعلى رأسها التهديد الإيراني المزعوم".

 وأوضح "جعلوا إيران «بعبع» مخيف من أجل أن يجعلوا لإسرائيل وجودًا من لا شيء. هم يبررون علاقتهم مع هذا الكيان بأنّها لمواجهة خطر إيراني مزعوم من لا شيء. تعمقت هذه العلاقات الأمنية العسكرية، ووُقِّعَت هذه الاتفاقية وضمنها الاتفاق على تعيين ضابط ارتباط إسرائيلي في البحرين في إطار تحالف دولي يهدف لتأمين حرية الملاحة في المياه الإقليمية. كل ذلك خوفًا من عدو صنعوه اسمه إيران، من دون وجود مبرر حقيقي".

 وعلق الديهي على تواجد وفد طبي إسرائيلي في البحرين قائلاً "هل تعلمون أنه بالأمس، في العاصمة المنامة، جاء وفد إسرائيلي أخذ إلى مستشفى السلمانية في البحرين، وهو أكبر مستشفى فيها، وأجبر موظفو هذا المستشفى على استقبال هذا الوفد الصهيوني، وإلا سوف يفصلون من أعمالهم، كما يجبر وزراء  ومسوؤولون في البحرين على استقبال سفير الكيان الصهيوني، يريدون تطبيعًا بالقوة، يريدون ترسيخا لهذا الكيان ولهذا الوجود بالقوة، وبالتهديد والوعيد، والتهديد بالفصل من الوظائف المهمة في الدولة، يعتقدون ما يشاؤون إذا رفض هذا الموظف الكبير أو هذا الدكتور أو هذا المسؤول في جامعة البحرين أو في مستشفى السلمانية أو في أي مكان أن يصافح صهيونيًا أتى إلى البحرين. يهددونه في لقمة عيشه، ومن ثم يهددونه بالاعتقال أو السجن أو الملاحقة الأمنية".

وأكمل "اليوم أرادوا تهويد البحرين، لكن شعب البحرين يؤكد أنه لا زال إلى جانب فلسطين، يخرج في مسيراته العاشورائية ليضع على أرض البحرين الطاهرة هذا العلم (...) للكيان المؤقت، ليُداس بأقدام علماء البحرين، وشباب البحرين، وفي كل أسبوع ويوم لنا مسيرة وموقف من قبل شعب البحرين يرفض وجود هذا الكيان الصهيوني. حالمون إذا كانوا يظنون أنهم بسلطتهم، ببطشهم، وبمحاولاتهم، أن يرغموا شعب البحرين على التسليم لهذا الوجود ولهذا الكيان الصهيوني على أرضنا".

 وأردف "حالمون إذا كانوا يظنون أن شعب البحرين سيتنازل عن معتقده في فلسطين، وفي عودة فلسطين، حالمون إذا كانوا يظنون أنهم سيرتقون بأرضنا وبوطننا حين يضعون أيديهم في أيدي الكيان الصهيوني، لقد وضعتم يدكم في يد نظام وكيان مؤقت سيزول، وسيزول معه أيضًا من يضع يده معه.  كل من طبّع، كل من وقف مع إسرائيل هو زائل مع هذا الكيان، بزوال هذا الكيان، لا بقاء لهذا الكيان، ولا بقاء لاتفاقيات مع هذا الكيان، بمجرد زواله".

 وجدد موقف شعب البحرين برفض التطبيع بكافة أشكاله والوقوف "دائمًا وأبدًا أمام هذا المشروع المدمر لهويتنا، فلن نتنازل، سنُعَبّر، رغم الوعيد، ورغم التهديد بالسجون، ورغم المطاردات، سنقف صفًا واحدًأ، لنؤكد أننا مع فلسطين، مع هويتنا العربية والإسلامية في فلسطين، ووطننا سيحافظ على هويته، ولن نقبل أن تُدَنّس من قبل إسرائيل".

ولفت إلى أن "إسرائيل احتلت البحرين، ولعلها البلد الثاني الذي سيحتل من قبل الكيان الصهيوني تدريجيًا، من خلال شراء أراض ضمن مشروع مخطط في قرى البحرين وعاصمتها، لكننا واعون وملتفتون ولن نسمح ببيع أرضنا لهذا الكيان الصهيوني مهما تلون المشتري من خلال عربي متصهين، أو شركة متصهينة، سنقف دائمًا وأبدًا لرفض هذا الموضوع".

 واختتم الشيخ حسين الديهي كلمته بالتطرق إلى البرلمان البحريني الذي لم يستطع رفض اتفاقية التطبيع هذه مشدداً أن "لا مشاركة في برلمان يبصم على قرارات نظام يطبع مع الكيان الصهيوني، لا يشرف شعب البحرين أن يكون ضمن هذه المؤسسة البرلمانية، التي تقف صفًا واحدًا مع النظام البحريني في الموافقة على اتفاقية التطبيع".