أوراق 2022: البحرينيون يناهضون التطبيع في الشوارع والمطاعم... والسجون
2022-12-31 - 10:27 م
مرآة البحرين (خاص): مر العام 2022 مثقلاً بفعاليات وزيارات التطبيع البحرينية الإسرائيلية، سعى خلالها النظام إلى جعل التطبيع مع إسرائيل أمراً واقعاً لا مفر منه، ووصل به الأمر إلى التهديد والضغط على الموظفين وإجبارهم على التواجد أثناء زيارة الوفود الإسرائيلية كما حصل مع أطباء في مستشفى السلمانية.
وانتقلت البحرين إلى مستوى جديد من التطبيع، تعدى الاتصالات البروتوكلية والزيارات الدبلوماسية، ووصلت إلى تعيين الإسرائيلية عنات رونين في مجلس التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى محاولة اختراق المجتمع البحرين عبر افتتاح مطعم "روز مارين" المملوك لإسرائيليين في شارع البديع، أحد أبرز الشوارع الذي شهد فعاليات مناهضة للتطبيع وأكثرها حيوية.
لكن الإجراءات الحكومية البحرينية قابلها رفض شعبي قاطع للتطبيع أدى إلى وضع البحرين ضمن الدول غير الآمنة للإسرائيليين، وأدى لإلغاء فعالية كان من المزمع إقامتها في العاصمة المنامة نهاية العام تزامناً مع عيد حانوكا اليهودي.
زيارات مشؤومة:
خلال العام 2022 لم يكد يمر شهر دون استقبال مسؤول أو وفد إسرائيلي في البحرين، مع حركة دبلوماسية نشطة لسفير الكيان للوزارات والهيئات الحكومية، ومع مطلع العام أعلنت وكالة أنباء البحرين عن اتصال وزير الداخلية البحريني بنظيره الإسرائيلي لبحث "التعاون" بين البلدين في إشارة إلى الأهمية الأمنية للتطبيع مع الكيان من قبل السلطات، لكن أبرز الزيارات التي تمت للبحرين كانت من قبل وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الذي زار البلاد في فبراير خلال زيارة غير معلنة والتقى خلالها وزير شؤون الدفاع، قائد الجيش، ولي العهد والملك، أعقبتها زيارة لرئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت الذي التقى فيها الملك وولي العهد، وزيارة أخرى لرئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي في مارس، انتهاءاً بزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ في ديسمبر.
وما بين هذه الزيارات واصلت حكومة البحرين تطبيعها مع الكيان في جميع المستويات، وشارك وزير خارجيتها في اجتماع في النقب المحتلة ضم وزراء خارجية الدول العربية المطبعة إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي ووزير خارجية الكيان، كما استقبلت البحرين وفوداً إسرائيلية في مختلف المجالات بما فيها التعليم والصحة حيث زارت وفود إسرائيلية جامعة البحرين خلال معرض أكاديمي شاركت فيه وفود دول أخرى وهو ما أدى لانسحاب الوفد الأكاديمي الكويتي رفضاً على وجود ممثلي للكيان، وزار وفد إسرائيلي طبي مستشفى السلمانية، فيما بدا أن الأطباء البحرينيين كانوا مرغمين للتواجد بعد تلقيهم تهديدات من أعلى المستويات باتخاذ إجراءات بحقهم في حال تغيبهم.
البحرينيون يرفضون التطبيع:
رغم كل هذه الضغوط التي مارسها النظام لجعل التطبيع أمراً عادياً، واصل البحرينيون تعبيرهم بقوة عن رفض التطبيع على مختلف المستويات، أهمها المسيرات الشعبية التي ظلت تجوب شوارع وطرقات البحرين طوال العام في مختلف المناسبات وأبرزها خلال يوم القدس العالمي (الجمعة الأخيرة من شهر رمضان)، وإثر اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى الشريف في أبريل، وبعد استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، بالإضافة للمسيرات التي كانت تخرج عشية زيارات معلنة لمسؤولين صهاينة إلى البحرين.
وإلى جانب المسيرات الشعبية في الميدان، فقد خرجت من البحرين بيانات ومواقف رسمية لشخصيات أبرزها العلامة السيد عبدالله الغريفي، خطباء الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز (الشيخ محمد صنقور، والشيخ علي الصددي)، بالإضافة إلى مواقف شخصيات دينية بارزة عبر بيانات جماعية أو عبر حسابات شخصية في وسائل التواصل الاجتماعي.
كما برزت أيضاً من داخل البحرين مواقف لمؤسسات المجتمع المدني المرخصة، وبعضها جمعيات موالية، من خلال "المبادرة الوطنية لمقاومة التطبيع"، عبر بيانات دورية رافضة لأي خطوة تطبيعية، بالإضافة لمواصلة الجمعية البحرينية لمناهضة التطبيع عملها عبر رصد أي خطوة تطبيعية وانتقادها.
كما عبر سجناء معتقلون لأسباب سياسية عن رفضهم للتطبيع، وكان لافتاً صراخ الحقوقي البارز عبدالهادي الخواجة في ساحة السجن ورفعه شعارات مناهضة لإسرائيل ورافضة لزيارة رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت إلى البحرين.
أما المعارضة في الخارج فكان صوتها عالياً من خلال الزعيم الروحي للأغلبية الشيعية الشيخ عيسى قاسم وجمعية الوفاق الوطني الإسلامية التي عمدت إلى إصدار البيانات وإقامة الفعاليات الرافضة للتطبيع أبرزها فعالية "يوم الخيانة"، بالإضافة إلى مواقف جماعات وشخصيات معارضة أخرى متواجدة في الخارج.
نتائج رفض التطبيع:
لم تقتصر نتائج رفض التطبيع في البحرين على إظهار الموقف الشعبي الرافض لهذه الخطوة من جميع مكونات المجتمع بل أدت إلى تغييرات ملموسة على الأرض في أكثر من مناسبة، فقد اضطر مطعم روز مارين الذي تعود ملكيته لأشخاص يحملون الجنسية الإسرائيلية والذي افتتح في شارع البديع إلى إغلاق أبوابه بعد شهر فقط، بسبب المقاطعة الشعبية الشاملة له، كما اختصر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ زيارته للبحرين إلى ساعات معدودة وقام بتغيير جدول الزيارة "من أجل تقليص احتمال الاحتكاك بين هرتسوغ والمتظاهرين"، وفق ما ذكرت صحيفة هآرتس، وأدت المظاهرات التي عمت شوارع المنامة أواخر العام إلى إلغاء فعالية بعيد حانوكا اليهودي كان من المزمع إقامتها في شوارع العاصمة.
وعلى الرغم من التطبيع والتهليل الحكومي والإعلامي لأي خطوة تطبيعية، لكن الرفض الشعبي لهذه الخطوات وصلت إلى إسرائيل بشكل مباشر، حين اعتبر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي البحرين ضمن أكثر الدول خطراً في وجهات السفر، وأفادت تقارير إسرائيلية نشرتها إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مخاوف على سلامة المسافرين الإسرائيليين إلى عدد من الدول بينها البحرين.
غضب حكومي من رفض التطبيع
انعكست نتائج رفض التطبيع، غضباً على المستوى الحكومي حيث قامت بإقالة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار مي بنت محمد، التي رفضت استقبال أي مسؤول إسرائيلي منذ إعلان التطبيع قبل عامين، كما أدت أوامر حكومية عليا لإلغاء انعقاد عمومية الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع إلى أجل غير مسمى، وأدت المسيرات الشعبية الرافضة لإقامة حفل حانوكا في المنامة إلى تواجد أمني مكثف أعاق حركة المواطنين، كما أقدمت السلطات على توجيه تهم جديدة للحقوقي البارز المحكوم بالمؤبد عبدالهادي الخواجة، تتعلق بإهانة الكيان الإسرائيلي عبر إطلاقه شعارات مناهضة في باحة السجن.
انقضى العام 2022 وانقضت فيه أحلام الكيان بامتلاك أصدقاء جدد في المنطقة. استطاع الكيان إقامة علاقات دبلوماسية وأمنية وعسكرية مع البحرين وهذا لا شك فيه، لكنه لم ينجح في اختراق المجتمع البحريني والتطبيع مع الشعب الذي بقي رافضاً لهذه الخطوة وعبر عن ذلك بشكل واضح وصارم في أي مناسبة سانحة.
- 2023-01-01أوراق 2022: السخط يتزايد في أوساط الموالاة ومحمد خالد للمشاركين "الله يعينكم"
- 2022-12-31أوراق 2022: الإنتربول يتواطأ مع صربيا والإمارات لتسليم المعارض أحمد جعفر للبحرين
- 2022-12-31أوراق 2022: الموت يغيب السيد حيدر الستري أحد أبرز وجوه انتفاضة التسعينات
- 2022-12-31أوراق 2022: البحرين تودع "الدكتورة العالي" والمهجّر "صادق الحايكي" والمناصرة اللبنانية "سمر الحاج"
- 2022-12-31أوراق 2022: الموساد في البحرين وبيغاسوس يخترق هواتف الموالين قبل المعارضين